ارتفع عدد الهجمات الإرهابية التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" في السعودية إلى 22 بعد استهدفه مركزا أمنيا بمحافظة الزلفي شمالي العاصمة السعودية الرياض.

وذكر جهاز أمن الدولة السعودي، في بيان، أن استهداف المركز أسفر عن مقتل 4 مهاجمين، وإصابة 3 من أفراد الأمن، معلنا عن القبض على 13 مواطنا بتهمة الانتماء إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" والتخطيط لتنفيذ لهجمات إرهابية بالمملكة.

وبذلك تعود السعودية إلى دائرة أهداف "الدولة الإسلامية" من جديد، وهي التي شهدت بداية استهدافها بتوجيه زعيم التنظيم "أبوبكر البغدادي"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عبر تسجيل صوتي شهير، طالب فيه أنصاره باستهداف 3 مجموعات هي الشيعة (تتمركز شرقي المملكة)، وآل سعود (العائلة الحاكمة) وجنودها، والأجانب.

وفي صدر افتتاحيتها، الثلاثاء، وصفت صحيفة عكاظ السعودية (محلية) عملية الزلفي بأنها "محاولة لإعادة تمركز وإنتاج" تنظيم الدولة داخل المملكة. 

وتحت عنوان "وطن ضد الإرهاب" اعتبرت "عكاظ" أن "الإرهاب مهما خفت صوته، فإنه يحاول إعادة إنتاج نفسه بشكل أو بآخر"، مشددة على أن المعركة معه ما زالت مستمرة حتى اجتثاثه من جذوره.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي "مختار غباشي"، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي)، أن تنظيم الدولة "لم ينتهِ طالما أن العنصر الأساسي في نهايته، وهو تسوية الصراعات في الشرق الأوسط، لم يتحقق بعد"، وفقا لما أوردته وكالة الأناضول.

وأضاف أن تنظيم الدولة سيخلفه تنظيمات أخرى شبيهة "طالما ظلت هناك صراعات سياسية في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى وجود "سيولة ودول منغمسة فيها سلبا أو إيجابيا"، دون تسمية هذه الدول.

ولفت إلى أن آخر عمليات تنظيم الدولة في السعودية لا تعني عودة مؤقتة للإرهاب، قائلا: "ربما فترة سكون ثم معاودة ثم سكون، ولا تعني انتهاء التنظيم بعد".

وشدد  نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية على أهمية التسوية السياسية للأزمات للقضاء النهائي على تنظيم الدولة من جذوره.

وفيما يلي، تسلسل زمني لأبرز هجمات تنظيم الدولة في السعودية:

 2015.. 8 عمليات بارزة

• 3 نوفمبر/تشرين الثاني.. إطلاق النار استهدف تجمعا شيعيا في قرية الدالوة (شرق)، أسفر عن مقتل 8 وإصابة 9 آخرين.
• 24 نوفمبر/تشرين الثاني.. قالت الداخلية السعودية، إن زعيم الخلية الإرهابية التي استهدفت حسينية الدالوة، على ارتباط مباشر بتنظيم الدولة.
• 8 مايو/أيار.. قتل جندي سعودي وأحرقت جثته ونكّل بها، إثر تعرض دورية أمنية لإطلاق نار من مسلحين مجهولين جنوب الرياض.
• 22 مايو/أيار.. في ثاني استهداف للشيعة التي تشكل نحو 10% على الأقل من سكان المملكة، والمتمركزة شرقا وفق تقارير غير رسمية، تبني التنظيم تفجيرا استهدف مسجد الإمام علي بمحافظة القطيف (شرق)، أثناء أداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة 102.
• 29 مايو/أيار.. ثالث استهداف للشيعة تبناه التنظيم، حيث وقع تفجير انتحاري أثناء خطبة صلاة الجمعة بمسجد الإمام الحسين بمحافظة الدمام، وتنكر فيها الانتحاري في زي امرأة قبل أن يكتشف أمره، ويفجر نفسه في مدخل المسجد، ما خلف 4 قتلى ومصابين.
• 16 يوليو/تموز.. في عملية مزدوجة، لجأ تنظيم الدولة للسيارات المفخخة، وقام انتحاري بقتل خاله المسؤول الأمني، وتحرك بسيارة القتيل، عقب تفخيخها، نحو سجن الحائر (قرب العاصمة)، قبل أن يتم إيقافه عند نقطة تفتيش قرب السجن، ويفجر نفسه ويصيب شرطيين اثنين.
• 6  أغسطس/آب.. تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة وقع بمسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها (جنوب)، أثناء أداء صلاة الظهر بالمسجد، وأسفر عن مقتل 15 شخصا بينهم 5 شرطيين و6 مدنيين و4 عمال من الجنسية البنغالية، في أول حصيلة ضحايا أجانب.
• 16 أكتوبر/تشرين الأول.. شهد تجمع شيعي بمدينة السيهات (ِشرق)، حادث إطلاق نار خلف 5 قتلى وإصابة 9، في عملية تبناها تنظيم الدولة.
• 26 أكتوبر/تشرين الأول.. تفجير انتحاري أثناء صلاة المغرب بمسجد المشهد (شيعي) بمدينة نجران (جنوب)، تبنته تنظيم" ولاية الحجاز"، المرتبط بتنظيم الدولة في أول إعلان مسؤولية له، حيث دأب "ولاية نجد" المرتبط بالتنظيم نفسه على تبني معظم الهجمات في المملكة.

 2016..  تصعيد بـ11 عملية

• 19 يناير/كانون الثاني.. هجوم مزدوج استهدف مسجد الرضا بمحافظة الأحساء عبر إطلاق النار، وتفجير الأحزمة الناسفة من قبل شخصين وقع يوم جمعة ضد مصلين، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 36 آخرين بينهم 3 رجال أمن، وتبناه تنظيم الدولة.
• 8 فبراير/شباط.. أعلنت شرطة الرياض انفجار سيارة دون سقوط ضحايا، قبل أن يتبنى التنظيم الإرهابي العملية، ويقول إنها سيارة تابعة لعسكري سعودي.
• 15 فبراير/شباط.. تبنى "ولاية الحجاز"، في بيان، عملية اغتيال بمنطقة جازان، استهدفت عميد أمني متقاعد، قال التنظيم إنه كان يعمل منسقا للجيش السعودي خارج المملكة.
• 2 أبريل/نيسان.. تفجير استهدف بعبوات ناسفة مقرا للشرطة بمدينة الدلم جنوبي الرياض، أسفر وفق الداخلية السعودية، عن مقتل مقيم وأضرار وحريق في سيارتين للشرطة.
• 5 أبريل/نيسان.. إطلاق نار استهدف مسؤولا أمنيا بالداخلية السعودية يدعى كتاب الحمادي، في مدينة الدوادمي، ووصف تنظيم الدولة المسؤول بـ"المرتد" وأعلن مسؤوليته عن الاغتيال.
• 13 أبريل/نيسان.. إطلاق النار استهدف "محمد الرغبي" وكيل رقيب في الجيش السعودي، بالقرب من مدينة العارضة (جنوب).
• 29 أبريل/نيسان.. انفجار عبوة ناسفة قرب تمركز أمني بالأحساء، خلف إصابة طفيفة لشرطي، وأضرارا محدودة لخمس سيارات، ولم يتم تبنيه، غير أنه نسب لتنظيم الدولة، استنادا إلى أسلوب الهجوم.
• 4 يوليو/تموز.. تفجير انتحاري وقع قبيل ساعة الإفطار، خلال شهر رمضان، قرب المسجد النبوي بالمدينة المنورة أدى لمقتل 4 شرطيين.
• وباليوم نفسه، وقع تفجير مزدوج لانتحاريين اثنين، قرب مسجد الشيخ حسين العمران بالقطيف، قبيل أذان المغرب أيضا، وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص.
• وتلاه بساعات، تفجير انتحاري قرب القنصلية الأمريكية في مدينة جدة، وقالت الداخلية السعودية، إن التفجير أسفر عن إصابة شرطيين اثنين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات، غير أنه نسب لتنظيم الدولة، كونه أحد أساليبه المتبعة.
• 23 أغسطس/آب.. أعلنت الداخلية السعودية إحباط عملية إرهابية، كانت تستهدف المصلين بمسجد المصطفى بمحافظة القطيف وقت صلاة المغرب. واشتبه في شخص قام بتفجير عبوة ناسفة كان يحملها بحقيبة، قبل أن يلقى حتفه لاحقا عقب إطلاق نار عليه.
•  17 سبتمبر/أيلول..  قتل اثنان من رجال أمن في إطلاق نار من قبل مسلحين استهدف دورية أمنية بمدينة الدمام.
• 25 أكتوبر/تشرين الأول.. نفس الحصيلة من القتلى في إطلاق نار من قبل مجهولين بالمدينة ذاتها.

2017.. عام التراجع

• 23 يونيو/حزيران.. وزارة الداخلية السعودية قالت في بيان إنها أحبطت هجوما انتحاريا كان يستهدف أمن المسجد الحرام بمكة، وتحدثت عن إصابة 11 شخصا بينهم 5 شرطيين في انهيار منزل بمنطقة الحرم "كان يتحصن فيه إرهابي قبل أن يفجر نفسه"

ولم تتهم السلطات السعودية تنظيم الدولة في عمليات أخرى بالعام الذي شهد تراجعا للعمليات الإرهابية.

2018.. خفوت لافت

• 8 يوليو/تموز.. قتل رجل أمن سعودي ومقيم بنغالي، إثر تعرض نقطة أمنية في مدينة بريدة (وسط) لإطلاق نار من قبل مسلحين، وفق بيان للداخلية، وتبني تنظيم الدولة، في 13 من الشهر ذاته، الهجوم.

وباستثناء هذه الهجوم، مر العام بخفوت لافت للتنظيم الإرهابي دون تسجيل هجمات أخرى.

 2019.. عودة غامضة

• 21 أبريل/نيسان.. أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن هجوم استهدف مقرا للشرطة قرب الرياض، وقال إنه "جاء انتقاما للمسلمين المسجونين في المملكة وسوريا والعراق".