عبدالله العودة: لو كان والدي طليقا لدعم ثورتي الجزائر والسودان

الخميس 25 أبريل 2019 08:04 ص

قال "عبدالله العودة" نجل الداعية السعودي المعتقل "سلمان العودة"، إنه لو كان والده خارج السجن لدعم ثورتي السودان والجزائر؛ مشيرا إلى الضغوط التي تتعرض لها عائلته من السلطات السعودية.

وحول نجاح الحراكين في الدولتين أكد "عبدالله"، أن والده كان ليدعم هاتين الثورتين لو لم يكن معتقلا، وفقا لـ"الخليج أون لاين".

وأضاف في أن "له قواعد عامة في حماية قيم العدالة وقيم الحرية عند الناس، واحترامها، واحترام خيارات الناس ودعمها".

وأكد أن من أهم ما يشغل فكر الشيخ "سلمان العودة" هو "أن تُستغل هذه الثورات"، وعليه فإنه يحاول توعية الشعوب كيلا "تُركَب" هذه الثورات "من قبل أطراف غريبة (لم يسمها) تسعى لكي تهدمها من الداخل".

وتابع: "وفقا لذلك فإن العودة كان لديه دائما توجيهات عامة، ولديه فصل في كتاب أسئلة الثورة حول سرقتها، وهو يؤكد في آرائه أن الكثير من الذين يعارضون حراك الشعوب وحرياتها وحقوقها والعدالة، إذا رأوا أنه ليس هناك بدٌّ من هذا الحراك حاولوا تطويعه لمصالحهم الشخصية".

وأكد أن والده كان دائم التحذير من أن تُستغل الثورات، مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي يدافع فيه عن الحريات الشخصية والثورات يحذر من راكبي الأمواج".

وضع "العودة" بمحبسه

وحول حالة "العودة" الصحية ووضعه في محبسه، قال "عبدالله" إن "وضعه حاليا مستقر، لكن الوضع في السجن بشكل عام بائس وسيئ، وما زال يقضي يومه في سجن انفرادي، وهذا مخالف للقانون السعودي".

وأضاف: "في بداية اعتقاله كانت الخدمات سيئة، كانوا يقيدون يديه ورجليه ويرفضون حتى علاجه، تدهورت حالته الصحية في الأشهر الأولى وذُهب به المستشفى في حينها".

وقال إنه من الأشياء التي تحظرها السلطات السعودية على الشيخ "العودة" في محبسه "مطالعة الكتب"، حيث يبين ولده أنه "لا يسمح له بقراءة سوى القرآن الكريم، وهو يجد في هذا خير عزاء".

وأوضح: "هو يقضي يومه بالقرآن والصلاة، ويحمد الله سبحانه وتعالى ويقول لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين؛ كما كان يقول سيدنا يونس عليه السلام".

ضغوطات على العائلة

وقال "عبدالله"، إن عائلة الداعية "سلمان العودة" تعرضت، لضغوط عديدة منذ تاريخ اعتقاله حتى اليوم، إذ يقول: إن "17 شخصاً من العائلة ممنوعون من السفر. اعتُقل عمي خالد منذ عام ونصف العام، بعد أن كتب تغريدة (على تويتر)، وحاكموه وأُغمي عليه، وتحوَّل إلى العناية المركزة، وما يزال يعاني أمراضاً مزمنة بسبب هذا التعامل، وما زال في المعتقل ويتهمونه بتهمة التعاطف مع الوالد".

وكشف نجل الداعية "العودة" الذي يقطن في الولايات المتحدة، أيضا عن تخوفه من التعرض للاعتقال إذا عاد إلى بلاده.

ويقول: "فيما يتعلق بي أنا شخصياً، رفضت السفارة السعودية في واشنطن تجديد جواز سفري، وطلبوا مني العودة إلى السعودية، وأرسلوا إليَّ رسائل يطلبون مني العودة إلى البلاد، وأوقفوا جميع خدماتي"، مشيراً إلى أن "موظفاً في السفارة سألني ذات مرة هل صدر بحقي أمر بإلقاء القبض عليَّ، فقلت: كيف لي أن أعرف! هذا السؤال يجب أن أسأله أنا لكم لا أن تسألوني!".

وفي معرض حديثه عن سير قضية والده ووضعه داخل المعتقل، قال "عبدالله"، إن "محاكمته جارية، وما زال النائب العام في السعودية يطالب بما يسميه القتل تعزيراً؛ بناء على 37 تهمة سخيفة وملفقة، وكلها عبارات فضفاضة وجُمل غريبة".

وعن خصوصية الشخصيات المؤثرة محلياً وعالمياً في السعودية، ومنهم مقربون من والده، يقول "عبدالله"، إن "رفقاء درب الوالد وضعهم صعب الآن، وليس من بينهم من هو مقرب من الحكومة الحالية".

وأضاف: "الإدارة الحالية في السعودية ليس لديها أحد مقرب إلا طغمة وحفنة قليلة فاسدة، لا يتشرف أي واحد منهم بأن يكون رفيقاً للوالد ولو في مرحلة ما من عمره. ليست هناك علاقة للوالد بأي واحد من الطغمة الفاسدة أو المَرْضي عنها من قِبل الإدارة السعودية، ولذلك فهذا الباب مسدود تماما".

وأشار إلى أنه "خلافا لجميع الفترات السابقة في تاريخ المملكة ليست هناك تيارات، ليست هناك أجنحة، ليست هناك مجموعات مختلفة".

وبحسب رأيه، فإن "هناك طغمة فاسدة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، تدير كل الملفات؛ ومن ثم ليس هناك أي أحد له أي نوع من التوافق أو العلاقات إلا هذه المجموعة الصغيرة جداً".

وألقت السلطات السعودية القبض على "العودة" بالإضافة إلى عشرات الشخصيات العامة والأكاديمية والدعاة، على خلفية آراء ومواقف سياسية.

وجاء اعتقال "العودة" في أعقاب تغريدة دعا الله فيها أن "يؤلف القلوب"، بعد نبأ الاتصال الهاتفي بين ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، وسط تسريبات بأن جميع تلك الشخصيات رفضت أوامر بالهجوم على قطر خلال تلك الأزمة.

وفي سبتمبر/أيلول 2018 طلبت النيابة العامة السعودية باستصدار حكم القتل تعزيرا ضد "العودة"، ووجهت إلى الشيخ الستيني، 37 تهمة من بينها "التحريض ضد نظام الحكم"، وذلك وفقا لمنظمة القسط الحقوقية السعودية ومقرها لندن، وناشطون آخرون.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية