ستراتفور: هجمات خليج عمان تشعل المواجهة الأمريكية الإيرانية

الجمعة 14 يونيو 2019 12:06 م

قد لا ترغب الولايات المتحدة في النهاية في شن حرب ضد إيران، لكنها لا تقدم تنازلات بشأن حملتها الهادفة لممارسة "أقصى ضغط" على طهران بسبب برنامجها النووي وسياساتها الإقليمية.

وعلى ذلك، تعهدت إيران بالرد، قائلة إنها قد تهاجم القوات الأمريكية من خلال وكلائها في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، وقد تحاول غلق "مضيق هرمز" الحيوي للشحن.

وربما يكون حادث مثل هجوم 13 يونيو/حزيران على ناقلات النفط بالقرب من المضيق أحدث هجوم في المعركة بين واشنطن وطهران.

ماذا حدث؟

بعد شهر ويوم من هجوم بالألغام البحرية على 4 ناقلات قبالة "الفجيرة" بالقرب من "مضيق هرمز"، وقع هجوم آخر أكثر خطورة، حيث تعرضت ناقلتان، إحداهما سفينة ترفع علم بنما، وتسمى "كوكيوكا كوراجوس"، والأخرى ناقلة ترفع علم جزر مارشال، باسم "ذا فرونت ألتاير"، لأضرار جسيمة.

وأسفر الحادث عن إصابة أحد أفراد الطاقم في "كوكيوكا"، التي توقفت عن الإبحار عندما فتح الهجوم خرقا في هيكل السفينة فوق خط المياه.

وفي غضون ذلك، بدا أن "ذا فرونت ألتاير" تعاني من أضرار أكبر، حيث أظهرت التقارير الإخبارية أن السفينة قد اشتعلت فيها النيران.

لماذا يهم ذلك؟

مع وجود هذا التوتر بين إيران والولايات المتحدة، فإن مثل هذه الحوادث تهدد بإشعال مواجهة عسكرية مفتوحة.

على سبيل المثال، ربطت الولايات المتحدة وحلفاؤها بين الهجوم على الناقلات قبيل الفجيرة وبين إيران، رغم أن الأخيرة نفت مسؤوليتها، وتكرر ذلك في الحادث الأخير.

وتسبب الحادث في البداية في ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة تقارب 5%، قبل أن تستقر مرة أخرى، مما يوفر دلالة حول كيف يمكن أن تؤدي الصدامات العسكرية الكبيرة بين البلدين إلى حدوث صدمات اقتصادية أوسع نطاقا، لا سيما في مجال الطاقة.

وأعلن الأسطول الأمريكي الخامس أنه أرسل سفنا لمساعدة الناقلات.

وكحد أدنى، من المرجح أن يعزز الحادث طلبات القيادة المركزية الأمريكية بإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى المنطقة، مما يزيد من حدة التوتر.

السياق

وأثار موقع وطبيعة الحادث المزيد من التكهنات حول التورط المباشر لإيران.

ووقع الهجوم بالقرب من الساحل الإيراني لمضيق هرمز، على مسافة بعيدة عن حلفاء إيران في اليمن، الحوثيين، الذين استهدفوا في السابق الشحن في المنطقة كجزء من قتالهم ضد التحالف الذي تقوده السعودية.

ورغم أنه احتمال لا يمكن استبعاده تماما، إلا أنه سيكون من الصعب للغاية على الحوثيين أن يقوموا بأنفسهم بشن ضربة كهذه.

علاوة على ذلك، تشير التقارير الأولية إلى أن الجناة استخدموا معدات عسكرية ثقيلة، مثل الطوربيدات، أو صواريخ كروز المضادة للسفن، أو الألغام البحرية كاحتمال أقل.

وبينما يمتلك الحوثيون مثل هذه المعدات، لكن قواعدهم بعيدة جدا عن إرسال هذه الأصول بسهولة إلى المنطقة دون اكتشافها.

وعلى النقيض من ذلك، يمكن لإيران أن تضرب مثل هذه الأهداف بسهولة؛ نظرا لقربها والأسلحة المتاحة لديها.

لكن بطبيعة الحال، لمجرد أن بعض الإشارات تشير إلى إيران، لا يعني ذلك أن طهران قد اتخذت إجراء مباشرا ضد الناقلات قبالة سواحلها، رغم أن مسؤولي الإدارة سارعوا لاتهام إيران رسميا. 

ولكن مع ظهور المزيد من التفاصيل، فقد يتأكد من الذي يقف وراء الهجوم.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية