ن. تايمز: هل تقف إيران وراء هجمات خليج عُمان؟

السبت 15 يونيو 2019 03:06 م

كان هناك قدر كبير من الجدل في جميع أنحاء العالم حول المزاعم الأمريكية بأن إيران هي من كان وراء الهجمات على ناقلتين للنفط في خليج عمان، الخميس.

وقد نفت إيران هذا الاتهام. وعلى تويتر، تم استرجاع ذكريات "خليج تونكين" في الحديث عن "خليج عمان".

وبالعودة في التاريخ، كان الرئيس "ليندون جونسون" قد أقنع الكونغرس بمنحه الإذن بتدخل عسكري أمريكي أكبر في فيتنام، وذلك في أعقاب ما يسمى بـ"حادثة خليج تونكين"، حيث تم اتهام الفيتناميين الشماليين بمهاجمة المدمرات الأمريكية في ذلك الخليج عام 1964. وقد توصل المؤرخون إلى أن الهجوم لم يحدث قط، وأنها كانت حيلة من "جونسون" يعتبرها العالم الآن عملية تضليل زائفة.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، منذ الهجمات على 4 ناقلات قبالة الإمارات العربية المتحدة في شهر مايو/أيار، أصبح فهم ما حدث ومن يقع عليه اللوم أمرا بالغ الأهمية. فهل يمكن أن يكون هجوم "خليج عمان" نسخة القرن الحادي والعشرين من حادثة "خليج تونكين"؟.

بفضل الإنترنت، والمعلومات الكثيرة المتاحة للجمهور، أصبح تأكيد أو نفي هذا الهجوم أسهل بكثير من الستينيات. فلا تعني مسافة عدة آلاف من الأميال الكثير اليوم.

ويمكن الآن العثور على الأدوات والمعلومات مثل صور الأقمار الصناعية التي كانت متاحة فقط في السابق لوكالات الاستخبارات عبر أدوات يومية مثل "خرائط جوجل". وتسمح وسائل التواصل الاجتماعي للأشخاص البعيدين بمشاركة المعلومات.

وتحتوي قواعد البيانات على الإنترنت على جميع أنواع المعلومات، وهي متاحة الآن للأشخاص في أي مكان في العالم، ويمكننا من خلال قواعد البيانات هذه أن نبدأ تحقيقنا في ما حدث في "خليج عمان".

وذكرت التقارير الأولية أن السفن التي تعرضت للهجوم هي "كوكيوكا كوارجوس" و"فرونت ألتاير"، لكن كيف يمكننا التأكد من دقة هذه الأسماء فيما نحن على بعد آلاف الأميال دون وجود مراسلين في مكان قريب؟.

تتبع الأدلة

تتيح لك مواقع تتبع السفن، التي تقوم بجمع البيانات المرسلة والعائدة من آلاف السفن، من قوارب الصيد إلى سفن الرحلات البحرية عبر العالم البحث عن السفن والعثور على موقعها الحالي. وقد تم العثور على "كوكيوكا جوارجيوس" و"فرونت ألتاير" على موقع التعقب "مارين ترافيك"، الذي أظهر كلتا السفينتين في طريق مسدود في خليج عمان. ونشر "مارين ترافيك" مسار السفينتين عبر الخليج على حساب "تويتر" الخاص به.

لاحقا، تم نشر الصور التي يزعم أنها أظهرت أضرارا في كلتا السفينتين، بما في ذلك حريق كبير في "فرونت ألتاير". وكان من المستحيل قراءة العلامات على السفن في الصور، ولكن مستخدمي موقع "مارين ترافيك" تمكنوا من تأكيد أن السفن المصابة تطابق تصاميم السفينتين المذكورتين.

وبالمثل، ينشر موقع "سينشنل هاب" الصور التي التقطتها أقماره الصناعية. وبعد فترة وجيزة من الحادث الذي وقع في خليج عمان، أصبحت صورة "فرونت ألتاير" التي اشتعلت فيها النيران متاحة على الموقع.

ومع تأكيد الحادث، كان السؤال هو ماذا حدث لتلك السفن؟ وكانت القيادة المركزية للولايات المتحدة قد قدمت إجابة واحدة، ونشرت بيانا مفصلا حول النشاط الذي لاحظته القوات البحرية الأمريكية في المنطقة حول السفينتين.

وتضمن البيان صورا لـ"كوكيوكا كوراجوس" أظهرت ثقبا على أحد جانبي السفينة، إلى جانب جسم ما على جانب البدن، قال البيان إنه "من المحتمل أن يكون لغما لم ينفجر".

وإلى جانب البيان والصورة، تم نشر مقطع فيديو يظهر ما يزعم أنه زورق دورية تابع للحرس الثوري الإيراني يزيل لغما غير منفجر من بدن "كوكيوكا كواراجوس"، مما يعني أن إيران هي التي وضعت اللغم هناك وكانت تسترد الدليل على تورطها.

وبالنظر إلى الأهمية السياسية ومصدر البيان، من الضروري التحقق من الادعاءات المقدمة. فماذا يمكن أن نرى في الواقع من الأدلة حول حادثة خليج عمان؟.

حسنا، تظهر علامات متطابقة على جانب "كوكيوكا كوارجوس" تشير للغم المزعوم في كل من صور السفينة وفي الفيديو الذي يظهر إزالته بشكل واضح بواسطة قارب الدورية.

وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها شبكة "برس تي في" الإيرانية نفس النوع من زوارق الدورية تشارك في حفل بمناسبة تسليم هذه السفن إلى فيلق الحرس الثوري الإسلامي.

ليس دليلا أكيدا

ومع ذلك يبقى السؤال: هل كانت إيران وراء الهجمات في خليج عمان؟ إليك الدليل. فعلى الرغم من أن الجسم الموجود على جانب "كوكيوكا كوارجوس" تم وصفه بأنه "لغم محتمل"، فإن الصور المعروضة ليست واضحة بما يكفي للتحقق من ذلك.

ولا شيء يمكن تقديمه كدليل يثبت أن اللغم قد تم وضعه من قبل الإيرانيين، بل يظهر الفيديو فقط أن الإيرانيين اختاروا إزالته لسبب غير معروف حتى الآن.

وتظهر أهمية هذا بشكل خاص في ضوء تصريح طاقم السفينة حول تعرضهم لهجوم من "جسم طائر"، ونفيهم الأولي لوجود "قنبلة موقوتة أو جسم متصل ببدن السفينة".

وفي حين أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين مما إذا كان هذا حادثا على غرار "خليج تونكين"، يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن هذا ليس دليلا يمكن الاستناد إليه على تورط إيران، وفي النزاع المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، علينا أن نعمل على جميع المعلومات المتاحة، وليس فقط ما يقدمه لنا جانب واحد.

المصدر | إليوت هيجنز - نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية