تفاصيل اللحظات الأخيرة لمرسي قبل وفاته داخل المحكمة

الاثنين 17 يونيو 2019 02:06 م

كشفت مصادر مصرية، تفاصيل اللحظات الأخيرة للرئيس الأسبق الراحل "محمد مرسي"، قبل وفاته داخل قفص الاتهام، خلال نظر قضيته المعروفة إعلاميا باسم "التخابر".

وقالت المصادر، إن القاضي "محمد شيرين فهمي"، كان قد أمر بإحضار جميع المتهمين في القضيتين "التخابر" و"اقتحام السجون"، على أن يعقد أحدهما أولاً، ثم الثانية بعدها في نفس القاعة.

يشار إلى أن "مرسي" متهم مشترك في القضيتين.

ووفقا للمصادر، فإنه كان مقرراً عقد جلسة قضية "اقتحام السجون" أولا، لكن القاضي فاجأ الحضور، بتغيير الموقف، وبدأ في النداء على أسماء المتهمين في قضية "التخابر".

وخلال النداء على أسماء المتهمين، تبين غياب اثنين منهم، قبل أن يخبره الأمن أن هناك ممتنعا عن الحضور من شدة الإرهاق، ما دفع المتهمين للاعتراض الشديد على تتابع الجلسات يومياً بدون توقف، ولساعات ممتدة من الصباح الباكر حتى المغرب، بدون طعام أو دواء، حسبما قالت المصادر.

وأضافت: "لم يستجب القاضي لاعتراضات المتهمين، وأكمل سير الجلسة".

كلمة الدفاع

بدأت الجلسة، بدفاع المحامي "كامل مندور"، الذي قال إنه موكل عن نائب مرشد الإخوان "خيرت الشاطر"، وإنه سيقدم دفعا شكليا عن "مرسي"، لافتا إلى عدم جواز محاكمته أمام محكمة عادية بنص دستور 2012.

"مندور"، فند أسباب دفعه الشكلي، قائلا، إن "مرسي" وفقا للدستور، فإنه من المقرر أن يحاكم أمام دائرة استثنائية خاصة، لأنه يحمل الحقيبة الرئاسية، التي لا يمكنه البوح بما فيها إلا أمام محكمة خاصة، حرصاً على أسرار الدولة بصفته رسمياً رئيس للجمهورية.

واستطرد "مندور"، ساردا الشروط التي يجب أن تتحقق لتنزع هذه الصفة عنه، وهي إما الوفاة أو الاستقالة أو الانتخابات، وأنه لا يجوز نزع الصفة لمجرد خروج مظاهرات في 30 يونيو/حزيران 2013.

في إشارة إلى المظاهرات التي خرجت ضد "مرسي" إبان فترة حكمه قبل عزله في 3 يوليو/تموز 2013 بانقلاب عسكري قاده الرئيس المصري الحالي "عبدالفتاح السيسي".

وهنا اعترض القاضي "فهمي"، والحديث للمصادر، على ذكر "مندور" للمظاهرات، وقال: "عايزين (نريد) كلاما قانونيا مش (وليس) سياسيا.. ايه اللي جاب سيرة (من ذكر) 30 يونيو/حزيران 2013؟".

حديث القاضي قاطعه "مرسي"، قائلا: "لأن القاضي شعبان (الشامي) عندما حكم علي من قبل (في قضية أخرى) ذكر في حكمه هذه المظاهرات".

ووفقا للمصادر، فإن "فهمي"، زجر "مرسي"، وخاطبه قائلا: "مش مسوح (ليس مسموحا) تتكلم والمرافعة شغالة (المحامي يترافع).. لو عايز (أردت) تتكلم يكون بإذن، ولما المحامي يوافق أنا ممكن أشيل (أرفع) المايك من عندك".

هنا توقف "مرسي"، وأكمل "مندور"، الدفاع والمرافعة، قبل أن يعاود الرئيس الأسبق طلب الحديث.

"مرسي" يتحدث

وحسب المصادر، فقد بدت كلمة "مرسي" مؤثرة، إذ شكر "مندور"، وقال إنه يؤيده فيما قال، وإنه لم يقصد مقاطعة القاضي أول مرة، ولكنه أراد أن يقول إنه يحاكم بشكل مؤسف، كأنه شخص مغمي العينين في صحراء معزول عن كل من حوله، لا يسمح له بلقاء الناس ولا المحامين ولا أهله.

وأضاف "مرسي": "أرى أنه كان ينبغي محاكمتي أمام محكمة خاصة، تكون مفوضة ومسؤولة بحيث أمكن أن أبيح بأسرار في سياق الدفاع عن نفسي، لأنه لدي حقيبة معلومات لا يجوز لي أبدا أن أبوح بها حرصاً على مصلحة البلد".

وتابع الرئيس الأسبق، أنه لم يبرر لنفسه قولها رغم الخصومة السياسية، وأكد أنه سبق أن طلب من القاضي أن يقابلهم في جلسة خاصة، ليوضح لهم وجهة نظره، ولكنهم رفضوا.

وهنا رد القاضي: "رفضنا لأن ذلك غير قانوني".

ليرد عليه "مرسي" قائلا: "كما أنني أحاكم بشكل غير قانوني أمام محكمة عادية"، مستطردا: "أستمع لهراء وخرف وأتحمل ظلما شديدا لا يليق منذ 6 سنوات".

"شيرين"، والحديث للمصادر، قاطع "مرسي، قائلا: "خلص (انتهي) يا مرسي، احنا مش هنقعد (لن نستمر) نتكلم إلى ما لا نهاية".

ليرد عيله "مرسي" مؤكدا أكثر من مرة أنه يحمل حقيبة معلومات، لا يستطيع أن يفشي بها، رغم أنها ضرورية في سياق دفاعه عن نفسه.

وكرر "مرسي": "يدي مغلولة أن أدافع عن نفسي، لأني أمين على أسرار وطني، وسألقى بها الله".

وقال إنه يحب وطنه وقومه وإن آذوه مرددا أبيات من الشعر بشكل مؤثر، وفقا للمصادر، قال فيها: "بلادي وإن جارت عليّ عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام".

ثم أضاف "مرسي": "وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي".

وختم الرئيس الأسبق، حديثه قائلا: "والله يشهد أني ما أقول هذا الكلام دفاعاً عن نفسي ولكن شهادة أمام الله".

بعدها رفع القاضي "شيرين"، الجلسة بعد أن أجل القضية.

ووفقا للمصادر، فإنه بعد دقائق من رفع القضية، حدث جلبه في القاعة، ومنع الأهالي والمحامين من الخروج، وسقط "مرسي" مغشيا عليه، ليشتد صراخ من في القفص، قبل أن يتم نقل "مرسي" للمستشفى، ثم إخراج الأهالي بعد فترة، وتبعهم المحامون.

وأعلن التليفزيون المصري، مساء الإثنين، وفاة الرئيس الأسبق، خلال جلسه محاكمته بقضية "التخابر".

وقال التليفزيون إن "مرسي"، طلب الكلمة من القاضي خلال الجلسة، فتم السماح له بذلك، ولكن بعد رفع الجلسة، أصيب بحالة إغماء، توفي على أثرها.

ولاحقا، قالت النيابة، إنه تم التصريح بدفن جثمان "مرسي"، عقب انتهاء لجنة الطب الشرعي من مهمتها.

ولم يتضمن البيان أية تفاصيل أخرى عن باقي الإجراءات، أو النتائج التي انتهت إليها لجنة الطب الشرعي.

و"مرسي" هو أول رئيس منتخب لمصر، بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، لكن تم عزله من منصبه عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش، في يوليو/تموز 2013، بقيادة وزير الدفاع، آنذاك، "عبدالفتاح السيسي"، الذي أصبح رئيسا للبلاد، فيما بعد.

ونعى "مرسي" كل من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وأمير قطر "تميم بن حمد"، والمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، والملكة الأردنية السابقة "نور الحسين"، وعدد من السياسيين والحقوقيين المصريين والعرب والأجانب حول العالم، بالإضافة إلى أحزاب وحركات تحرر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية