هآرتس: إسرائيل تخشى اندلاع احتجاجات في مصر بعد رحيل مرسي

الثلاثاء 18 يونيو 2019 04:06 ص

تتابع (إسرائيل) عن كثب التطورات في مصر بعد وفاة الرئيس السابق "محمد مرسي"، القيادي جماعة الإخوان المسلمين، الإثنين، خلال جلسة استماع في المحكمة. وفي الأيام المقبلة، من المتوقع أن يبدأ أنصار "مرسي" إجراءات للاحتجاج على ظروف وفاته. لكن من المفترض أن النظام الذي يرأسه الرئيس "عبد الفتاح السيسي" سينشر قوات إضافية لمنع اندلاع أية احتجاجات.

ومنذ أن استولى العسكر المصريون برئاسة "السيسي" على السلطة في مصر في انقلاب عسكري عام 2013، شن النظام حملة صارمة على الحركات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. ومنذ ذلك الحين، تم احتجاز عشرات الآلاف من المصريين -بمن في ذلك جميع قادة جماعة الإخوان- في السجون ومعسكرات الاعتقال. وتم إطلاق سراح عدد قليل منهم فقط.

وأغلقت السلطات المصرية محطات التلفزيون والصحف التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. واشتكى الناشطون المسجونون من أنهم تم احتجازهم في ظروف قاسية، وتعرضوا في كثير من الأحيان للتعذيب. ويمكن للمرء أن يفترض أنه فيما يتعلق بوفاة "مرسي"، فستكون هناك ادعاءات مماثلة حول طريقة معاملة الرئيس السابق ومدى مناسبة الرعاية الصحية التي تلقاها. ووفقا لشهود المحكمة، فقد شعر "مرسي" بالمرض وانهار أثناء الجلسة، وتوفي بعد ذلك بوقت قصير. ووفقا للتلفزيون الرسمي، فقد تعرض لأزمة قلبية.

ومن المرجح أن يستعد النظام في القاهرة للمظاهرات الجماهيرية المحتملة عبر تعزيز قوات الشرطة وزيادة انتشار الجيش في المدن الرئيسية، ولاسيما القاهرة والإسكندرية. وستكون لحظة الحقيقة الجمعة؛ حيث ستكون هناك صلوات في الآلاف من المساجد.

ومع ذلك، فإن الانطباع السائد في (إسرائيل) هو أن "السيسي" يسيطر بقوة على البلاد، وأنه قادر على قمع خصومه. وتساعد الأموال التي تلقتها الحكومة المصرية من السعودية ودول الخليج الأخرى النظام في تجنب أزمة اقتصادية أشد، وتوفر احتياجات المواطنين الحالية. وإذا أدى موت "مرسي" إلى مظاهرات كبيرة، فستنظر إليها (إسرائيل) كتحد للقاهرة، لكنها تعتقد أن الحكومة ستتمكن من الصمود.

لكن هناك مصدر قلق آخر لـ(إسرائيل)، وهو التأثير المحتمل لوفاة "مرسي" على سلوك حركة "حماس" في قطاع غزة. وفي الأعوام الأخيرة، بذل قادة "حماس" في القطاع بعض الجهد لفصل أنفسهم عن جماعة الإخوان المسلمين، بسبب التوتر بين الجماعة والنظام في القاهرة. وتعتمد "حماس" الآن على تلطيف الأجواء مع "السيسي"، لاسيما في مسألة الحفاظ على معبر رفح الحدودي مفتوحا، والسماح لغزة بالوصول إلى بقية العالم.

لذلك، يمكن الافتراض أنه بينما ستكون هناك تعبيرات عن الأسف لوفاة "مرسي"، فسوف تمتنع "حماس" عن اتهام "السيسي" ومعاونيه مباشرة بالتواطؤ في الأمر. وفي بداية الأسبوع، تم نقل شحنة أخرى من الأموال من قطر إلى قطاع غزة، وتهتم "حماس" باستغلال هذه الأموال والتفاهمات غير المباشرة التي تم التوصل إليها في المفاوضات مع (إسرائيل) لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة إلى حد ما، مع الإسراع في مشاريع البنية التحتية الحيوية.

المصدر | هآرتس

  كلمات مفتاحية