شدد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» على أن الانتخابات كانت ناجحة وشكلت معيارا للديمقراطية، وأنه يجب احترام إرادة الشعب التركي، مشيرا إلى أن النتائج أوضحت أنه ليس بإمكان أي حزب تشكيل حكومة منفردا.
ودعا «أردوغان» الأحزاب في بلاده إلى وضع الخلافات الشخصية جانبا وتقديم مصلحة البلاد على المصلحة الأنانية الضيقة، وتشكيل حكومة ائتلافية ضمن الآجال القانونية.
من جهة أخرى أشار «أردوغان» إلى أن هناك حملة إعلامية غربية سيئة ضد تركيا، وهذا ما رأى فيه دليلا على أن بلاده تسير على الطريق الصحيح.
وقال إن الغرب يقصف العرب والتركمان في سوريا ويحل «جماعات كردية إرهابية» محلهم.
وأوضح «أردوغان» أنه على الأحزاب السياسية أن تشكل في أقرب وقت ممكن حكومة ائتلافية، مضيفا: «آمل من جميع الأحزاب التحرك من أجل بناء وتطوير تركيا وإفشال جميع المؤامرات».
وأكد الرئيس التركي في حفل بالعاصمة أنقرة أنه سيبذل قصارى جهده لإنجاح تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، وأنه لن يسمح -في إطار الصلاحيات التي يمنحها له الدستور- بأن تكون أي تطورات سياسية مصدرا لتهديد تركيا.
من جهته، صرح رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو» (المستقيلة حكومته)، في مقابلة تلفزيونية أن حزب «العدالة والتنمية» وحده يمكنه قيادة ائتلاف، مشددا على أنه إذا ما وضعت الأحزاب الأخرى عراقيل ولم تتوصل إلى حل فيما بينها فسيتم اللجوء مجددا إلى الشعب.
وأعلن حزب «العدالة والتنمية»، أنه سيبحث كافة الخيارات ومن بينها اللجوء إلى انتخابات مبكرة في حال فشل المشاورات لتشكيل حكومة ائتلاف.
وحصل حزب «العدالة والتنمية» على 258 مقعدا من أصل 550 في البرلمان، وتراجع الحزب من نسبة 49.9% عام 2011 إلى 40.8% في الانتخابات الأخيرة التي جرت في الـ7 من يونيو/حزيران.
وفي المقابل حاز حزب «الشعب الجمهوري» على 132 مقعدا، فيما حصل حزب «الشعوب الديمقراطي» وحزب «الحركة القومية» على 80 مقعدا.
وكان «أردوغان» يأمل بالحفاظ على أغلبية مطلقة تمكنه من إجراء تعديلات دستورية تسمح بنظام رئاسي للبلاد.
يذكر أن الحكومة التركية برئاسة «أحمد داود أوغلو» قدمت بعد يومين من إجراء الانتخابات البرلمانية استقالتها لرئيس الجمهورية.
وكان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في أنقرة، قد أعلن أن «أردوغان» قبل استقالة «داود أوغلو»، في لقاء جمعهما بالقصر الجمهوري، داعيا مجلس الوزراء إلى الاستمرار في مهامه، حتى تشكيل حكومة جديدة.