استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«صفقة القرن»: الجميع يكسب إلا الفلسطينيين

الاثنين 24 يونيو 2019 11:06 ص

ولدت ميتة. لن تغيّر شيئاً. تقضي على «حل الدولتين». تكرّس الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني منذ ما يقارب القرن. تصعّد العنف والإرهاب في المنطقة. تمدّ أجل الصراع في الشرق الأوسط. تفاقم الفرقة بين الأديان والكراهية بين العالم الإسلامي والغرب..

أو على العكس: تزرع بذور حل قائم على الازدهار الاقتصادي، وتحسّن الكثير من أحوال الشعب الفلسطيني. تمهّد لإنهاء الصراع وإقامة سلام دائم في المنطقة. تشكّل أرضية تعايش سلمي بين أبناء الديانات السماوية الثلاث..

أحكام وآراء، وعكسها، سيقت طوال عامين، ومنذ بدأت إدارة دونالد ترمب تتحدّث عن «خطة السلام»، أو ما خلعت عليه اسم «صفقة القرن» تمثّلاً بالمقاولات التي اعتاد عليها رجل الأعمال/ الرئيس.

وقد اعتمد نهج السرّية والمساومة نفسه في إعداد «الصفقة»، منتدباً لها صهره (جاريد كوشنر) وأحد مقاوليه (جيسون غرينبلات) وسفيراً أميركياً ولاؤه الأول لإسرائيل (ديفيد فريدمان).

بعد تردّد وتأجيل وتعديلات متتالية لم يُعرف بعد إذا كان الجانب السياسي في «الخطة» بات جاهزاً للإعلان، لكن تُفتح الستارة في اليومين المقبلين على «ورشة المنامة» لعرض الجانب الاقتصادي من «الصفقة» في غياب الفلسطينيين، أصحاب الأرض والحقوق والقضية.

فهم يقاطعون أميركا وكل ما تطرحه منذ اعترف رئيسها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. لم يكن أمام الفلسطينيين سوى هذين: المقاطعة والغياب، لأن الجانب الأميركي اعتبرهم أصلاً غير موجودين، ولا قيمة لقضيتهم عندما اتخذ قراراته في شأن القدس.

بل اعتبر أيضاً أن لا قيمة لتبني العرب قضيتهم كـ«قضية مركزية». ورغم أن واشنطن تسعى إلى ترغيب الفلسطينيين بـ«صفقتها» فإنها اعتمدت حيالهم سياسة تدمير منهجي بحرمان مئات الآلاف من أولادهم التعليم والطبابة.

إذ تشنّ حملة لإلغاء وكالة «أونروا»، وقطعت كل مساعداتها بما فيها تلك المخصصة للمستشفيات، ودعمت إجراءات إسرائيلية تضييقية تتراوح بين الإبادة والتجويع وانتهاك المقدسات.

قيل في تبرير قرار القدس والإجراءات التي تلته، أنها كانت ردّاً على عدم تعاون السلطة الفلسطينية مع مساعي كوشنر وغرينبلات لإحياء مفاوضات متوقفة منذ أعوام. غير أن الشروط التي طرحها هذان «الوسيطان» كانت نسخة أشد تطرّفاً من شروط متطرّفي الحكومة الإسرائيلية.

إذ تفترض مسبقاً أن ليس هناك احتلال إسرائيلي، وأن الاستيطان «شرعي»، وأن القدس إسرائيلية، وأن «حق العودة» غير قابل للنقاش، وأن الحدود ترسم بالتفاوض من دون احترام القرارات الدولية.

لكن الأسوأ والأخطر أن إدارة ترمب شاركت الحكومة الإسرائيلية في التخطيط لاستغلال «سلبية» الموقف الفلسطيني بسلسلة من الترتيبات لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية، إلى حد أن السفير فريدمان بات يزايد على بنيامين نتنياهو في مسألة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية. ومع ذلك فإن أميركا تقدّم «صفقتها» على أنها مشروع نمو وازهار للشعب الفلسطيني!

مع استثناءات قليلة، أبدت جميع الدول المشاركة في «ورشة المنامة» مأخذاً رئيسياً هو أن نجاح أي مشروع اقتصادي في وضع صراعي مرتبط أولاً بوجود استقرار سياسي تساهم فيه الأطراف المعنيّة جميعاً. إذاً ينبغي لعراب «صفقة القرن» أن يثبت جملة اعتبارات، منها:

- أولاً، أن «خطة السلام» تحظى بانخراط تامٍ من الطرفين، ولا يراد تنفيذها رغماً عن الفلسطينيين.

- ثانياً، أنها تراعي القوانين والقرارات الدولية الخاصّة بحقوق الفلسطينيين و «حلّ الدولتين» المتوافق عليها دولياً.

- ثالثاً، أنها قادرة فعلاً على إقامة سلامٍ عادل ودائم، غير أن «خطّة السلام/ صفقة القرن» بنيت أساساً على «ظروف عربية» توهم بعض العرب بتحقيق مكاسب، وتسمح للأميركيين والإسرائيليين بإقامة حال احتلالٍ أو استعمارٍ دائم لفلسطين وشعبها.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية