استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ترمب وخامنئي بين البوكر والشطرنج

الخميس 27 يونيو 2019 10:06 ص

ترمب وخامنئي بين البوكر والشطرنج

ما جدوى الردع إذا كان القائد العام يكشف السر بقوله لن نحارب؟

لا مسدسات مع «الكاوبوي» الجالس على الطاولة، فهو يريد الحرب دون تكلفة.

إيران تعرف حدود ترمب.. لذا، لم تتردد في إسقاط الطائرة المسيّرة بعد اعتراض خمس ناقلات حتى الآن.

اللعب ليس في صالح واشنطن؛ فالأوراق التي في يد ترمب ضعيفة؛ لأنها مكشوفة تُظهر أن واشنطن تتبنى فكرة الردع.

صار جل اهتمام خامنئي ليس الأزمة الاقتصادية بل جعل ترمب في حالة دفاع فقط عن الناقلات والطائرات المسيّرة.

*     *     *

تعلمت الشطرنج، لكنني لست لاعباً دائماً، ربما -كما قال غاندي- لأني لا أحب أن يفنى جيشي بأكمله من أجل ملك واحد؛ كما لم أحب لعبة البوكر حيث تمتزج أفكار لاعبها بوجدانه فيغضب ويفرح كالمجنون بوتيرة غير طبيعية بين لحظات سحب ورقة وإلقاء أخرى.

هذه الأيام، لا يمكن أن يتجاوز المراقب حقيقة أن ما يجري بين طهران وواشنطن هو صراع إرادات بين كهلين من الرجال، هما الرئيس ترمب والمرشد خامنئي.

دع عنك القيم الديمقراطية أو نظام الشورى الذي يقول إن قرار الحرب عند الطرفين جماعي وليس فردياً. فما يجري هو صراع بين ثقافتين متناقضتين؛ فثقافة خامنئي عقائدية متمسك بها لكونها قديمة ومجربة لقرون، ولا خيار فيها غير الإيمان المطلق بثوابت المعتقد.

أما ترمب، فمن ثقافة براغماتية حديثة، يتصدر أدواتها المنهج التجريبي فيملك حق إطلاق عنان المقاتلات ثم إرجاعها إلى قواعدها بعد عشر دقائق، وتلك رفاهية ذهنية لا يملكها خامنئي.

فالرئيس ترمب يديرها وكأنه يلعب البوكر، فتلك طبيعته وشخصيته. لكن من قوانين البوكر وضع الرهان إن كنت تثق أن لديك الأوراق الأقوى. لكن ترمب متردد ولم يراهن على الكل، وهو الهجوم الشامل؛ بل وضع حاملة الطائرات خارج هرمز.

كما أن لاعب البوكر إذا كان غير واثق مما في يده فلا يغامر بالرهان وينسحب من الجولة. ولعل هذا ما فعله ترمب حين سقوط الطائرة المسيّرة، حيث هدّد وأزبد ثم تحول إلى البحث عن الأعذار للإيرانيين.

وربما هي حيلة بوكر، فإذا كانت أوراقك ضعيفة لكنك تريد المواصلة؛ فعليك بالمراوغة. وحتى إذا تحوّل ما يجري إلى لعبة بوكر، فاللعب ليس في صالح واشنطن:

- فالأوراق التي في يد ترمب ضعيفة؛ لأنها مكشوفة تُظهر أن واشنطن تتبنى فكرة الردع. لكن ما جدوى الردع إذا كان القائد العام يكشف السر بقوله لن نحارب؟

- ثاني أسباب الخسارة أن لا مسدسات مع «الكاوبوي» الجالس على الطاولة، فهو يريد الحرب دون تكلفة.

- ثالث الأسباب، فهو أن إيران تعرف حدود ترمب. لذا، لم تتردد في إسقاط الطائرة المسيّرة بعد اعتراض خمس ناقلات حتى الآن.

أما خامنئي، فيدرك صحة القول إذا أردت أن تقتل رجلاً فعلّمه الشطرنج، فهو يلاعب الأميركان كأنه يدير لعبة الشطرنج الاستراتيجية التي يلعبها لاعبان فقط.

فهو مركّز على لعبة معقّدة بيادقها في سوريا والعراق واليمن ولبنان ويحرك فيلاً في الدول الأوروبية وقلعة في الصين أو روسيا، ليبقى الملك - وهو النظام الإيراني- دون موت أو أسر.

لكن دقة التركيز على منع سقوط (النظام/ الملك) أفقدته التركيز على الطبقات الإيرانية قرب الرصيف، فأهمل القطع وصار جل اهتمامه ليس الأزمة الاقتصادية؛ بل جعل ترمب في حالة دفاع فقط عن الناقلات والطائرات المسيّرة.

من مصائب الرئيس ترمب، أن لعبة البوكر الأكثر شيوعاً المسماة «تكساس هولديم» (Texas Hold’em) التي بدأت في 1900 ثم شملت العالم، يعود أصلها للعبة «ناس» الإيرانية التي وصلت أوروبا في الحروب الصليبية وسُمّيت pochen في ألمانيا. فكيف سيغلبهم في ما اخترعوه؟ حيث لا يبقى له إلا تغيير قوانين اللعبة.

* د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمحموعة مراقبة الخليج

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية