اجتماع أوبك رهن توترات أمريكا وإيران وتباطؤ الطلب

الجمعة 28 يونيو 2019 12:06 م

تخيم أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، على أجواء اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وشركائها، خلال اجتماعهم الثلاثاء المقبل في فيينا، لبحث تمديد العمل بخفض حصص الإنتاج.

ويعد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، معادلة تزداد تعقيدا، أمام وزراء الطاقة والنفط المجتمعين، في ظل وفرة المعروض الأمريكي، وتباطؤ الطلب.

ومن المقرر أن يبحث وزراء الدول الأربعة عشر الأعضاء في المنظمة، وشركاؤهم العشرة (أبرزهم روسيا)، مناقشة ضعف الطلب على النفط الخام بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما يهدئ المخاوف من حدوث انقطاع في الإمدادات من الشرق الأوسط، حسب "فرانس برس".

وكانت "أوبك" وحلفاؤها، اتفقوا مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، على خفض عرضها الإجمالي بمعدل 1.2 مليون برميل يوميا.

وأتت هذه الإستراتيجية ثمارها، إذ ارتفع سعر برميل النفط نحو 30% في الربع الأول من العام الجاري، قبل أن يعود للانخفاض قليلا.

والجمعة، اقترب سعر نفط البرنت من 67 دولارا للبرميل في لندن، بسبب تصاعد التوتر في الخليج، مسجلا قفزة بعد هجمات على ناقلات نفط نُسبت إلى إيران، التي نفت ذلك، وإسقاطها طائرة استطلاع أمريكية بلا طيار، وتلويح الرئيس "دونالد ترامب" بشن هجوم عليها.

إمدادات النفط

من جانبها، قالت الاستشارية في "كابيتال إيكونوميكس" في لندن، "كارولين باين"، إن "هذا التصعيد أعاد المخاوف إزاء توقف إمدادات النفط"، لكن دون بث الذعر في السوق.

وبلغت المخزونات العالمية مستويات عالية مع قدرة الولايات المتحدة (أول دولة منتجة) "وبسرعة على زيادة المعروض من نفطها"، إذا لزم الأمر، على غرار بلدان "أوبك"، التي تحتفظ بطاقات إنتاجية واسعة غير مستخدمة.

فيما قال المحلل في شركة "في بي إم"، "تاماس فارغا" إن المخاطر "الجيوسياسية تراجعت جزئيا جراء المأزق الذي بلغته الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة"، وأدت إلى تراجع النمو الاقتصادي العالمي وتباطؤ الطلب على الطاقة.

وفي ظل التباطؤ الاقتصادي، خفضت وكالة الطاقة الدولية، مؤخرا مرتين توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الخام لعام 2019، بمعدل 1.2 مليون برميل يوميا، ما يؤدي إلى الحد من ارتفاع الأسعار.

والعنصر الأساسي الآخر هو تزايد إنتاج النفط الصخري الأمريكي بشكل يؤدي إلى تضخيم العرض المتوافر.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية، أن إنتاج "أوبك"، تراجع 1,5 مليون برميل يوميا في مايو/أيار الماضي، فيما زاد المعروض من دول خارج "أوبك"، وبشكل أساسي من الولايات المتحدة، بمقدار 2.1 مليون برميل يوميا.

مواصلة الخفض

ويتوقع محللون أن تعاود "أوبك" وشركاؤها، الذين يواجهون وفرة العرض وتباطؤ الطلب، ويضخون نصف إنتاج النفط العالمي، الالتزام الذي توصلوا إليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بخفض الإنتاج.

وقال المحلل "بيارن شلدروب"، من المكتب الاستشاري "إس آي بي"، إن "أوبك لا تريد تكرار خطأ العام الماضي، عندما فتحت أنابيب النفط من دون ضوابط. فمسائل مثل القلق حيال الاقتصاد، والحروب التجارية ،والطلب على النفط، تفرض نفسها".

ومع تخطي الأسعار عتبة الستين دولارا للبرميل، وسط التوترات الجيوسياسية "يبدو استمرار الوضع الراهن هو الحل الأبسط" رغم تحفظات روسيا، ثاني أكبر منتج في العالم، كما قال "جيوفاني ستونوفو"، المحلل العامل لدى أكبر مصارف سويسرا "يو بي إس".

وأضاف أن "شركات النفط الروسية تفضل ضخ أكبر قدر ممكن كي تكون استثماراتها مربحة، لكن القرار اتخذ في الكرملين. لذا فبالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، فإن الاتفاق يهدف إلى تعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط".

خلاف سعري

ومن أجل هذا المكسب الدبلوماسي، فإن "خفض الإنتاج بنسبة 300 ألف برميل يوميا، يعتبر ثمنا صغيرا يجب على روسيا دفعه"، كما يؤكد "شلدروب"، الذي يشير مع ذلك إلى خلاف بين موسكو والرياض حول الهدف المحدد للأسعار.

وقال في هذا السياق إن "روسيا تشعر بالارتياح إزاء سعر برميل يتراوح بين 60 و65 دولارا"، في حين أن ميزانية السعودية تحتاج إلى سعر يناهز 85 دولارا.

وسيعقد اجتماع فيينا في أعقاب قمة أوساكا لمجموعة العشرين، حيث يمكن أن يتفق المسؤولون الروس والسعوديون على موقف مشترك.

وستراقب "أوبك"، أيضا تسوية تجارية محتملة بين بكين وواشنطن في مجموعة العشرين

واعتبر "فارغا"، أن "تجديد اتفاقية أوبك يبدو واضحا، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل.. أوبك وشركاؤها سيخفضون عروضهم أكثر مما هو متوقع في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومن الممكن أن يعودوا إلى إنتاجهم الحقيقي للوصول إلى المستويات المحددة".

أما المحلل في شركة "هدجي"، "جوزف مكمونيغل"، فقال إنه "إذا كانت روسيا لم تحترم إلا عشوائيا إلى حد كبير خفض الإنتاج (…) فيجب على الرياض أن تبقى متكيفة مع ذلك".

وأضاف: "السعوديون يعتبرون مشاركة موسكو في اجتماع فيينا أساسي بغية طمأنة الأسواق".

وأصبحت السعودية وروسيا، اللتان تضخان معا أكثر من 40% من النفط الذي تنتجه مجموعة "أوبك+"، البطلين الرئيسيين لاتفاق خفض الإنتاج العالمي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية