استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خريف الثورة المضادة

الثلاثاء 2 يوليو 2019 11:07 ص

  • عجلة التاريخ لن تتوقف وليس بمقدور أحد محاربة طواحين الهواء.
  • تتقلص جغرافية الثورة المضادة، التي تعيش خريفها الحقيقي بينما ربيع الثورة العربية يزدهر وينمو ويترعرع.
  • بينما يواصل معسكر الثورة المضادة استهداف الربيع العربي وثوراته في ليبيا والسودان وتونس وغيرها توالت هزائمه في جبهات عدة.
  • كل ما فعله معسكر الثورة المضادة في سنوات يتبخر بل وتنفجر الثورات العربية بمناطق جديدة مما يزيد جغرافية الثورة العربية وربيعها!

شكّل انتصار الحكومة الشرعية الليبية على ميليشيات المتمرد حفتر في غريان القاعدة العسكرية الأهم، ضربة قاصمة للمتمردين ولمعسكر الثورة المضادة بشكل عام. حظيت الميليشيات المتمردة بدعم إقليمي ودولي مخيف، تجلى ذلك بحجم ونوعية الصواريخ الأميركية المتطورة التي بحوزتها بعد الهزيمة.

بينما كانت الدول الداعمة لها في الإمارات ومصر وفرنسا وغيرها تواصل سياسة استهداف الربيع العربي وثوراته في ليبيا وغير ليبيا، لكن بالمقابل كانت هزائم معسكر الثورة المضادة تترى في جبهات عدة، بحيث اتسع الخَرْق على الراقع.

إذن جاء انتصار ثورة ليبيا في غريان دفعة معنوية قوية لكل أنصار الربيع العربي، بالمقابل وعلى الضفة الأخرى كان الصمود والثبات الرهيب لأكثر من شهرين متتابعين يتواصل في وجه الميليشيات الأسدية الطائفية وسدنتها المتعاونين معها.

وهو ما أربك معسكر الثورة المضادة، فدفع وكلاءه في سوريا إلى استهداف النقطة التركية في ريف حماة، وهو ما أسفر عن استشهاد جنديين تركيين وجرح آخرين، ليدفع بذلك تركيا إلى الدخول على الخط من خلال استهداف الميليشيات الطائفية.

لكن الكثيرين يرون أن الرد التركي الحقيقي ليس بالانجرار إلى المصيدة التي يريدها وكلاء سوريا وذيولها للقوات التركية، بحيث تبدأ حرب شاملة بين الطرفين.

بل الرد التركي الحقيقي والعملي والفاعل ينبغي برفع وتيرة دعم ثوار الشمال بأسلحة نوعية ومعلومات أمنية تقلب الطاولة على الميليشيات العسكرية، ويجنب تركيا كلفة المواجهة المباشرة بشرياً ومادياً.

أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات- وهو من تقود بلاده لواء الثورة المضادة في العالم العربي- دعا على الفور بعد هزيمة حفتر في غريان إلى عملية سياسية وسلمية في ليبيا.

والعجيب أن الذي كان يعلن عن دعم حفتر قبل أيام لمواجهة الإرهابيين، يدعو اليوم إلى الحوار معهم والدخول في عملية سياسية سلمية معهم، كل هذا يأتي بعد أن تم تكسير رأس المجرم حفتر الذي لم يدَع أحداً من القتلة إلّا وتعاون معه بمن فيهم عصابات الدواعش في ليبيا، من أجل نزع شرعية الثورة السلمية المدنية عنها.

وقد أتى هذا أيضاً بعد تداعي معسكر الثورة المضادة في مواجهة ما يجري من ثورات عربية شبيهة في الجزائر والسودان، وخروج مظاهرات بعشرات الآلاف في الجزائر والمغرب تهتف لا إله إلا الله والسيسي عدو الله.

وهو الأمر الذي يعني أن كل ما فعله معسكر الثورة المضادة على مدى سنوات يتبخر الآن، بل وتنفجر الثورات العربية في مناطق جديدة، مما يزيد من جغرافية الثورة العربية وربيعها!

وتتقلص معها جغرافية الثورة المضادة، التي تعيش خريفها الحقيقي، بينما ربيع الثورة العربية يزدهر وينمو ويترعرع... إنها عجلة التاريخ التي لن تتوقف، وليس بمقدور أحد محاربة طواحين الهواء.

  • د. أحمد موفق زيدان - كاتب صحفي وإعلامي سوري

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية