ميدل إيست آي: الانسحاب الإماراتي من اليمن يوفر مخرجا للسعودية

الاثنين 8 يوليو 2019 02:10 م

مضى وقت طويل منذ بدت فكرة الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وكأنها فكرة جيدة للغاية لدى ولي العهد السعودي، وحاكم البلاد بحكم الأمر الواقع، "محمد بن سلمان".

ومع تفوق المملكة العربية السعودية الجوي في الشمال، ودعم القوات البرية لدولة الإمارات العربية المتحدة الحليفة في الجنوب، كان "بن سلمان" ينتظر "فوزا سريعا"، من شأنه تعزيز سمعته كأمير محارب شاب في قالب جده، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، "ابن سعود". وكان ذلك ليدعم صورته كقائد ناشئ للدول العربية.

حرب استنزاف

واليوم، مضت أكثر من 4 أعوام على بدء هذه الحماقة التي تم الاندفاع إليها دون تفكير، لتخلف قرابة 100 ألف قتيل، والعديد من الجرحى، والملايين الذين يواجهون مخاطر انعدام الأمن الغذائي والأمراض الوبائية والمجاعة، فضلا عن تدمير البنية التحتية الأساسية في واحدة من أفقر دول العالم.

ودخلت حرب اليمن في مرحلة من الجمود. فقد أصبحت حرب استنزاف بين العديد من الفصائل، وهي حرب بدأها "محمد بن سلمان" وأدخل فيها بلده دون أي استراتيجيته للخروج.

لكن هذه المشكلة لا تواجه نظيره ورفيقه في المعركة "محمد بن زايد"، ولي عهد أبوظبي.

وفي واقع الأمر، بدأت الإمارات، وهي دولة اتحادية من 7 إمارات خليجية، تعد أبوظبي العاصمة أقواها، في سحب قواتها. ويستطيع "بن زايد" القيام بذلك لأن الإمارات أنجزت إلى حد كبير كل ما أرادت في اليمن.

استراتيجية واضحة

وعلى عكس "بن سلمان"، كان لدى ولي عهد أبوظبي استراتيجية واضحة، نجح في تنفيذها حد كبير إلى حد الكمال. وكان من الضروري له تأمين مدينة عدن الساحلية الجنوبية، والسيطرة على جزيرة سقطرى الحيوية في خليج عدن وإبقائها آمنة، وإقامة علاقة مع القوات الانفصالية في الجنوب، بهدف تقسيم اليمن إلى قسمين منفصلين كما كانت عليه البلاد قبل عام 1990. وسوف يكون اليمن الجنوبي في واقع الأمر دولة تابعة للإمارات.

ولم تكن هذه الاستراتيجية غير واقعية. فقد نجحت الإمارات في السيطرة على سقطرى، التي نجت وبقي معظمها سالما من الأضرار الفادحة التي لحقت بأماكن أخرى في اليمن.

وتقع الجزيرة على مفترق الطرق بين شبه الجزيرة العربية وآسيا. وتتمتع الإمارات بالفعل بعلاقات تجارية عميقة مع الهند، وتريد توسيع مبيعاتها من الطاقة لتشمل الأسواق المتنامية في شبه القارة.

أما عدن، فهي ميناء حيوي مرغوب للغاية، وقريب من باب المندب، المضيق الحيوي الذي يربط بين اليمن والقرن الأفريقي، حيث كان الإماراتيون منشغلين في بناء الموانئ البحرية والقواعد العسكرية في أرض الصومال وبونتلاند وإريتريا.

وتعد هذه الموانئ والقواعد مهمة لتعزيز وجود الإمارات في المنطقة، وتوفير النفوذ العسكري لحماية باب المندب، الذي يمر عبره ما يقرب من 5 ملايين برميل من النفط كل يوم.

بالإضافة إلى ذلك، توسطت الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي لوقف إطلاق النار حول ميناء "الحديدة" على البحر الأحمر، الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون المحاضرون من التحالف السعودي. ورغم هشاشة وقف إطلاق النار، فإنه لا يزال قائما حتى مع استمرار الهجمات الجديدة من قبل الحوثيين وقوات التحالف في أماكن أخرى. ويوفر وقف إطلاق النار للإماراتيين تغطية كافية لتبرير التراجع عن وجودهم العسكري.

ويمكن للإمارات أيضا الإشارة إلى الاستعادة الناجحة لمدينة "المكلا" الساحلية شرق عدن من تنظيم القاعدة عام 2016، كدليل على أنها قامت بدورهم في الحرب على الإرهاب. وكسبت الإمارات الاحترام من الولايات المتحدة، وصقلت أوراق اعتمادها بالحصول على مسمى "أسبرطة الصغيرة"، وهو الوسام المتوهج الذي منحه للإمارة جنرالات البنتاغون، وهم نفس الجنرالات الذين ينظرون إلى الجيش السعودي بشكل خاص كجيش ضعيف.

الضعف السعودي

وفي الوقت نفسه، لا يزال "بن سلمان" عالقا في المستنقع. فالحوثيون خصم ماهر لا يرحم. ولقد بقوا راسخين في العاصمة صنعاء، وفي معقلهم في صعدة والمدن الشمالية، وأمطروا المملكة بالهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات دون طيار.

ويقول الحوثيون إن بإمكانهم ضرب أي مطار في المملكة. وفي حين يفتخر السعوديون بدرع دفاع صاروخي متطور، فإن السهولة النسبية التي يتم بها اختراقه تشير إلى وجود أوجه قصور خطيرة في طريقة استخدامه.

إضافة إلى ذلك، حصل السعوديون وحدهم على الإدانة العالمية بسبب الطريقة التي أداروا بها الحرب، في حين نجا الإماراتيون، رغم اتهامهم بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان في المسرح الجنوبي للعمليات تحت سلطتهم.

إيقاف الحرب الوحشية

ويجب أن يدق الانسحاب الإماراتي أجراس الإنذار في الرياض. فعندما يقرر رفيقك في السلاح أنه قد حان الوقت للتوقف، فهذا هو الوقت المناسب للبدء في إعادة التفكير فيما تفعله بالضبط. وبرر السعوديون موقفهم بأنه في كل مرة يضغطون فيها لإجراء محادثات، يوافق الحوثيون ثم يعودون عن اتفاقهم. ويقول السعوديون إن الحوثيين، المدعومين من إيران، هم الذين يطيلون أمد الحرب.

وقد يكون هذا هو الحال، لكن الطريقة الوحيدة لتخليص "بن سلمان" من المأزق هي أن يسلك طريق التسوية السياسية. ويعني هذا وقفا أحاديا للحملة الجوية، مع إطار زمني ضيق، وضغوط خارجية لدفع الحوثيين إلى الطاولة، لكن هذه المرة من أجل اتفاق نهائي.

ومن المسلم به أن هذه الخطوة ليست سوى بداية متواضعة للغاية في الجهود المبذولة لوضع حد لحرب وحشية ومعقدة دون نهاية في الأفق.

ومع ذلك، قد يكون قرار "بن زايد" بسحب قواته بشكل استراتيجي الانفراجة التي كان يحتاجها "محمد بن سلمان". ومن أجل الشعب اليمني، دعونا نأمل أن يتخذ هذه الخطوة.

المصدر | ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

ـ السعودية أزمة اليمن بي آر شيتي الأمير محمد بن سلمان الإمارات

مصادر يمنية: الإمارات تنسحب من مأرب جزئيا دون تنسيق

وثائق قضائية تفند مزاعم الحكومة البريطانية بشأن حرب اليمن

يتوجب على «بن سلمان» إعادة كرامة البلاد بإنهاء الحرب الوحشية في اليمن

هل ستنسحب القوات الإماراتية من سقطرى فعليا؟

مسؤول إماراتي يعلن الانتقال من الحرب إلى السلام في اليمن

مسؤول إماراتي: سحب قواتنا من اليمن تم بتنسيق مع السعودية

3 مخاطر محدقة.. الأسباب الحقيقية لانسحاب القوات الإماراتية باليمن

لوب لوغ: ماذا وراء إعلان الإمارات انسحابها من حرب اليمن؟

محللون: حماية السمعة وإيران وراء انسحاب الإمارات من اليمن

السعودية تدفع بقوات لتأمين موانئ يمنية على البحر الأحمر 

ن.تايمز: الانسحاب الإماراتي من اليمن أثار غضب السعوديين

ليبراسيون: الإمارات تروج لصورة إيجابية عن نفسها بانسحابها من اليمن

عسكري يمني ينفي تسليم المخا والخوخة لقوات سعودية

الإمارات تنقل مئات المجندين الجنوبيين للتدريب خارج اليمن

زيارات متكررة لوفود إماراتية إلى إيران.. ما أسبابها؟

انسحاب الإمارات من اليمن.. هل يستفيد منه حفتر؟

نيويورك تايمز: اتبعوا خطى الإمارات واخرجوا من اليمن

و.بوست: إيران انتصرت باليمن.. وأمريكا تتجنب مواجهتها مباشرة

ماذا قال قرقاش عن انسحاب الإمارات من اليمن؟

الانسحاب الإماراتي من اليمن يشمل غالبية قواتها

بلومبرغ: الأزمة الإيرانية أجبرت الإمارات على إعادة النظر بتشابكاتها الإقليمية