استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حين يتحول التاريخ إلى قضية انتخابية

الأربعاء 17 يوليو 2019 03:23 م

حين يتحول التاريخ إلى قضية انتخابية

لأن النقل بالحافلات لقي مقاومة من السود، فلا يتصور أن يخسر بايدن بسببه أصواتهم.

بسبب مقاومة البيض والسود الشديدة فشلت تجربة نقل التلاميذ بالحافلات وفشل إنهاء الفصل العنصري.

رأى السود أن العناية بمدارسهم كما بمدارس البيض حل أفضل مقارنة بنقل أبنائهم لبيئة معادية لهم بسبب لون بشرتهم.

غالبية التلاميذ السود بالولايات المتحدة يتعلمون بمدارس أكثر من 75% من طلابها من غير البيض بينما يتعلم البيض في مدارس غالبيتها منهم.

*     *     *

الجدل الدائر حالياً في حملة الرئاسة الأمريكية بخصوص أحد تجليات الكفاح ضد الفصل العنصري له قصة تستحق أن تروى، لأنه يخص قضية لا تزال حتى اليوم شديدة الحساسية للبيض والسود على السواء.

فقد هاجمت مرشحة الرئاسة كامالا هاريس سجل جوزيف بايدن، نائب الرئيس السابق، لأنه عارض، في السبعينيات، نقل التلاميذ، البيض والسود، بالحافلات من مدرسة لأخرى بهدف القضاء على الفصل العنصري في المدارس.

فجوزيف بايدن كان عضواً بمجلس الشيوخ منذ 1973 وحتى توليه منصب نائب الرئيس عام 2009. وهو منذ ترشح للرئاسة هذا العام، ظل متصدراً استطلاعات الرأي، بينما تراهن حملته على أصوات السود، كونه كان نائباً لأوباما.

وقصة نقل تلاميذ المدارس بالحافلات قصة محملة بالمرارات. فأولى إنجازات الكفاح ضد الفصل العنصري كان قرار المحكمة العليا الشهير الصادر في 1954، والذي اعتبرت فيه المحكمة، لأول مرة، أن الفصل العنصري غير دستوري، وأمرت بدمج البيض والسود بالمدارس العامة «بأقصى سرعة ممكنة».

لكن قرار المحكمة واجه معارضة شديدة من جانب البيض، كثيراً ما وصلت لاستخدام العنف أو منع الدمج بالقوة، مثلما فعل حاكم ولاية أركنسا عام 1957، حين استدعى الحرس الوطني للولاية لمنع تسعة من التلاميذ السود بالقوة من دخول مدرسة ثانوية للبيض. وهو الأمر الذي دفع الرئيس أيزنهاور لإرسال قوات فيدرالية تصاحب التلاميذ حتى الفصول.

وقد ظلت المقاومة شديدة على مدار عقدين، حتى وصل الأمر من جديد للمحكمة العليا، فسعت لإيجاد حل لاستمرار الفصل، الذي اعتبرته انتهاكاً لقرارها الصادر في 1954.

فقضت في 1971 بنقل التلاميذ بالحافلات بين المدارس ذات الأغلبية البيضاء والأخرى ذات الأغلبية السوداء، لينتهي الفصل العنصري في كليهما. وقد كانت تلك الخطوة أكثر إثارة للجدل من قرار 1954 نفسه. إذ وجد القرار مقاومة شديدة ليس فقط من جانب البيض وإنما من جانب الكثير من السود أيضاً.

أما البيض، فكان منهم من يرفض الاختلاط بالسود بالمطلق، ومنهم من رأى أن جلب تلاميذ سود لمدارس أبنائهم يضعف المستوى التعليمي لها لأن التلاميذ السود يأتون، بسبب العنصرية، من مدارس فقيرة محدودة الإمكانات عاجزة على القيام بمهامها بنجاح.

وبالمقابل، سود كثيرون رفضوا نقل أبنائهم لمدارس ذات أغلبية بيضاء، لأنهم وجدوا في ذلك مخاطرة بأبنائهم عبر الإلقاء بهم في أجواء معادية سواء في صورة عنف من زملائهم البيض أو تمييز من جانب هيئات التدريس والإدارة.

ورأوا أن العناية بمدارس السود، مثلما تتم العناية الشاملة بمدارس البيض، هو الحل الأفضل بالمقارنة بنقل أبنائهم لبيئة معادية لهم بسبب لون بشرتهم.

وقد نتج عن معارضة البيض الشديدة للنقل بالحافلات أن نشأت ظاهرة عرفت بـ«فرار البيض» من المدارس العامة للمدارس الخاصة، وهو ما انخفضت على إثره مباشرة العناية بالمدارس العامة التي صار يرتادها السود والأقليات.

وبسبب المقاومة الشديدة من البيض والسود، فشلت تجربة نقل التلاميذ بالحافلات. لكن الأخطر هو فشل عملية إنهاء الفصل العنصري نفسها حتى اليوم.

ففي تقارير أمريكية حكومية صدرت العام الحالي، تبين أن غالبية التلاميذ السود بالولايات المتحدة يتعلمون بمدارس أكثر من 75% من طلابها من غير البيض، بينما يتعلم البيض في مدارس غالبيتها منهم أيضاً.

ولأن النقل بالحافلات لقي مقاومة من السود، فلا يتصور أن يخسر بايدن بسببه أصواتهم. إلا أن الطريقة التي دافع بها الرجل عن نفسه عندما هاجمته كامالا هاريس، هي التي تسببت، في تقديري، في خسارته فوراً في استطلاعات الرأي.

فهو برر معارضته قائلاً إنه لم يكن ضد النقل بالحافلات في ذاته وإنما ضد تولي الحكومة الفيدرالية الأمر. وتلك تحديداً مسألة شديدة الحساسية بالنسبة للسود. فالحكومة الفيدرالية ظلت تاريخياً، وحتى اليوم بالمناسبة، تتدخل لمنع حكومات الولايات من التمييز ضد السود.

* د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، مختصة بالنظام السياسي الأمريكي.

مفاتيح | التاريخ، حملة الرئاسة، الفصل العنصري، كامالا هاريس، جوزيف بايدن، البيض، السود، نقل التلاميذ، مدارس، المحكمة العليا،

المصدر | البيان - دبي

  كلمات مفتاحية