تعرض متحف الفسيفساء الأثري في مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا، لأضرار بالغة جراء قصفه الأسبوع الماضي، ببرميلين متفجرين من الطيران الحربي التابع لقوات النظام، وفق ما أعلنت جمعية حماية الآثار السورية.
وقال مدير الجمعية «شيخموس علي»، الذي يتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا له، إن «المتحف الأثري خان مراد باشا تعرض لأضرار كبيرة نتيجة القصف ببراميل متفجرة تم إلقاؤها من طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري مساء الإثنين الماضي».
وبحسب بيان الجمعية، تضرر عدد من اللوحات الفسيفسائية التي كانت موجودة في الرواق الشرقي للمتحف بدرجات متفاوتة، كما تعرضت لوحتان مستطيلتي الشكل وتحملان رسوما هندسية لدمار كبير جدا، ولم تسلم أربع لوحات دائرية الشكل من الضرر وإن كان بدرجة أقل جراء إصابتها بشظايا أحدثت ثقوبا.
من جهته، وأفاد «زكريا الحراكي» عضو رابطة المحامين الأحرار المعارضة في إدلب، أن مدينة معرة النعمان تعرضت لمئات البراميل المتفجرة، ولم يسلم فيها بشر ولا حجر، واعتبر الصمت الدولي دعما غير مباشر للنظام السوري.
وأدان «الحراكي إزدواجية المعايير التي يتبعها المجتمع الدولي، حيال ممارسات النظام السوري، مبينا أن العالم أقام الدنيا ولم يقعدها لدى تدمير تنظيم الدولة الإسلامية للآثار في سوريا والعراق، بينما لم يحرك ساكنا إزاء ما يمارسه نظام الأسد»، على حد تعبيره.
وأشار «الحراكي» إلى عجزه عن وصف الدمار الذي لحق بالمتحف، معربا عن حزنه لما حل بالمكان التاريخي، الذي كان قبلة للزوار منذ مئات السنين.
وتعرضت أجزاء من مبنى المتحف الواقع في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، ومن المسجد الموجود في ساحته لدمار كبير، جراء سقوط برميلين متفجرين.
ويضم متحف معرة النعمان أكثر من ألفي متر مربع من لوحات الفسيفساء الأثرية.
ويعد المتحف، من أكبر متاحف لوحات الفسيفساء في بلاد الشام، حيث يضم لوحات وقطعا تعود للعصور القديمة المختلفة، ويتضمن 1600 متر مربع من الموازييك (الفسيفساء)، كما يضم «خان مراد باشا» الذي تم تأسيسه في العهد العثماني، وكان يستخدم كمحطة استراحة للقوافل المسافرة من إسطنبول إلى دمشق.
يشار أن المتحف تعرض لعدة سرقات في مرحلة الانفلات الأمني، قبل سيطرة المعارضة السورية عليها في 27 يوليو/تموز، إذ شكلت الأخيرة، لجنة من أهالي المدينة للحفاظ على مقتنيات المتحف من اللوحات والقطع الأثرية الكثيرة، كما عينت عناصر لحمايتها من السرقة.
وتعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب خلال أربع سنوات من النزاع، وفق ما أعلنت «الأمم المتحدة» في ديسمبر/كانون الأول الماضي بناء على صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية.
وتمتلك سوريا، مهد الحضارات، كنوزا ومعالم أثرية تعود لحقبات التاريخ المتعاقبة من كنعانية وآرامية وأموية وعثمانية.