فايننشال تايمز: ترامب وبوتين يقودان محور الاستبداد السني الشيعي

الجمعة 2 أغسطس 2019 09:29 ص

اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الرئيسين؛ الأمريكي "دونالد ترامب"، والروسي "فلاديمير بوتين"، يمثلان القيادة الحقيقية لما وصفته بـ"محور الاستبداد السني - الشيعي" في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الأوضاع بالمنطقة مضت للأسوأ منذ اندلاع شرارة الربيع العربي عام 2011.

وأوضح المعلق بالصحيفة البريطانية "ديفيد غاردنر"، في مقال بعنوان "الزحف الطويل للاستبداد في الشرق الأوسط"، أن الطغيان العالمي يتقدم سواء من خلال قمع المتظاهرين في هونغ كونغ أو موسكو أو الهجوم الشعبوي على مؤسسات الرقابة والنزاهة من واشنطن إلى لندن علاوة على بودابست وأنقرة.

وأضاف أن الأحداث في العالم العربي تآمرت على حرف المجتمعات نحو مستنقع من الاستبداد وأمراء الحرب والعنف بتدخل من دول خارجية، لم يؤد إلا لزيادة الإرهاب.

وضرب "غاردنر" المثل بمذبحة رابعة العدوية في مصر عام 2014، والتي قام بها ربيب الولايات المتحدة والخليج "عبدالفتاح السيسي"، إضافة إلى ذبح المقاتلين السوريين في الغوطة الشرقية، التي استخدم فيها "بشار الأسد" الأسلحة الكيماوية بدعم من إيران وروسيا.

وأشار إلى أن المجال مفتوح لهبوط أكثر تدنيا في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وهي آخر معقل للمقاتلين السوريين، حيث يتعرض آلاف الجهاديين ومئات الآلاف من اللاجئين لحصار من الطيران الروسي وما تبقى من جيش النظام السوري، الذي تمت تغذيته بمجموعات من الميليشيات وأمراء الحرب الموالين لـ"الأسد".

واعتبر الكاتب أن النظام الدولي القائم على القواعد الليبرالية بات يتعرض للتخريب على يد قادة الدول التي شكلته، بدعوى أن الوقت ليس مناسبا للتساؤل عن سبب التحول العنيف في الشرق الأوسط إلى الدولة المستبدة البوليسية.

أما حكام العالم العربي، فلا يهمهم بناء الدول ويقدمون مصلحة الحفاظ على النظام على الإصلاح، بحسب المقال.

وفي معظم أنحاء هذا العالم فإن رعاة النظام أو المذعنين للطغاة لا يأبهون بالاستبداد، لكن عليهم أن يهتموا، برأي "غاردنر"؛ لأن السياسات التي شكلتها الولايات المتحدة وصفقت لها أوروبا ساعدت على تفريخ عدد من تنوعات الجهادية السنية المتطرفة في بلدان مثل: أفغانستان والعراق وسوريا.

ولفت الكاتب إلى أن سكان باريس ولندن ومانشستر وبروكسل وأنقرة ونيس وبرلين وإسطنبول شعروا بردود الفعل السلبية لهكذا تفريخ، في إشارة إلى تعدد الهجمات الإرهابية في هذه المدن خلال الـ8 سنوات الماضية.  

لكن كيف يقود "ترامب" و"بوتين" هذه المأساة؟ يجيب "غاردنر" في مقاله بالتأكيد على أن حقول الموت ليست إقليمية فقط ولكنها دولية.

وأوضح أن السعودية، التي تمثل القيادة الإقليمية لمحور الاستبداد السني بالمنطقة، لم يكن لديها أي مشكلة في ذبح المعارضين لها من الشيعة الذين تعتبرهم طابورا خامسا، بعد أن دعاها "ترامب" قبل عامين إلى قيادة "جهاد" ضد إيران.

كما قامت البحرين، التي تتبع السعودية، ودولة الإمارات بإعدام ناشطين بعد قمع كل مظاهر الحياة السياسية للغالبية الشيعية.

واعتبر الكاتب أن "ترامب" يقود تحالفا من الدول السنية و(إسرائيل)، بحيث يقومان معا بإثارة زوبعة وتوسيع الحفرة التي تملأها جماعات متشددة "بشكل يجعل من تنظيم الدولة يبدو يوما ما معتدلا" حسب تعبيره.

ورغم صعوبة معرفة خطط الرئيس الأمريكي المتقلب، بحسب رأي "غاردنر"، لكن أي شيء تقوم به الإمارات أو السعودية أو (إسرائيل) أو مصر فلا اعتراض عليه، مشيرا إلى استخدام "ترامب" أخيرا لحق النقض الرئاسي (الفيتو) ضد قانون يمنع بيع أسلحة للسعودية بقيمة 8 مليارات دولارات، صوت عليه الحزبان في مجلس الشيوخ.

وفي المقابل، فإيران، التي تمثل القيادة الإقليمية لمحور الاستبداد الشيعي بالمنطقة، وفقا للمقال، لديها جيوشها من ميليشيات الإسلاميين الجاهزة للانتقام، بدعم من روسيا.

ففي عام 2016 حول "فلاديمير بوتين" حلب الشرقية (معقل المقاتلين السوريين) إلى صورة رهيبة  طبق الأصل لغروزني عاصمة الشيشان، وكان سقوط حلب نقطة تحول في الحرب الأهلية السورية، حيث أحيى آمال "الأسد" في إعادة السيطرة على البلد الذي دمره، وهو عين ما تريد روسيا فعله في إدلب بمساعدة من إيران على ما يبدو.

وأشار "غاردنر" إلى أن تركيا تخلت عن المقاتلين في حلب عام 2016 وكانت مهتمة أكثر بخطر الميليشيات الكردية التي تبتلع مناطق شرق سوريا قرب حدودها الجنوبية.

ومن هنا فالمواجهة الحالية في الخليج بين إيران والدول العربية المتحالفة مع القوى الغربية تنذر بالاشتعال.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب فلاديمير بوتين مذبحة رابعة العدوية الحرب الأهلية السورية تنظيم الدولة الإسلامية

روسيا ترفض منح تأشيرة دخول للسيناتور الأمريكي كريس ميرفي