استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

واشنطن بين باكستان والهند

الاثنين 26 أغسطس 2019 02:56 م

  • إدارة جنوب آسيا بحاجة لمواقف ثابتة وسياسة راسخة وليس تقلباً مزاجياً لإدارة متأرجحة.
  • العلاقة بحكومة مودي المتطرف متسقة مع شبكة علاقات إدارة ترامب باليمين الصهيوني والأوروبي والفاشيين الجدد والأنظمة القمعية.
  • سياسة واشنطن المتقلبة أساس أزمات ثنائية وإقليمية وعالمي لكن صراعاً بين الجارتين النوويتين ستكون له ارتدادات كبيرة سياسيا واستراتيجيا.

*     *     *

كتب ريتشارد هاس الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والرئيس الحالي لمجلس العلاقات الخارجية مقالاً في الرابع عشر من أغسطس الحالي يحذر فيه من مغبة أن تقترب حكومة بلاده من باكستان على حساب الهند.

يأتي ذلك على خلفية النزاع الأمريكي الأخير مع الهند حول السياسات التجارية والتقارب مع باكستان خاصة مع قرب توقيع الاتفاق مع طالبان ودور باكستان المحوري في نجاح أي اتفاق لتقاسم السلطة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

من ناحية أخرى، ما يحدث بين البلدين من تصعيد في مختلف الملفات وخاصة كشمير يعني أن واشنطن قد تجد نفسها مضطرة للاصطفاف مع طرف في حال اندلعت مواجهات مسلحة بين البلدين.

هاس من ناحيته يقول: إن أي اصطفاف أمريكي مع باكستان سيكون مضراً بمصالح واشنطن الاستراتيجية حيث يتهم إسلام آباد بأنها ستظل داعمة للإرهاب حسب قوله، بينما يرى في الهند شريكاً يعتمد عليه في الحرب التجارية مع الصين نظراً لرفضها التعاون مع بكين في مشروع الطريق والحزام.

ولأنها تشكل ثقلاً بشرياً واقتصادياً موازياً للصين في آسيا بينما تقود التحديات الاقتصادية التي تواجهها باكستان؛ حكومة إسلام آباد إلى تعاون أكبر مع الصين.

الولايات المتحدة كانت دعمت باكستان بشكل غير مباشر أمام الهند في حرب انفصال بنغلاديش عام 1971، وكان ذلك في إطار المواجهة مع الاتحاد السوفييتي الداعم للهند.

بعد نهاية الحرب الباردة تغير الوضع، بدأت واشنطن تقترب أكثر من الهند وكانت الحرب على الإرهاب كفيلة بإضعاف العلاقات مع باكستان إلى حد كبير لما اعتبرته واشنطن تواطؤاً باكستانياً مع طالبان والقاعدة.

اليوم تبدو الأجواء مهيأة لعلاقات أفضل مع باكستان ولكن الدوائر السياسية وخاصة الجمهورية منها تجد العلاقة مع الهند أهم، يعود ذلك لأسباب عديدة ذكرنا أهمها في بداية حديثنا.

لكن العلاقة مع حكومة مودي اليميني المتطرف تبدو طبيعية ومتسقة مع شبكة علاقات إدارة ترامب التي تجمع اليمين المتطرف الصهيوني والأوروبي والفاشيين الجدد والأنظمة القمعية العربية والآسيوية.

أما حكومة مودي فهي معنية بالأساس بالصراع التجاري مع إدارة ترامب التي تصر على فرض قيود تجارية على الهند والصين وغيرها لكنها من الناحية السياسية لا شك أنها بحاجة لأن تكون الولايات المتحدة في صفها أو على الأقل مُحَيدةً حال اندلاع أي نزاع مسلح مع باكستان.

فحكومة نيودلهي تعلم أنه حال حصول ذلك يمكن على باكستان الاعتماد على دعم صيني وواشنطن بحاجة لباكستان في أكثر من ملف وبالتالي يتوقع أن تحاول الهند جاهدة وعبر علاقاتها المتميزة الآن مع الكيان الصهيوني من جهة والمحور السعودي الإماراتي من جهة أخرى إعادة تشكيل موقفها مع واشنطن.

خاصة بعد الخلاف المحدود الناتج عن إعلان ترامب طلب مودي منه التوسط في موضوع كشمير ونفي الهند ذلك تماماً ثم اتخاذ إجراءات عنيفة حيال كشمير والحكم الذاتي فيها.

تبقى سياسة واشنطن المتقلبة أساساً لكثير من الأزمات الثنائية والإقليمية عالمياً، ولكن صراعاً بين الجارتين النوويتين ستكون له بلا شك ارتدادات كبيرة جداً سياسياً وإستراتيجياً في آسيا والعالم.

هاس ختم مقاله بعبارة مهمة "جنوب آسيا إقليم بحاجة لإدارة وليس مشكلة بحاجة لحل" أي أن العلاقات المعقدة في هذه المنطقة لا يصلح معها حلول قصيرة المدى لتحقيق الانسحاب الأمريكي، ومن ناحيتنا نقول إن إدارة المنطقة بحاجة لمواقف ثابتة وسياسة راسخة وليس تقلباً مزاجياً لإدارة متأرجحة.

  • د. ماجد محمد الأنصاري - أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية