اعتبر وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" أن "روسيا مكانها في أوروبا"، تبريرا للرغبة في التقارب مع موسكو التي عبّر عنها الرئيس "إيمانويل ماكرون" في الأسابيع الأخيرة.

وقال "لودريان"، في المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا بباريس، الخميس: "هناك ثوابت جغرافية وتاريخية وثقافية غالبًا ما يتم تجاهلها"، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى موسكو "خلال بضعة أيام" مع وزيرة الجيوش "فلورانس بارلي" للبدء بمناقشة "ما يمكن أن يصبح بنية للأمن والثقة"، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس".

وأضاف أن "حوارا شفافا طويل الأمد، هدفه حماية مصالحنا ومصالح حلفائنا، يجب أن يكون هدفه تقاربا تدريجيا لروسيا مع المبادئ الأوروبية".

وتابع الوزير الفرنسي: "يبدو أن مبادئ هلسنكي العشرة (…) لا تزال متأقلمة مع هذا الزمن ومع هويتنا الأوروبية"، في إشارة إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها عام 1975 خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وكندا والدول الأوروبية.

وتنص هذه الاتفاقات على عدم انتهاك الحدود، وعدم استخدام التهديد أو القوة، وتشجيع التعاون بين البلدان وتأكيد الالتزام باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

كان "ماكرون"، الذي استقبل نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" في فرنسا، في 19 أغسطس/آب، دعا السلك الدبلوماسي الفرنسي، الثلاثاء الماضي، إلى "إعادة التفكير في العلاقة مع روسيا"، معتبرا أن "دفع موسكو بعيدا من أوروبا يعد خطأ كبيرا".

يذكر أن توتر العلاقات الأوروبية مع روسيا أخذ في التصاعد منذ إعلان موسكو ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وهو ما اعتبرته الدول الأوروبية غير شرعي.