«ناشيونال إنترست»: هل استبعدت إدارة «أوباما» خيار فشل مفاوضات إيران النووية؟

الأحد 28 يونيو 2015 01:06 ص

هل الفشل خيار مطروح عندما يتعلق الأمر بالمحادثات النووية الإيرانية؟ الجواب القصير على هذا السؤال، على الأقل بالنسبة للولايات المتحدة، يبرز بوصفه «لا». في حين أننا كنا، ولوقت طويل، مطالبين بالثقة في المفاوضين الدوليين وقولهم إن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة» للتعامل مع إيران، وفي الواقع ، فإن الأمر ليس كذلك. خيار واحد فقط هو على الطاولة، هو الدبلوماسية.

وفي حد ذاته؛ فإن الدبلوماسية بالتأكيد هي الخيار الأفضل، ولكن قيمتها تعتمد على طريقة اللعب بها. وفي الواقع؛ فإنه على مدى العام ونصف العام الماضيين، قيل لنا إن البديل للمفاوضات، بل وعبر كل خطوة واحدة اتخذها المفاوضون على مدى الثمانية عشر الماضية أشهر هو إيران نووية أو الحرب.

لقد أغلقت الإدارة الأمريكية أذنيها لأولئك الذين جادلوا بأن المفاوضات كان يمكنها أن تجرى على نحو أكثر فعالية. بدلا من ذلك؛ تم تهميش النقاد، ووصفوا بأنهم متشددون صقور ودعاة حرب. ومع ذلك؛ فإنه في مواجهة التعنت الإيراني المستمر، فإن الدبلوماسية تولد المزيد من التنازلات أكثر من أي وقت مضى على جانب مجموعة الخمس زائد واحد، وهذا قد يفرغ أي اتفاق محتمل للقدرة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وسوف تكون النتيجة المحتملة هي إيران النووية في أي حال، وهو الأمر الذي سيتم شرعنته عن غير قصد من قبل المجتمع الدولي. وبالتالي؛ قد يكون هناك حرب في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من ذلك؛ فإننا سمعنا لفترة طويلة من المفاوضين الأمريكيين أنه «لا شيء متفق عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء»، وفي الواقع، فإنه كلما كان الأمر أقرب إلى الوصول إلى اتفاق، كلما كان الأمر أصعب على المفاضوين في قبول الفشل كخيار. ولذلك فإنه في حين أننا كنا نعتقد أنه حتى لو لم يكن هناك سوى عدد قليل من القضايا التي ظلت مستعصية على الحل، فإنه من المكن أن تتبنى القوى الدولية خيارات أخرى، وهذا لا يبدو أن هذا ما سيكون عليه الحال.

وهذه للأسف رسالة مفادها أن إيران تسمع بصوت عال وواضح. وفي الواقع؛ فإن ما ظهر ه فهم أن مجالات الخلاف المتبقية والتي تشمل بعضا من أهم القضايا على الطاولة لن يسمح لها بعرقلة شهور وشهور من المفاوضات والتقدم الذي تم إحرازه. حقيقة أن هذا التقدم لن يمنع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية لم يعد يبدو أن له صدى. ومرة أخرى في فبراير/شباط 2014، نقلت الصحيفة عن كبير المفاوضين الأمريكيين «وندي شيرمان» قوله إن «ليس هناك سوى مقياس واحد للنجاح للتوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، وهذا ما إذا كان الاتفاق يعني أن إيران لن تحصل على سلاح نووي».

وكلنا نتذكر عندما قال مسؤولون عدة في إدارة «أوباما» أنه «لا اتفاق أفضل من اتفاق سيء». وعلى الرغم من أن الإدارة لم تعط تعريفا أبدا لما يمكن اعتباره صفقة سيئة، فإننا نفهم اليوم أن ما يمكن أن يكون صفقة أفضل من اللاصفقة. لأنه وفقا للرواية، كل ما كسبته إيران من الممكن أن تخسره، مع بديل يتمثل في وجود إيران نووية أو الحرب.

لم يمض وقت طويل حتى خصصت مخطوطات كاملة لمعضلة ما يسمى «مفترق الطرق»، عندما كان على الجهات الفاعلة الدولية أن تقرر ما إذا كانوا يفضلون تمكين إيران من بناء قنبلة أو قصف المنشآت النووية الإيرانية. وقال «ماثيو كرونج» (2014) إنه إذا ما واجهت الولايات المتحدة هذه الشوكة، فإنه يجب استخدام القوة العسكرية، ويقول «كينيث بولاك» (2013) بعكس ذلك. كلاهما يكافح مع الآثار المترتبة على الاختيار بين خيارين سيئين، ولكن كل منهما يعتقد أن الوقت قد حان لهذا القرار الذي سيتعين اتخاذه. ولكن اليوم لا يوجد خيار بعيدا عن الطاولة، وما تزال الشوكة قائمة. وفي الواقع؛ فإن استخدام القوة العسكرية يدخل خطاب إدارة «أوباما» فقط من أجل القول أن الحرب هي البديل السلبي لمواصلة التفاوض، والامتيازات وكل شيء. إن الدافع الكامن الذي يشير إلى خيار عسكري موثوق من الممكن أن يكون رادعا لإيران، ويكسب نفوذا مهما على طاولة المفاوضات. إزالة هذا الخيار من الجدول يعني أنه إذا رفضت إيران التزحزح، فلن يكون هناك سوى حل واحد: على مجموعة الخمس زائد واحد أن تنأى بعيدا (تتازل) عن المطالب التي تم صوغها سابقا.

وفي مقاله الأخير، يقول «روبرت إينهورن» إن هذا الخيار هو المتاح أمام إيران الآن، وأن قادتها من شأنهم أن يرتكبوا خطئا كبيرا إذا ما أخطأوا التقدير بشأن حرص إدارة «أوباما» القوي على التوصل إلى اتفاق يتفق مع اختتام المفاوضات إلى حد كبير وفقا لشروط إيران. ما يطالب به هو أن تكون الادارة لديها فكرة واضحة عن نوع الاتفاق الذي يمكن أن يحظى بالدعم، ويجب أن يوضح لإيران أنه إذا كان النظام لا يمكن أن يقبل مثل هذا الاتفاق، فإن الولايات المتحدة سوف تبتعد. وبالتالي يبقى السؤال ما إذا كانت الإدارة مستعدة لإيصال تلك الرسالة. السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن «الحلول المبتكرة» سيتم العثور عليها بآلية تتماشى مع كل خط إيراني أحمر، تماما كما جاء في أحدث تصريحات وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري».

ولذلك هو في الواقع فإن الوضع مهيأ لإيران. ومع ذلك؛ فإنه من المرجح أن يكون هناك اتفاق على تمديد آخر للمفاوضات، والحفاظ على إخفاء المشاعر في مواجهة العقوبات. وهذا من المرجح جدا أن يمكن إيران من الحصول على الصفقة التي تساوم عليها منذ أمد طويل: رفع العقوبات، والبنية التحتية الواسعة النووية السلمية، والطريق إلى إنتاج أسلحة نووية مفتوحة، سواء قبل غروب شمس الاتفاق أو بعدها.  كيف يمكن بالضبط أن يشكل هذا البديل الأفضل؟

  كلمات مفتاحية

إيران الولايات المتحدة المفاوضات النووية

الاتفاق النووي .. ملامح الحلول الوسط بين واشنطن وطهران

إيران تستبعد تمديد المفاوضات شهورا رغم وجود عقبات كبيرة تعترض الاتفاق النووي

«واشنطن تايمز»: ضغوط أوروبية على أمريكا لتمديد الموعد النهائي للاتفاق النووي

«أوباما»: عقوبات إيران ستخفف حتى لو رفضنا الاتفاق النووي

«آشتون كارتر»:عمليات التفتيش مهمة للاتفاق النووي الإيراني

«خامنئي»: الاتفاق النووي غير ملزم حتي الآن ولا ضمانات حقيقية لتنفيذه

"الخطة البديلة" لإيران إذا انهارت المحادثات النووية ليست سهلة

ظلال إخفاقات العراق وكوريا الشمالية تخيم على المحادثات النووية مع إيران

«الطاقة الذرية»: إيران خفضت مخزون اليورانيوم .. ومركز أبحاث يشكك

محادثات إيران النووية تقترب من النهاية والتركيز على نقاط الخلاف

«أوباما» أمام عاصفة أمريكية!