استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

من هنري كيسنجر إلى آفي بيركوفيتز

الاثنين 9 سبتمبر 2019 09:30 ص

  • بدأنا مسارات (السلام) مع هنري كيسنجر وسننهيها مع آفي بيركوفيتز.. الأخير يليق بنا ونليق به في لحظتنا الراهنة!
  • يبدو أن الوقت حان للمجيء بشاب نشط ينجز مهمة «متابعة وتنفيذ» تصور الحركة الصهيونية للحل النهائي لقضية فلسطين.
  • هل آن أوان نقل «الأمانة» من جيل إلى جيل من الأمريكيين الصهاينة الأكثر غرقاً في الأساطير المؤسسة لدولة الاحتلال والعنصرية؟
  • ستفتح له العواصم أذرعتها كما فعلت للصهر الغر وستنخرط معه في حوارات ومفاوضات غير آبهة بخلفياته ولا بجهله.
  • ينضم الشاب آفي للغر جاريد فيقرران بجانب ديفيد فريدمان مصائر المنطقة وشعوبها في أكثر أزماتها قِدماً وحساسية وتعقيدا. أية مسخرة هذه؟

*     *     *

لم نخرج بعد، من مفاجأة استقالة جيسون غرينبلات الموفد الأمريكي وأحد أهم مهندسي ما بات يعرف باسم «صفقة القرن»، مع أن من الأجدى تسميتها «مشروع بناء إسرائيل الكبرى»، حتى داهمتنا مفاجأة ثانية، ومن العيار الثقيل أيضاً: تعيين آفي بيركوفيتز موفداً أمريكياً جديداً.

ولمن لا يعرفه، فإن الشاب آفي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً فقط، تخرج من كلية الحقوق في جامعة هارفرد في العام 2016 فقط (خريج جديد)، وكل ما يتوفر عليه، أنه صديق جديد لجاريد كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب.

ليس للشاب آفي أية خبرة ولا وزن، كما قال مارتين إنديك عنه، وهو يتولى أحد أكثر ملفات المنطقة تعقيدا. الشاب آفي ينضم للفتى الغر جاريد، وهما يقرران بجانب الداهية ديفيد فريدمان، مصائر المنطقة وشعوبها، في واحدة من أكثر أزماتها قدماً وحساسية وتعقيداً ... أية مسخرة هذه؟

لكن الشاب آفي، يشترك مع بقية فريق ترامب للسلام في الشرق الأوسط، في كونه «نيويوركي» نشأ في بيئة دينية أرثوذوكسية كما يقال. وقضى عامين في معهد توراتي في محيط القدس، مثل بقية الفريق، يتعلم على أيدي الحاخامات المتطرفين، عن أرض إسرائيل الكبرى، عن يهود والسامرة، وعن تطور «الحق التاريخي لليهود في فلسطين» منذ إبراهيم حتى يومنا هذا، مروراً بإسحق ويعقوب وغيرهم.

الشاب آفي، مشبّع بنظرية «الحق التاريخي»، «حق العودة»، «يهودا والسامرة»، «أرض الميعاد» ... تشرّب هذه الأساطير والخرافات منذ نعومة أظافره في بيته «الأرثوذكسي» وفي المعاهد التلمودية ... وهو اليوم مكلف باسم الدولة الأعظم، في متابعة «تسطير» وتنفيذ خطة ترامب لحل القضية الفلسطينية، ولنا أن نتخيل ما الذي ستكون عليه مواقف هذا الشاب، والفريق الذي يعمل معه.

المدافعون عن تعيينه فتى غر آخر في فريق ترامب، قالوا إننا نظلم «الرجل» إذ نقلل من شأن قدراته ومواهبه. فهو سبق وأن انخرط بفاعلية في أنشطة اللوبي الأشهر «إيباك» ومنذ نعومة أظفاره وأسنانه.

وهو رافق كوشنر في حلّه وترحاله، وكان نشطاً في حملة ترامب الرئاسية، وهو «صبي القهوة» في مكتب المستشار/الصهر، ولقد تخصص في إعادة نشر التغريدات التي تمجد كوشنير وإيفانكا، كما أنه كان يحضر لقاءات صهر الرئيس مع أركان الجالية اليهودية في أمريكا، للتباحث معهم في معالم «صفقة القرن» أو كما قلنا، «مشروع بناء إسرائيل الكبرى».

لا شك أن هذا الفريق المخلص لنظرية «أرض الميعاد» و»يهودا والسامرة»، هو الأكثر قدرة  وعزماً على ترجمة حلم الصهاينة القديم – المتجدد: بين النهر والبحر لا مطرح لدولة غير إسرائيل، بل ولا مطرح لغير الشعب اليهودي.

هم الأكفاء لإنجاز هذه المهمة، وتوظيف «لحظة ترامب» في البيت الأبيض، لكن الحديث عن رغبتهم أو قدرتهم على صنع سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيبدو «نكتة سمجة» لا تضحك أحداً على الإطلاق.

لقد أنجز غرينبلات مهمة وضع التصور النهائي للحركة الصهيونية للحل النهائي للقضية الفلسطينية. لقد أنجز ما طلب منه وتجاوز الحد في تلبية طموحات وأطماع بيئته الحاضنة.

لا ندري على وجه الدقة لماذا استقال، ولماذا اختار هذا التوقيت بالذات:

- يبدو أن الوقت قد حان للمجيء بشاب نشط، يستطيع إنجاز مهمة «المتابعة والتنفيذ».

- يبدو أن الوقت قد حان لنقل «الأمانة» من جيل إلى جيل من الأمريكيين الصهاينة الأكثر تطرفاً وغرقاً في الأساطير المؤسسة لدولة الاحتلال والعنصرية.

ستفتح له العواصم أذرعتها مثلما فعلت للصهر الغر. وسينخرط معه في حوارات ومفاوضات، غير آبهة بخلفياته ولا بجهله وقلة خبرته. فهو «مستشار المستشار»، هو مستشار كوشنر زوج الابنة المدلل والمدللة. وهو الطريق إلى كسب عطف سيد البيت الأبيض.

هذا هو الحال، بدأنا مسارات السلام مع هنري كيسنجر وسننهيها مع آفي بيركوفيتز ... الأخير يليق بنا ونليق به في لحظتنا الراهنة!

  • عريب الرنتاوي - كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية