نفى رئيس الحكومة اللبنانية "سعد الحريري"، الإثنين، ما ورد في مقال نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، بشأن تهربه من التعاون العسكري مع روسيا.
وأكد "الحريري"، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أن "المعلومات الواردة في المقال مغلوطة ومخالفة كليا لمسار العلاقات الإيجابية مع الدولة الروسية".
ونشرت "الأخبار" المقال تحت عنوان "الحريري يتهرب من التعاون العسكري مع روسيا؟"، لافتة إلى أن "ممثلي الجيش الروسي أكدوا خلال اجتماع اللجنة الروسية-اللبنانية المشتركة استعداد موسكو لمد لبنان بالأسلحة التي يحتاج إليها، ومن دون شروط سياسية".
وذكر المقال أن اللبنانيون يسمعون نقيض هذا العرض من القوى الغربية، التي تقدم للجيش اللبناني أسلحة تصلح للقتال الداخلي، ولو مجانا، و"لا يخجلون من التأكيد أن أسلحتهم غير مخصصة للدفاع عن لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية".
وتابعت "الأخبار" أن "الأجواء الإيجابية والرغبة في التعاون التي أبداها ويبديها الجيش اللبناني تجاه التعاون العسكري مع روسيا، تظل "حسن نوايا" لا أكثر، ما دام "الحريري" يقف عائقا أمام رفع مستوى هذا التعاون عملا بالرغبة الأمريكية والغربية.
ونقلت الصحيفة اللبنانية عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة على العلاقة بين "الحريري" وروسيا، تأكيدها أن رئيس الوزراء "يهرع دائما بعد كل اهتزاز إلى لقاء مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) لترميم صورته، لكنه في الوقت نفسه "يهمل عن عمد أحد أهم أشكال التعاون بين البلدين، فيما يوقع اتفاقات مع دول في أوروبا الشرقية تخاصم روسيا وتعمل ضد مصالحها في حلف (شمال الأطلسي) الناتو".
وأورد المقال أن "الحريري" يؤجل، بحيل مختلفة، إدراج قرار منح وزير الدفاع إذن التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري بين لبنان وروسيا، على جدول أعمال مجلس الوزراء، محمّلاً الأزمات السياسية أو الاستحقاقات مسؤولية هذا التأخير.
وضربت الصحيفة مثالات على ما اعتبرته "نية الحريري تجاه التعاون العسكري مع روسيا" برفض الجيش اللبناني هبة الذخائر الروسية قبل نحو عام، وتبرير رئيس الوزراء لذلك حينها بأن وزارة الداخلية ستتسلم هذه الذخائر بدل الجيش؛ إرضاءً للمسؤولين الروس، الذين عبّروا عن امتعاض كبير.
ورغم ذلك، فإن وزارة الداخلية اللبنانية، وهي ضمن حصّة حزب المستقبل الذي يتزعمه "الحريري"، لم ترسل حتى الآن رسالةً واحدة تطلب فيها من الجانب الروسي الحصول على الهبة، بحسب "الأخبار".
جدير بالذكر أن "الحريري" طلب موعدا لزيارة العاصمة الروسية (موسكو)، ومن المتوقع أن يجريها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
