قالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إنها وبعد عام من إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» الخلافة على أراض يحوزها في العراق وسوريا فإن هذه المجموعة المنشقة عن تنظيم القاعدة تواجه ضغطا عسكريا من تحالف دولي بقيادة أمريكية، لكنه لا يزال قوة فاعلة تحت يديها مدن رئيسية.

وقال الكولونيل «ستيف وارين»، المتحدث باسم «بنتاجون»، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» فقد ربع الأراضي التي استحوذ عليها في ذروة تمدده في سوريا والعراق، وانهار وفر من مواقع عديدة في شمال سوريا أمام هجمات لقوات يقودها أكراد».

لكن عناصر التنظيم لا يزالون يسيطرون على مدينة الموصل (شمالي العراق) حيث ظهر قائدهم أبو بكر البغدادي في يوليو/تموز الماضي لينُصب رأسا للخلافة الجديدة التي أعلنت في 29 من ذلك الشهر. واستولى التنظيم مؤخرا على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار العراقية الشاسعة (غرب).

«وارين» أضاف: «هي حرب صعبة. قلنا قبل عام إن توقعاتنا باستمرار هذا القتال الساعي لطرد داعش (الدولة الإسلامية) من العراق لسنوات.. نعم سنوات».

وتابع: «فقد داعش أكثر من 25 بالمئة من الأراضي التي احتلها في قمة تقدمه داخل العراق. دمرنا الآلاف من معداته... نعتقد أننا نحقق أثرا».

لكنه ألمح أيضا إلى أن التنظيم لا يزال قادرا على حشد قوة قتالية كافية لإحداث دمار كبير كالذي وقع في بلدة عين العرب/كوباني (شمالي سوريا) حيث قتل مئات المدنيين بسيارات مفخخة أو بالرصاص.

ووصف «وارين» هجوم عين العرب بأنه «غارة محدودة»، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم «طُردوا مهزومين» على يد قوات محلية وبدعم غارات للتحالف الدولي.

كما قال إن قوات التحالف الدولي نصبت خطا لا يمكن اختراقه يمتد بالقرب من الحدود التركية من الجبهة العراقية إلى غرب عين العرب مباشرة بطول نحو 400 كيلومتر.

وحين هوجمت عين العرب ركزت القوات المتحالفة ضد «الدولة الإسلامية» على تقوية ذلك الخط بالقرب من بلدة تل أبيض (شمالي سوريا) من أجل إيقاف تدفق المقاتلين الأجانب والإمدادات عبر الحدود من تركيا.

وقال «وارين»: «في هذا بالتأكيد مؤشر على أن الدولة الإسلامية لا تزال تملك القدرة على شن هجمات. لكن الهزيمة السريعة التي لحقت بهم هناك تقول إن التنظيم ليس بالقوة التي اعتقدناها».

يذكر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» برز في سوريا العام 2013، امتداداً لـ «دولة العراق الإسلامية»، فرع تنظيم "القاعدة" في العراق، إلا أنه ما لبث أن ابتعد من «القاعدة» التي تمثلها «جبهة النصرة» في سوريا، وأعلن في يونيو / حزيران 2014 إقامة «دولة الخلافة» في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، منصباً عليها زعيمه ابا بكر البغدادي «خليفة».

وفي وقت لاحق، أعلن التنظيم توسعة في مناطق أخرى بينها مصر، وليبيا، واليمن.