استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في إسرائيل: خمس نساء شجاعات ضد التيار

الأربعاء 23 يوليو 2014 10:07 ص

يوسي سريد، هآرتس، 22/7/2014

ملخص: خمس نساء إسرائيليات شجاعات يعارضن التيار الرئيس الإسرائيلي المحرض والمهيج والداعي إلى الانتقام، بشعورهن بالعار والخزي لما تقترفه إسرائيل والشعب الإسرائيلي من أفعال.

هذه مقالة شكر غير عادية. فالمقالة تشكر «أورنا بناي» و«شيرا غيفن» و«غيلا ألمغور» و«أحينوعم نيني» و«ميرا عواد» – وهن خمس نسوة شجاعات تواطيء قلوبهن ألسنتهن، وهن يصدقنن القول. وقد كن نسوة في مكان لا ناس فيه. ونحن نشكر ايضا نساء ورجال آخرين – أخيار ليسوا كثيرين – تخلوا عن حق الصمت وأدوا واجبهم للدولة والمجتمع. فاذا نسيتهم الآن فلن ينساهم التاريخ الذي يتذكر برغم سنه الكبيرة جدا.

أعلم من تجربتي أنهن يشعرن الآن بأنهن متروكات – وحدهن تماما – ولا يشعرن بأنهن مسكينات. فهن واثقات بأنفسهن لكن عزلتهن يجب أن تضايقنا. إن كل من يحجمون عن التعبير عن آرائهم من المؤكد أنهم سيحجمون عن تأييد رأيهن. ألم تؤثر فينا دائما "نساء ذوات عِلم"؟  وكيف حدث أن أصبحن فجأة ساحرات، يخرجون لصيدهن هن خاصة.

هل نيني وغيفن وعواد وبناي وألمغور أقل حبا لاولاد سدروت وزيكيم؟ وهل هن أقل قلقا على الجنود مهما كانوا؟ وهل ميري ريغف أكثر حبا واهتماما لهم؟ يقولون إنه يوجد حب وتكافل في الحرب فما هو بالضبط ذلك الحب؟ أما الكراهية في مقابله فهي أوضح كثيرا وهي تفسر نفسها بصوت جهير.

كنت أتوقع أن تخرج امرأة واحدة اخرى اسمها ليمور لفنات التي تم الاتفاق أنها وزيرة الثقافة ايضا – ووزيرتهن – أن تخرج للدفاع عنهن. ولا يجب عليها أن توافق على كل كلمة، لكن يجب عليها أن تحمي حقهن وواجبهن أن يقلنها؛ لكن ما علاقة وزيرة الثقافة بثقافة الحوار. وكان يمكن أن نتوقع من وزير التربية شاي بيرون ايضا أن يبدي رأيا مناسبا لكنه يملأ فمه بالحديث عن "اسرائيل التي تنتقل الى صف أعلى" وعن "تعليم مهم". وهكذا يتحول "صه إنهم يطلقون النار" الى "صه إنهم يعلمون" ويعلمن.

إن كل واحدة من الخمس تنبأت باسلوبها. ومع ذلك يوجد بين كلامهن جامع مشترك، فهن في لحظة ما خجلن من اسرائيليتهن، كلهن معا وكل واحدة على حدة في الأساس. فقد خجلت إحداهن حينما بدأت روح الانتقام تغطي هذا البلد وتخيفه؛ وخجلت الاخرى حينما قُتل اربعة اولاد كانوا يلعبون على الشاطيء في غزة؛ وخجلت ثالثة حينما ضرب زعران متظاهرين ضربا شديدا وكان رجال الشرطة يقفون متنحين كما كانت الحال في اعمال تنكيل سيئة الذكر؛ وخجلت الاخيرة حينما قُتل بدو وجرحوا مثل مواطنين شفافين غير معترف بهم في "مناطق مفتوحة". فهل أعوزتنا في المدة الاخيرة فرص للخجل؟.

إنني أنا ايضا امتلأت خجلا حينما سمعت في هذا الاسبوع لواءً في الخدمة الاحتياطية أو لواءً بقرش يدعو في التلفاز الى محو حي كثير السكان من فوق الارض؛ وخجلت ايضا أن رأيت في منتدى في القناة الثانية مجرم حرب سابق قد دُعي لتقديم المشورة في الحرب الحالية؛ وخجلت أيضا لأنني دسست أنفي فيما كُتب في صحيفة الدولة وهو أن ابن رئيس وزراء سابق، وهو طراز من البشر مريب في حد ذاته، أوصى "بتسوية الحي كله بالارض". "لا ننزع البراغيث عن كلب إلا بغمس الكلب كله في المادة المطهرة"، نبح ذلك الكاتب مثل كلب ضال يسيل لعابه.

الشكر لكن أيتها الصديقات لأنكن لا تخفن. فمن الواضح "أنهم يخافون" ولولا ذلك لما انقضوا عليكن بغضب شديد. فالخوف يتكلم من حناجرهم وهم غير متأكدين من عدالتهم.

الشكر لكن لأنكن تُصررن على رأيكن، ولا تندمن ولا تعتذرن، وترفضن الاستسلام لحماس وللغوغاء المحليين.

إنهم لا يهددون فقط حياتكن وحياة أبناء عائلاتكن، بل يحاولون ايضا العدوان على مصدر عيشكن. لكنكن برهنتن من قبل أكثر من مرة على أن غضبكن أقوى وأهم من مقاعدكن. قرأت أمس في صحيفة "اسرائيل اليوم" أن شركة "مينو للملاحة" – وتوجد شركة كهذه – قد استقر رأيها على التخلي عن أورنا بناي وعن خدماتها وعروضها. فرجال الاعمال في البحر هم أول من يلاحظون اتجاه الرياح السيء، فتتجه سفنهم الضعيفة الى مياه ضحلة وهم يتبولون خشية الجمهور.

تفحصوا أنفسكم وقولوا: ألم تشعروا قط شعور الخجل بما تقترفه أيدينا أو بالنشيد الذي نقوله؟ اذا كان الامر كذلك فربما هذه هي اللحظة.

  كلمات مفتاحية