اقتصاد عهد ترامب جيد.. لكنه ليس الأفضل بالتاريخ الأمريكي

الجمعة 11 أكتوبر 2019 12:55 ص

فند فريق تقصي الحقائق بهيئة الإذاعة البريطانية "BBC" ما زعمه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، خلال حديثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الحالي، بشأن الاقتصاد في عهده، ووصفه بأنه الأفضل في تاريخ الولايات المتحدة.

وأقر الفريق أن الاقتصاد الأمريكي يسير بوتيرة جيدة خلال حكم "ترامب"، لكنه أثبت أن ثمة فترات أخرى كان الاقتصاد فيها أقوى.

وحسب تقرير الفريق، فإن بيانات عام 2019 أظهرت نمواً للاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.1% في الربع الأول، لكنه تباطأ قليلا في الربع الثاني (نهاية يونيو/حزيران) إلى 2.1%، وهذا أقل بكثير من نسبة 5.5% التي تحققت في الربع الثاني من عام 2014 خلال فترة حكم الرئيس السابق "باراك أوباما".

وأشار التقرير إلى فترات نمو أعلى في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

وفي هذا الإطار، تقول "ميغان بلاك"، أستاذة التاريخ المساعدة بكلية لندن للاقتصاد: "إذا نظرت إلى صحة الاقتصاد على أساس الناتج المحلي الإجمالي، فإنك ستشك في ادعاءات (ترامب) إذا ما قارنتها بالازدهار الاقتصادي الوطني في سنوات ما بعد الحرب".

وكان "ترامب" قد أشار، إلى ارتفاع قيمة الأسواق المالية في الولايات المتحدة، وخاصة مؤشر "داو جونز" الصناعي، الذي يتابع أسهم 30 شركة أمريكية كبرى، وهو ما أقره فريق BBC أيضا.

فمؤشر "داو جونز"، وصل إلى مستويات قياسيةن في ظل إدارة "ترامب"، ويرى أنصاره أن ما ساعد في ذلك هو تخفيضاته الضريبية على الشركات وسياساته التي تركز على الولايات المتحدة أولا، وحملته على البيروقراطية ووعوده بالاستثمار في البنية التحتية.

ومع ذلك، كان المؤشر ذاته متقلباً جداً في الأشهر الأخيرة، ما يعكس المخاوف بشأن المواجهة التجارية مع الصين والتوقعات السوداوية للاقتصاد العالمي.

وعلى صعيد العمالة والأجور، قال "ترامب" في خطابه أمام الجمعية العامة الأممية، إن البطالة في أدنى مستوياتها منذ نصف قرن، وإنه خلال السنوات الثلاث الماضية دخل 6 ملايين أمريكي إضافي في قائمة الموظفين.

وأقر فريق تقصي الحقائق ما يخص التوظيف، لكن البيانات تثبت أن معدل البطالة، في أغسطس/آب من هذا العام، كان 3.7%، وقبل 50 عاما، وتحديدا في سبتمبر/أيلول 1969، سجل 3.7% أيضاً، ثم انخفض إلى 3.5% في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من 1969.

وهذه في الواقع أقل نقطة وصل إليها معدل البطالة الأمريكي خلال خمسين عاماً، حسب التقرير.

وأشار "ترامب" أيضاً إلى مستويات بطالة منخفضة قياسية في أوساط مجموعات معينة. إذ قال "في الشهر الماضي، وصلت نسبة البطالة بين الأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية و آسيوية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق".

وبمراجعة البيانات منذ عام 1972 فما فوق، وجد فريق "BBC" أن معدل البطالة بين الأمريكيين من أصل أفريقي وصل إلى مستوى منخفض قياسي في شهر أغسطس/آب، وكانت بنسبة 5.5%.

وتعود البيانات الرسمية الأمريكية الخاصة بالعمال من ذوي الأصول الإسبانية إلى عام 1973، وفي أغسطس/آب من هذا العام، بلغت نسبة البطالة بينهم 4.2%، وهو أدنى مستوى مسجل أيضاً.

أما بالنسبة للأمريكيين من ذوي الأصول الآسيوية، فتعود السجلات إلى عام 2003 فقط . وتبين أن معدل البطالة في الشهر الماضي كان 2.8%، وكان أدنى نسبة مسجلة فعليا هي 2.1% في يونيو/حزيران الماضي.

وفي كل هذه المجموعات، كانت مستويات البطالة في انخفاض مستمر طوال سنوات حكم "باراك أوباما"، بعد أن بلغت ذروتها في وقت قريب من الركود الاقتصادي في عام 2009.

أما على مستوى الأجور، فاستمر تزايد نمو معدلها في الساعة طوال عام 2018، وهو اتجاه تصاعدي بشكل عام بدأ خلال إدارة "أوباما"، ووصل إلى 3.4% في فبراير/شباط من هذا العام، بيد أنه بدأ بالتباطؤ وأصبح الآن عند مستوى 3.23%.

وبحساب القيمة الحقيقية بعد أخذ التضخم في الاعتبار، فإن الأجور بالولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 1.5% في الفترة بين أغسطس/آب 2018 والشهر نفسه في 2019، وفقاً للبيانات الرسمية.

المصدر | الخليج الجديد + BBC

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الاقتصاد الأمريكي