خبر مفبرك يشعل حربا داخل أسرة الرئيس النيجيري

الأحد 20 أكتوبر 2019 11:48 ص

تعيش العائلة الأولى في نيجيريا، أسرة الرئيس النيجيري "محمد بخاري"، حاليا فوق صفيح ساخن بشكل يماثل إلى حد كبير الكثير من مسلسلات نوليود (عاصمة السينما في نيجيريا) والتي تتابعها الجماهير كل مساء.

وتزعم القصة اتخاذ الرئيس وزيرة كزوجة ثانية، وأن زوجته تستشيط غضبا، وقد أججت وسائل التواصل الاجتماعي هذه القصة حيث أشعلها تعليق من جانب زوجة الرئيس نفسها. فما هي الحكاية التي تدور أحداثها في أسو روك (مقر الفيلا الرئاسية)؟.

تدور القصة حول زواج الرئيس النيجيري "محمد بخاري" والوزيرة "ساديا فاروق".

وما نعرفه أن الرئيس "بخاري" متزوج بـ"عائشة بخاري"، ولم يتحدث مطلقا عن اتخاذه زوجة ثانية، كما لم تتحدث "فاروق" أيضا عن أي زواج.

وكان يمكن اعتبار الأمر مجرد فبركة والتوقف عند هذا الحد لولا تعليق "عائشة بخاري".

ماذا قالت "عائشة بخاري"؟

كانت "عائشة بخاري" خارج البلاد لشهرين وتوقفت خلال الرحلة الخارجية في بريطانيا لإجراء فحص طبي. وقد اعتبر البعض عودتها لنيجيريا بمثابة مؤشر على دفاعها عن زواجها.

ولدى سؤالها في المطار عقب وصولها نيجيريا حول ما يتردد قالت إنه بالفعل كانت هناك خطط لاتخاذ زوجة ثانية للرئيس، ولكنها قالت أيضا إن العروس المنتظرة أصيبت بخيبة أمل لعدم إتمام الزواج.

وقالت أيضا إن العروس لم تعلم أن الزواج لن يتم إلا بعد مرور يوم على الموعد الذي كان محددا له. 

وكانت السيدة "بخاري" تتحدث تماما بلغة "الهاوسا" ولم تذكر أسماء، ولكن كان من الواضح أن زوجة الرئيس كانت ممتعضة من عدم قيام الوزيرة "فاروق" بنفي الشائعات علنا.

ومما زاد من تعقيد الموقف أن حساب الوزيرة على "تويتر" والذي نفى الشائعات اتضح أنه مزيف.

وقد غردت الوزيرة "فاروق" على حسابها تقول : "علمت أن هناك حسابا مزورا باسمي على تويتر".

وتابعت قائلة : "أريد إبلاغ المتابعين ألا يلتفتوا إلى ما ينشر على ذلك الحساب، فحسابي مازال كما هو".

من هي "ساديا فاروق"؟

تبلغ الوزيرة "ساديا فاروق" من العمر 45 عاما، وهي واحدة من أصغر الوزراء في حكومة "بخاري" وترأس وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث والتنمية الاجتماعية، وهي وزارة جديدة.

ولم يكن يعرف عنها الكثير قبل تعيينها في هذا المنصب من قبل الرئيس "بخاري" في أغسطس/آب الماضي، وقد جاء إطلاق الوزارة الجديدة وتعيينها وزيرة لها مفاجأة للكثيرين ولكن من يعرفها يقول إنها من الداعمات للرئيس "بخاري" منذ عقود.

لقد كانت رئيسة لجنة اللاجئين والمهاجرين والنازحين داخل البلاد، فضلا عن كونها عضو باللجة الانتخابية للحزب الحاكم حيث كانت المسؤولة عن المراقبة والتخطيط والعمليات الميدانية وجمع التبرعات للحملة الانتخابية الرئاسية.

كان من المفروض أن يتم حفل الزفاف يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين أول الجاري، ولكن أظهر حساب "فاروق" على "تويتر" أنها كانت موجودة في مدينة جنيف السويسرية حينئذ حيث ترأست وفدا نيجيريا في مؤتمر مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ولم تعد إلى نيجيريا حتى يوم الثلاثاء الماضي بحسب ما نشرته على نفس الحساب.

ولكن ذلك لم يحل دون إسهامات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر" حول حفل الزفاف وقوائم المدعوين ومكان الحفل وبرنامجه.

وقد قام هذا المستخدم بتصميم بطاقة الدعوة.
 

ولا تقام حفلات الزفاف في نيجيريا دون aso-ebi وهي ملابس زاهية الألوان يرتديها الأهل والأصدقاء. وقد أعاد هذا المستخدم نشر صورة لحفل زفاف قديم ليس له علاقة بالموضوع محل الحديث.
 

هل هناك نزاع أسري في القصة؟

يبدو أن هذه القصة المختلقة لها علاقة بنزاع أكبر داخل عائلة "بخاري" نفسها.

فقد انتشر مقطع فيديو لـ"عائشة بخاري" وهي غاضبة، وقد صورته قريبة للرئيس كانت تعيش في أسو روك عام 2018 بحسب السيدة "بخاري" نفسها.

وقالت "عائشة بخاري" إن من صور الفيديو هو "فاطمة دورا"، ابنة "مامان دورا" ابن شقيق "بخاري" ومساعده المقرب رغم عدم توليه أي منصب رسمي في الحكومة إلا أنه معروف على نطاق واسع أن له نفوذ كبير على الرئيس.

وكان دورا قد حصل على شقة داخل الفيلا الرئاسية.

وقالت "عائشة بخاري"، "إنه تم تصوير الفيديو أمام الأمن الخاص بي وأمام الجميع، وكانت تصورني وتضحك ساخرة مني، لأن زوجي طلب منهم المغادرة وترك الشقة لابني يوسف".

وردت "فاطمة دورا" قائلة: "كيف يمكن حدوث ذلك ومن يمكنه منع زوجة الرئيس من الوصول لشقتها؟".

ولم تعلق الرئاسة على الفيديو، ولكن في وقت لاحق الأربعاء نشرت "عائشة بخاري" اعتذارا في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" قائلة: "أنتهز الفرصة لأعتذر لأبنائي، وأقاربي وللمؤسسة التي أمثلها وللشعب النيجيري عن الإحراج الذي سببه الفيديو المتداول".

ولم تقل "عائشة بخاري" من كان يخطط لذلك الزواج، ولكن يتكهن البعض أن تأكيد زوجة الرئيس على أن الفيديو الذي تم تصويره عام 2018 حقيقي، والذي ذكرت فيه اسمي "مامان دورا" وابنته "فاطمة" بمثابة رسالة خفية.

وعندما تولي "بخاري" السلطة في الثمانينيات كحاكم عسكري لم يكن قد تزوج بـ"عائشة" بعد.

وقد نفت "دورا" وجود أية خطط زواج، وقالت إن كل من والدها والرئيس من مؤيدي الزواج بامرأة واحدة، وقالت أيضا: "إن نوعية السلطة والنفوذ التي يزعم أنها بيد والدي لا يمكن أن تكون لأحد غير الله".

إذن هل مازال هناك زواج؟

لو كان هناك شخص يعرف أن هناك زفافا يتم التحضير له فهي "عائشة بخاري" فهي متزوجة بالرئيس منذ طلاقه من زوجته الأولى عام 1988، ورغم كونه مسلما إلا أنه معروف بتأييده بالزواج بامرأة واحدة فقط. وكانت السيدة "بخاري" قد أشارت بوضوح إلى "فاروق" باعتبارها العروس.

ولكن أخذا في الاعتبار أن لا الرئيس ولا الوزيرة ذكرا أي شيء عن شائعات الزواج، فإن هذه القصة قد تكون لها حلقة أخرى على طريقة مسلسلات نوليود.

المصدر | بي بي سي

  كلمات مفتاحية