استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وليم فاف: لهذا السبب تستمر الحرب!!

الخميس 24 يوليو 2014 12:07 م

وليم فاف - الاتحاد - الخميس 24 يوليو/تموز  2014

ملخص: كانت إسرائيل وستبقى قوة عسكرية غير شرعية تسيطر على الأراضي ومقدرات الشعب الفلسطيني، لهذا السبب ستستمر الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين الساخطين، تحدوهم الرغبة في احتجاز رهائن، بينما يواجهون أعمالاً انتقامية وحشية من سجانيهم الإسرائيليين. وعلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن تدافع عن الضحايا العرب لهذه الأحداث وليس الجناة الذين يقمعونهم.

يبدو رفض «حماس» قبول محادثات السلام التي اقترحتها الحكومة المصرية يوم الاثنين الماضي من أجل وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي قبلتها الحكومة الإسرائيلية لفترة قصيرة، في أذهان قيادة الحركة انتصاراً على عدوهم. وعلى الجانب الآخر برهن القصف الإسرائيلي للفلسطينيين أنه سياسة فاشلة، وهو ما يوضحه استئناف الحكومة الإسرائيلية لعمليات القصف. وقد حاول الإسرائيليون الإقلاع عن ذلك لكنهم أخفقوا.

وتم وضع أربعين ألفاً من قوات الاحتياط العسكرية الإسرائيلية في حالة تأهب خلال الأيام الأخيرة، قبل الغزو البري لقطاع غزة. ولم يتوقف إطلاق الصواريخ أبداً من قطاع غزة، لكن التكاليف السياسية الدولية لحملة القصف وعدم التناسب الكبير بين الأدوات العسكرية المستخدمة، ثبت ضخامتها، حتى في الولايات المتحدة، التي دأب شعبها وحكومتها على تأييد أي شيء تختار إسرائيل فعله بالفلسطينيين، وكذلك كثير من الدول الأوروبية ـ إن لم تكن جميعها.

وقد أدت بالفعل الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى سقوط عدد كبير من القتلى وإصابة آخرين من المدنيين، وهو ما يزيد من خسائر الأرواح نتيجة الهجمات الجوية الصاروخية على المدنيين، لا سيما الذين لا يخضعون لحماية من الأضرار الحتمية المصاحبة أياً كانت الإجراءات الاحترازية.

وقبل بدء الاجتياح البري، كانت أعداد القتلى في قطاع غزة قد تجاوزت مائتي شخص، في حين لم تسفر الصواريخ التي تطلق من غزة على إسرائيل ـ والتي وصفها مسؤولون أميركيون بأنها حملة «إرهابية» سوى عن مقتل جندي واحد.

وقد دفع سكان قطاع غزة ثمناً باهظاً كي يمنحوا لقيادة "حماس" هذا الانتصار، بيد أنهم دفعوا ثمناً أشد سواء على صعيد الأرواح البشرية أو الأضرار الجسدية خلال الهجوم الإسرائيلي السابق على قطاع غزة في محاولة لتدمير مسلحيها وتخويف السكان. وخلال عملية «الرصاص المصبوب» في ديسمبر عام 2008-2009، قتل نحو 1.398 فلسطينياً و13 جندياً إسرائيلياً.

ومثل «مهمة الولايات المتحدة المنجزة في العراق» عام 2003، وإطلاقها بعد عام مبادرة «الشرق الأوسط الجديد» الخاضع للهيمنة الأميركية الذكية، والذي يمتد من بغداد إلى حدود الصين، تكتشف إسرائيل الآن حمم النيران الملتهبة داخلها وحول أراضيها المزعومة. وبدا أن انتصار عام 1948 هدية ذكية وربما مقدسة للاجئين اليهود من أوروبا التي أنهكتها الحرب، والتي أقبلت على الدولة الجديدة لإنشاء مستوطناتها الرائدة والاستحواذ على أراضي قرى ومدن، لإنشاء ثقافة عمرانية يهودية معاصرة.

ولكن مصر والعرب الذين لم يسامحوا إسرائيل وخاضوا حرب 1967، ثم ما لبثت إسرائيل أن تغلبت مرة أخرى وأدى ذلك إلى أعمال انتقامية إسرائيلية واستحواذها بصورة غير قانونية على مزيد من الأراضي والمستوطنات تابعة لفلسطين الجديدة التي حددتها الأمم المتحدة، ثم ما لبثت أن طردت آلاف اللاجئين الجدد. وهذا هو العمل الذي تسبب في حرب اليوم بين غزة وإسرائيل.

لذا، عندما يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن يروجون له ولحكومته أن حركة حماس هي المسؤولة عن هذه الأزمة، فإنهم مخطئون. ففي غزة، وكذلك في الضفة الغربية، كانت إسرائيل وستبقى قوة عسكرية غير قانونية تسيطر على الأراضي ومقدرات الشعب الفلسطيني، الذي ينبغي أن تكون له حرية التصرف في حياته وممتلكاته، بموجب القانون الدولي وقرار الأمم المتحدة الصادر عام 1948 الذي ينص على تقسيم وتحديد جزءين منفصلين من أراضي فلسطين للفلسطينيين واليهود.

ولهذا السبب ستستمر الحرب بين المسلحين الفلسطينيين الساخطين، تحدوهم الرغبة في احتجاز رهائن، بينما يواجهون أعمالاً انتقامية وحشية من سجانيهم الإسرائيليين. وعلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن تدافع عن الضحايا العرب لهذه الأحداث وليس الجناة الذين يقمعونهم. ولعل هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله كي ينقذوا إسرائيل في النهاية.. حتى من نفسها.

  كلمات مفتاحية