خبراء: الاتفاق النووي يعزز التجارة الخليجية الإيرانية والنفط يعرقلها

الأحد 12 يوليو 2015 01:07 ص

توقع خبراء أن تتعزز التجارة بين إيران ودول الخليج إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي نهائي يرفع العقوبات عن طهران، إلا أن ارتفاع الإنتاج النفطي الإيراني الذي سينجم عن ذلك الاتفاق قد يفاقم التوترات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، خاصة الخليجيين، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس».

وما زال إمكان التوصل إلى اتفاق نووي غير واضح مع استمرار لعبة عض الأصابع منذ 15 يوما في مفاوضات فيينا بين إيران والدول الكبرى.

وتدهور إنتاج النفط في إيران جراء الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ إذ انخفض الإنتاج من 2.2 مليون برميل يوميا في منتصف 2012 إلى 1.2 مليون برميل حاليا.

وفي حينها، رفعت السعودية والكويت والإمارات إنتاجها لتعويض النقص في النفط الإيراني، وإبقاء الإمدادات مستقرة.

وقال مسؤولون إيرانيون إن طهران تسعى لإعادة إنتاجها إلى مستويات ما قبل الحظر، إلا أن خبراء يرون أن ذلك سيتطلب وقتا.

وقال مدير «مؤسسة الشال للاستشارات»، «جاسم السعدون»، إن «كامل الإنتاج الإيراني الإضافي سيذهب إلى التصدير، إلا أن ذلك لن يفاقم الفائض الذي تعاني منه الأسواق في الحال؛ لأن الزيادة ستكون تدريجية».

«السعدون» أضاف: «اعتقد أن إيران ستحتاج إلى بضع سنوات قبل أن تبلغ هدفها برفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا».

من جانبها، أفادت «مؤسسة جدوى للاستثمار» السعودية في تقرير نشرته، مؤخرا، بأن إيران ستزيد إنتاجها بمقدار 150 ألف برميل يوميا في الربع الأخير من العام الجاري (من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول).

وقالت في تقريرها: «لا نتوقع أن يؤدي رفع العقوبات عن إيران إلى إغراق الأسواق بالنفط على المدى القصير».

تصاعد التوتر داخل «أوبك»

إلا أن إيران ستتمكن في النهاية من الوصول إلى مستويات الإنتاج التي كانت تتمتع بها ما قبل العقوبات، ما سيؤدي إلى تصاعد التوتر مع شركائها في «أوبك»، خاصة الخليجيين (السعودية، الإمارات، الكويت، قطر).

وقامت بعض دول «أوبك»، لا سيما دول الخليج العربية، بضخ كميات كبيرة من الخام في الأسواق بهدف إبقاء الأسعار منخفضة، وإجبار منافسيها على الخروج من السوق، لا سيما منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وتنتج السعودية وحدها حوالي 10.3 ملايين برميل يوميا؛ أي ثلث إنتاج منظمة «أوبك».

ويرى مراقبون انه عندما ستتمكن إيران من العودة إلى مستويات الإنتاج ما قبل العقوبات، فإن دول الخليج لن تكون متحمسة لخفض إنتاجها وتقليص حصتها.

وتشهد «أوبك» أصلا توترات بسبب دفع الأعضاء الأفقر، مثل الجزائر وأنغولا وفنزويلا وليبيا، إلى خفض إنتاج المنظمة للمساهمة في ارتفاع الأسعار، وبالتالي تعزيز عائداتها المالية.

وقال «السعدون» إن «المشكلة الحقيقة ستبدأ عند يبدأ أعضاء أوبك بالمواجهات حول حصص الإنتاج في ظل الفائض الموجود في السوق والخلافات حول الحصص في السوق».

وأضاف: «إذا دخلت إيران وفنزويلا والجزائر وليبيا، وهي جميعها بحاجة إلى ضخ مزيد من النفط، في خلاف مع دول الخليج، فإن ذلك يعني نهاية أوبك».

إزدهار التجارة بين إيران والخليج

لكن من جهة أخرى، فإن التجارة بين إيران وجيرانها الخليجيين ستزدهر على الأرجح مع رفع العقوبات.

وتستحوذ الإمارات على 80% من التبادلات التجارية بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما تعد طهران رابع شريك تجاري للإمارات.

ومصدر معظم هذا التبادل هو دبي التي يعيش فيها نحو 400 ألف إيراني يديرون شبكة ضخمة من الأعمال.

وقال وزير الاقتصاد الإماراتي، «سلطان المنصوري» في يونيو/حزيران الماضي، إن التجارة مع إيران ارتفعت إلى 17 مليار دولار العام الماضي، إلا أنها تبقى أدنى من المستوى القياسي الذي سجلته العام ،2011 قبل بدء العقوبات الأخيرة حين بلغ التبادل 23 مليار دولار.

وتوقع نائب رئيس «مجلس الأعمال الإيراني في دبي»، «حسين حقيقي» أن يرتفع التبادل التجاري بعد رفع العقوبات.

وقال «حقيقي» لـ«فرانس برس» إنه يتوقع أن يرتفع حجم التجارة بين الإمارات وإيران «بما بين 15% و20%" خلال السنة الأولى التي تلي رفع العقوبات.

كما يتوقع أن يرتفع التبادل التجاري مع سلطنة عمان التي حافظت على علاقات جيدة مع الجار الإيراني طيلة الفترة الماضية.

إلا أن المنافسة الشديدة بين إيران الشيعية ودول الخليج السنية قد تحول دون ارتفاع التبادل التجاري مع كل دول الخليج، حسب «السعدون».

وأورد «السعدون» أن "العلاقات التجارية ستتحسن مع الإمارات، إلا أن ذلك لن يحصل على الأرجح مع السعودية والكويت إذا استمر الوضع السياسي على حاله».

 

  كلمات مفتاحية

إيران دول الخليج اوبك اتفاق النووي النفط

استئناف المحادثات النووية مع إيران بعد تمديدها للمرة الثالثة

مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: قلق السعودية من إيران سيدفعها لمواجهتها عسكريا

في انتظار النفط الإيراني العائد إلى الأسواق

«فورين أفيرز»: التداعيات المحتملة على الشرق الأوسط حال فشل مفاوضات إيران النووية

«النووي الإيراني».. هزيمة أم انتصار؟

هبوط أسعار النفط مع اقتراب التوصل لاتفاق نووي مع إيران

في طهران يستعدون للاحتفالات بالاتفاق النووي

إيران والقوى الكبرى توصلت لاتفاق نووي تاريخي

ترحيب إيراني غربي بالاتفاق النووي و«نتنياهو» يعتبره «خطأً تاريخيا»

اتفاق ايران يغذي التخمة في سوق النفط ويفتح الباب أمام واردات الصلب والأسمنت

تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى

«الأسد» يتوقع مزيدا من الدعم الإيراني بعد التوصل للاتفاق النووي

المرشد وافق على الاتفاق النووي طامحا في تكرار ثمار إنهاء حرب العراق

أسواق النفط والاتفاق النووي الإيراني

مستثمرون أجانب يسعون للاستفادة من الاتفاق النووي