حذر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، رئيس البلاد «حسن روحاني»، من أن «بعض القوى الكبرى لا يمكن الوثوق بها» في تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، وطالبه بالتيقظ من أي «خرق» للاتفاق.
جاء ذلك في رساله وجهها «خامنئي»، إلى «روحاني»، هنأ خلالها المفاوضين الإيرانيين على «الجهود التي بذلوها بدون كلل»، لكنه دعا رئيس البلاد إلى «التنبه من احتمال انتهاك الأطراف الأخرى التزاماتها».
وقال «خامنئي»، في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الخميس: «تعلمون جيدا أنه لا يمكن الوثوق ببعض الدول الست التي شاركت في المفاوضات»، دون أن يحدد الدول التي يقصدها، غير أن الدول الست التي فاوضت إيران هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إلى جانب المانيا.
ورأى «خامنئي» أن إبرام الاتفاق بعد مفاوضات طويلة يشكل «خطوة كبرى».
والاتفاق النووي الذي أبرم أول أمس الثلاثاء، يفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني بشكل يجعل إيران غير قادرة على صنع قنبلة ذرية لكن مع حق تطوير طاقة نووية مدنية.
في المقابل تستفيد إيران من رفع تدريجي للعقوبات التي فرضت عليها منذ 2006 من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأثار الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، الكثير من التساؤلات، حول تأثير هذا الاتفاق على إيران واقتصادها من جهة وعلى دول المنطقة من جهة أخرى، لا سيما تلك التي تتشابك مع طهران في علاقات سواء كانت قوية أو متوترة.
فلا يخفي منتقدو الاتفاق ومنهم معظم دول الخليج العربي، وإسرائيل، أن إيران تصر على توسيع نطاق نفوذها بالشرق الأوسط، وستسعى للاستفادة من الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذا الاتفاق، في توسيع هذا النفوذ ودعم حلفائها اقتصاديا.
في المقابل، يرى مراقبون أن واقع الاقتصاد الإيراني سيجعلها مهتمة بالأساس بكيفية الخروج من هذا الواقع المظلم، دون النظر إلى من حولها.
من جهته رجح الكاتب البريطاني، «روبرت فيسك»، في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت»، البريطانية على صدر صفحتها الأولى، أمس الأربعاء زيادة النفوذ الإيراني وانهيار نفوذ المسلمين السنة بالمنطقة، عقب الاتفاق النووي، واصفا إيران بأنها ستصبح «شرطي الخليج».