تبادل اتهامات في ختام الجولة الثانية للجنة الدستورية السورية

السبت 30 نوفمبر 2019 12:51 ص

فشلت الأطراف السورية، الجمعة، في الاتفاق على جدول أعمال الهيئة المصغرة للجنة الدستورية؛ ما أدى إلى فشل انعقادها في اليوم الأخير من أعمال جولتها الثانية في جنيف.

ولم تتمكن المعارضة السورية والنظام إضافة لمنظمات المجتمع المدني، من الاجتماع، إذ غادر وفد النظام مقر الأمم المتحدة أولا، تلته بقية الوفود، دون التئام اللجنة الدستورية في الهيئة المصغرة المكونة من 45 عضوا.

المبعوث الأممي: الخلاف أمر عادي

من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى سوريا "غير بيدرسون": "اختتمنا الدورة الثانية للجنة الدستورية، ولم يكن من الممكن الدعوة إلى عقد اجتماع المجموعة المصغرة، لأنه لم يكن هناك اتفاق على جدول الأعمال".

وأضاف: "تحدث إليّ الرئيسان المشتركان (عن النظام أحمد الكزبري، وعن المعارضة هادي البحرة)، خلال الأسبوع لشرح مواقفهما المختلفة، لكن النظام الداخلي الأساسي، ينص على أن الرئيسين المشتركين سيعملان على توافق الآراء، والاتفاق على جدول الأعمال، وهذا لم يكن ممكنا".

وأوضح أن "مناقشات جدول الأعمال ليست شيئا غير نموذجي، والخلاف حول قضايا مثل هذه أمر عادي لكل عملية، كانت لدينا عدة جولات من المناقشات كل يوم مع الرئيسين المشتركين، وأجريا مناقشات جيدة ومهنية جادة، ونحن نحاول التوصل إلى توافق في الآراء".

وختم المبعوث الأممي بقوله: "لم نصل إلى هناك بعد، لذا طلبت من الرئيسين المشتركين، أنه عندما يعودان إلى مقر إقامتهما، أن يواصلا العمل على هذا الأمر وسأعود إليهما قريبا، وبناء على ذلك، نأمل أن نتمكن من اختتام هذه المناقشات حول موعد انعقاد الجلسة التالية".

المعارضة.. تفاؤل واتهام

ممثل المعارضة "هادي البحرة"، قال في تصريح صحفي: "على الرغم من عدم التمكن من عقد جلسة مشتركة، لكن أضعها في الإطار الإيجابي، لأنه جرت مشاورات عبر المبعوث الخاص".

وأضاف: "هذه المشاورات كانت إيجابية في إطار عمل اللجنة، والتحضير للأعمال في المستقبل، وحددت بشكل واضح الأسس السليمة لاستمرار هذه العملية، في نطاق تفويض اللجنة الدستورية، وضرورة الالتزام بقواعدها الإجرائية".

وشدد على أن "هذه الأفكار والمشاورات ستساعد في دفع العمل قدما في الدورات القادمة للاجتماع، وكان هناك دور فاعل للأمم المتحدة لتيسير هذه المشاروات، وتفعيل الحوارات البينية بين السوريين".

وأكد "البحرة" في كلمته على موقف المعارضة بالقول: "وإن لم تنجح مساعينا، نعرب عن إصرارنا على الاستمرار بالعمل، وضرورة انعقاد الجولة القادمة، ولكن على أسس واضحة، وعلى جدول أعمال حقيقي، ويتناول بشكل واضح مجال تفويض اللجنة الدستورية، ومهمتها الوصول لمسودة دستور سوريا المستقبل".

لكن عضو اللجنة الدستورية السورية عن المعارضة أيضا، "رياض الحسن"، اعتبر في حديث لوكالة "الأناضول"، تصرف النظام خلال أعمال الدورة الثانية، بأنه "يعرقل مستقبل سوريا بالكامل".

وأوضح "الحسن" ما حصل في الجولة الحالية بالقول "انتهت أعمال الاجتماع الأول للجنة الدستورية في الجولة الماضية، بتقديم 3 أوراق تتضمن الأفكار التي طرحت في الجلستين الافتتاحيتين لأعضاء الهيئة الموسعة.. كان هذا الاقتراح بطلب من وفد النظام، الذي زاد على ذلك بطلب فرز هذه الأفكار ما بين سياسي وقانوني ودستوري، وأن تكون هي أساس المناقشات الدستورية".

ولفت إلى أن "وفد المعارضة تقدم بهذه الورقة في اليوم الثاني من أعمال الهيئة المصغرة المكونة من 45 عضوا، فيما ماطل وفد النظام بتقديمها إلى اليوم الأخير، وورقة النظام وثيقة رسمية موجودة في أرشيف الأمم المتحدة اليوم".

النظام يتملص من المسؤولية

واتهم الرئيس المشارك للجنة عن الحكومة، "أحمد الكزبري"، وفد المعارضة "بخرق قواعد عمل اللجنة"، محملا إياه المسؤولية عن فشل الأطراف في الاتفاق على أجندة العمل.

وقال في تصريحات من جنيف: "المعارضة أعلنت رفضها للمقترحات المقدمة من الحكومة عبر وسائل إعلام وليس عبر مكتب المبعوث الأممي الخاص لسوريا، (غير بيدرسن)، في انتهاك لقواعد أداء اللجنة".

وتذرع بالقول: "سمعنا برفض مقترحنا إعلاميا قبل الحصول على الرد الرسمي"، ما يشكل "خرقا لمدونة السلوك المتفق عليها يضاف لعشرات الخروقات السابقة".

وجدد "الكزبري" استعداد النظام "لبذل الجهود بالمستقبل في الجلسات المقبلة، للوصول إلى جدول أعمال، فالمبادئ قد تكون موجودة في كل دساتير العالم، وقد تتشابه، ولكن بالنهاية نفسها، ولكن الركائز الوطنية تعبر عن الواقع ما يريده الشعب السوري ويجب مناقشتها أولا، والانتقال للنقاط الأخرى".

ولم يتم تأكيد موعد الجولة الجديدة، التي حددت سابقا في 16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، حيث ستستمر المساعي واللقاءات بين الأطراف السورية والدولية، من أجل التوافق على جدول الأعمال.

وقدمت المعارضة 5 مقترحات لبدء الحديث عن المضمونات الدستورية، فيما تحدث النظام عن مقترحين فقط، هما الركائز الأساسية، وهي موضوعات سياسية، أو الاجتماع دون أجندة أعمال وتحديدها داخل الاجتماع، وهو ما رفضته المعارضة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اللجنة الدستورية السورية النظام السوري المعارضة السورية

تركيا: الاتفاق حول لجنة صياغة دستور سوريا بات قريبا

بسبب مناورات نظام الأسد.. فشل جديد للجنة الدستورية السورية