استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العرب: حساب الأرباح والخسائر في 2019

الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 10:40 ص

العرب: حساب الأرباح والخسائر في 2019

حروب عربية دامية وحكومات وأحزاب متغولة تمسكا بالسلطة ونهبا للثروة ولو على جماجم الشعب.

سكوت الحكام عما يحدث للعرب بأقطارهم وما يحدث للمسلمين في العالم سيصلهم الطغيان ولا عاصم لهم لأنهم اضطهدوا شعوبهم وظلموهم.

خسرنا التضامن العربي بمواجهة الصهاينة وتسابق قادة الخليج العربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني وصمت رهيب يمزق السكون.

خسرنا الكبرياء والكرامة العربية وراح بعض قادتنا ينفق الاموال ميمنة وميسرة في الخزانة الامريكية تحت ذريعة " طلب الحماية الامريكية "

المواطن العربي يتساءل "حماية" من ممن؟ بمعنى من هو العدو المتربص بنا؟

*     *     *

(1)

يودع العالم العربي عام 2019 الذي كان مليئا بالآلام والأحزان والجراح العميقة على كل الصعد، حروب عربية ـ عربية دامية في اليمن، وفي ليبيا وفي الصومال، حكومات وأحزاب سياسية متغولة مستشرية تمسكا بالسلطة في العراق وسورية ولبنان ومصر ودول أخرى ولو على جماجم الشعب.

في خليجنا العربي تتسابق الدول الكبرى على الهيمنة على الخليج العربي وثرواته تحت شعار حماية الممرات المائية وآخرها اليوم الروس والصين وإيران يقومون بمناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي وبحر عمان على مدخل خليج الغاز والبترول العربي وباب المندب ودول الخليج منشغلة بخلافاتها البينية وهم جميعهم سيكونون الضحية.

(2)

لا شك بأن الشعب العربي حقق بعض الأرباح السياسية، في السودان الشعب أطاح بنظام البشير الذي ظل ثلاثين عاما جاثما على صدور الشعب السوداني بلا رحمة ولا شفقة استبد بموارده المالية كما ذكرت الأخبار الواردة من السودان، ملايين الدولارات وجدت في منزله الخاص وغير ذلك من الاموال التي اختطفها بعض رجاله واذكر احدهم على سبيل المثال لا الحصر الفريق اول صلاح عبدالله قورش المتهم بخيانة الامانة والإثراء الحرام وقس على ذلك.

في تونس ما برح الشعب التونسي يضرب الامثال في السلوك الديمقراطي اذ اتى باستاذ جامعي الى قمة هرم السلطة عبر انتخابات نزيهة وشفافة انه الرئيس قيس سعيّد الذي لا ينتمي الى حزب او طائفة.

ورغم العراقيل التي تحيط به من كل مكان في الداخل التونسي الا ان ثقتنا المطلقة برجاحة العقل التونسي وحرصه على استمرار النظام الذي اتى به الشعب تمكننا من القول انه انتصار وعلى اهلنا في تونس ان يضعوا المصلحة الوطنية التونسية القومية العربية فوق كل اعتبار ولا ينحرفوا نحو خلافات "ما هو لك وما هو لي" فالكل لتونس وعروبتها وعقيدتها الاسلامية.

في العراق تتحقق انتصارات على الطائفية، وقادة الحرب على الطائفية ورموزها وقادتها هم من ادّعى النظام انه اتى لنصرتهم، الهتاف الجماهيري من البصرة الى بغداد واحد هو " لا للتبعية، لا للطائفية،لا للمرجعية " كلنا للعراق!

اسقطت الجماهير العراقية قناع الطائفية وعرت قادتها وأسقطت حكومتها ورفضت مرشحيها لرئاسة الحكومة العراقية انه انتصار بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وما برح الشعب العراقي الشقيق يحقق المكاسب رغم العنف الذي يتعرض له من مليشيات قوى الظلام والتبعية.

في فلسطين حققت الجماهير بصمودها وكفاحها ارباحا نسبية وأهمها الصمود في مواجهة التغول الامريكي " ترامب " وما يفعل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، وبدء محكمة الجنايات الدولية في التحقيق بجرائم حرب ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني من قبل ضباط وجنود جيش العدو الصهيوني وكذلك قياداته المدنية.

وفي الجزائر ايضا تحقق انتصار بإرغام الرئيس بو تفليقة وحاشيته على التنحي عن القيادة وانتهى بعضهم الى غياهب السجن بتهم الفساد والاستبداد.

(3)

لكننا حققنا خسائر ضخمة ايضا، واهم خسائرنا نقل السفارة الامريكية الى القدس مرضاة لاسرائيل، وخسرنا الجولان بضمها الى اسرائيل، وخسرنا التضامن العربي في مواجهة الصهاينة، وتسابق بعض قادة الخليج العربي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني واستقبل العرب تلك الاحداث بصمت رهيب يكاد يمزق السكون.

والحق لقد خسرنا الكبرياء والكرامة العربية وراح بعض قادتنا ينفق الاموال ميمنة وميسرة في الخزانة الامريكية تحت ذريعة " طلب الحماية الامريكية " لكن المواطن العربي يتساءل " حماية " من ممن ؟ بمعنى من هو العدو المتربص بنا ؟ تعلمنا منذ الصغر بأن عدونا اسرائيل والمستعمرون، فأصبحت بعض انظمتنا "البائسة" تدغدغ عواطف ومشاعر قيادات الكيان الصهيوني وأصبح أولئك القادة يجوبون العواصم العربية جهارا نهارا وعلى ذلك لم يصبحوا اعداء لتلك الانظمة.

قيل" إيران العدو اللدود " وقال المواطن العربي: ان العرب انفقوا خلال العشر سنوات الماضية والى نهاية هذا العام اكثر من 300 مليار دولار تسلح، وتعداد السكان العرب 350 مليون نسمة ومساحة الارض العربية اضعاف مساحة ايران وسكان ايران لا يزيدون عن 70 مليون نسمة!

فلماذا نخاف من ايران ونحن ذوو منعة وبأس شديد ؟ الجواب عندي القادة العرب متفرقون مخترقون ولا رابط بينهم وقوتهم العسكرية قوة دفترية. انهم غلاظ شداد في مواجهة بعضهم بعضا، لكن ضربت عليهم الذلة والمسكنة في مواجهة أي قوة أخرى.

(4)

العرب والإسلام، شعوب العالم الاسلامي في اسيا وإفريقيا وأوربا وأمريكا شاخصة ابصارهم نحو العرب لإنقاذهم مما حل ويحل بهم من امتهان لديانتهم وكتابهم المقدس القرآن الكريم وخاتم الانبياء محمد عليه السلام، في الهند اكثر من 200 مليون مسلم يتعرضون للاضطهاد والتمييز ضدهم من قبل القيادات السياسية الهندية غير المسلمة.

وكذلك مسلمو ميانمار انهم يواجهون الموت الزؤام والتهجير والاذلال النفسي وايضا مسلمو الصين (الإيغور) في اقليم "شينغيانغ" شمال غرب الصين، وفي تركستان الشرقية يعذبون ويحرقون احياء.

وفي اوربا وأمريكا يتعرض المسلمون لاضطهاد لم تواجهه أي ملة اخرى والمسلمون العرب قيادات ومنظمات اسلامية يتفرجون ولا حراك لهم، فقط مسيرات واحتجاجات حدثت في اندونيسيا وماليزيا على كل ما يحدث للإسلام والمسلمين ووقفة تضامنية من اهلنا في غزة المحاصرة على ما يفعل بالمسلمين في كل مكان.

مقتل حاخام يهودي في مدينة نيويورك بالأمس قامت الدنيا في امريكا على مقتل الحاخام اليهودي اما ان يقتل شعب بكامله في سوريا والعراق وفلسطين والهند وكشمير وميانمار واليمن فلا سائل عنهم.

آخر القول: تأكدوا يا قادتنا العرب الميامين أن سكوتكم عما يحدث للعرب في أقطارهم وما يحدث للمسلمين في هذا الكون سيصلكم الطغيان ولا عاصم لكم لأنكم اضطهدتم شعوبكم وظلمتموهم، وإن الله على نصرهم لقدير.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية