إسرائيل مركزا للجغرافيا السياسية بالشرق الأوسط في 2020

الثلاثاء 7 يناير 2020 03:25 ص

إن الموقع الجغرافي لـ(إسرائيل)، يعني أنه يجب عليها أن تبقى مرنة، في إدارة العلاقات المعقدة مع جيرانها المسلمين، من خلال التعاون الهادئ والاستخدام الذكي لمزاياها التكنولوجية والاقتصادية.

وعلى مدى العقدين الماضيين، اكتشفت (إسرائيل) الغاز البحري، وبدأت في تحلية مياه البحر على نطاق واسع، ووسعت بشكل كبير منصات ومهام البحرية.

وقبل عشر سنوات، اعتمدت (إسرائيل) على الغاز الطبيعي في مصر، في الوقت الحاضر، تصدر الغاز إلى مصر والأردن.

تتغير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط بسرعة، والمنافسة بين اللاعبين الرئيسيين في ذروتها.

تقع المنطقة بين القارات الثلاث في آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يعطيها أهمية جيوسياسية كبيرة.

يطل الشرق الأوسط على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأسود، يحتوي على ثلاثة من الممرات المائية الرائدة في العالم، مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس.

ويعد الشرق الأوسط أيضًا أكبر مورد للنفط في العالم، ولديه أكبر احتياطي للنفط والغاز.

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن أمن (إسرائيل) هو أحد أهم العوامل الحاسمة لموقفها من أمن الشرق الأوسط في أعقاب ما يسمى بـ"الربيع العربي".

وعلى الرغم من أن (إسرائيل) منفصلة عن التغييرات التي أحدثتها تلك الثورات، إلا أنها تتأثر بها.

دفع الخوف من إيران وطموحاتها المهيمنة كل من السعودية والإمارات نحو مزيد من التعاون مع (إسرائيل) والولايات المتحدة.

ومنذ أكثر من عقد من الزمان، عززت الدولة اليهودية الروابط مع الملكيات الخليجية التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.

وكانت وجهات نظر (إسرائيل) الإستراتيجية فيما يتعلق بطموحات إيران الإقليمية والسياسات الأمريكية خلال "الربيع العربي" تتقارب مع وجهات نظر السعودية والإمارات والبحرين.

وتبدو العلاقات الأمنية والتجارية الإسرائيلية الطويلة الأمد مع الخليج، والتي أصبحت الآن أكثر وضوحًا، مستعدة لمزيد من التطوير (على الرغم من أن التعاون العسكري العلني لا يزال غير محتمل).

وتسعى (إسرائيل) إلى التعاون النشط مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية في مجال مكافحة الإرهاب.

يبرز المشهد الحالي في الشرق الأوسط أولويات السياسة الجديدة، حيث لم تعد الدول العربية ترقص على لحن الفلسطينيين.

لدى تلك الدول مخاوفها الخاصة الأكثر إلحاحًا، وقد قوض الصراع المستمر بين "حماس" و"فتح"، الجهود الفلسطينية لالتماس المساعدة العربية.

كما بدأت بعض الدول العربية تعترف صراحة بحق الشعب اليهودي في وطن أجداده.

بينما يُنظر إلى موقع تركيا عادةً على أنه ميزة كبيرة في مجال الطاقة، نظرًا لأن البلدان المجاورة لها تتطلب تعاونا معها في نقل النفط والغاز الطبيعي عبر مشاريع خطوط أنابيب مجدية اقتصاديًا.

إلا أن الصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية والإقليمية نفسها لا تجعل الجهات الفاعلة تعرقل تطوير طرق نقل الطاقة فحسب، بل تمثل تحديًا كبيرًا في السياسة الخارجية لأنقرة، التي سعت تقليديًا إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الغرب وروسيا.

وقوبل اكتشاف احتياطيات الغاز في شرق المتوسط بحماس، بسبب تأثيرها المحتمل على التوازن الاقتصادي والجيوسياسي والسياسي في المنطقة.

ويمكن أن يكون للاحتياطيات الجديدة تأثير إيجابي كبير على استراتيجية تنويع الغاز في أوروبا، مما يمكّن دول الاتحاد الأوروبي من تحقيق هدفها طويل الأمد، المتمثل في الحد بشكل كبير من اعتمادها على واردات الغاز الروسي.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، وقعت قبرص و(إسرائيل) وإيطاليا واليونان مذكرة "لاستكشاف إمكانية إنشاء خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يربط (حقل) ليفياتان بالأسواق الأوروبية".

وقد صنفت المفوضية الأوروبية (EC) المشروع بأنه مجدي تقنياً وقابل للتطبيق اقتصاديًا، معتبرًة أنها "تدعم بقوة" المشروع.

في ديسمبر/كانون الأول 2018، في اجتماع عقد في بئر السبع، قال زعماء اليونان وقبرص و(إسرائيل) رسميًا إنهم على استعداد للتوقيع على اتفاق حكومي دولي بشأن مشروع خط أنابيب الشرق الأوسط.

ووصف سفير الولايات المتحدة لدى (إسرائيل) "ديفيد فريدمان"، الذي كان حاضراً في الاجتماع، المشروع بأنه "ذو أهمية كبيرة لاستقرار وازدهار الشرق الأوسط وأوروبا".

وإذا حقق المشروع ثماره، يمكن لـ(إسرائيل) أن تصبح في النهاية مركزًا إقليميًا للطاقة، وهذا سيؤدي إلى تغيير كبير في موقفها الجيوسياسي التاريخي.

المصدر | BesaCenter

  كلمات مفتاحية

أمن إسرائيل إسرائيل غاز إسرائيل سياسات تطبيعية

قمة الرياض: سؤال المصالحة الخليجية أم التطبيع مع إسرائيل؟

حصاد 2019.. تطبيع خليجي "استثنائي" أثلج قلوب الإسرائيليين

ناشيونال إنترست: أمريكا قد لا تتورط في حرب مع إيران لكن إسرائيل قد تفعل