استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الهجرة المعاكسة.. كابوس إسرائيلي

السبت 11 يناير 2020 09:51 ص

الهجرة المعاكسة.. كابوس إسرائيلي

أبرز أسباب تعاظم خطر الهجرة المعاكسة تراجع شعور اليهود في الغرب بالتماهي مع الدولة العبرية.

بين 1948 و2017 غادر حوالي 732 ألف إسرائيلي إلى الخارج ولم يعودوا، وهذا لا يشمل أولادهم الذين ولدوا في الخارج!

أزمة الهجرة المعاكسة من أهم التحديات التي تواجه إسرائيل فلجأت الدولة الصهيونية لاستقدام يهود أفارقة لمعالجة الأزمة.

أسقط تحكم التيار اليهودي المتطرف بمسارات حياة الكيان مقولة: «إسرائيل واحة الديمقراطية في محيط عربي غير ديمقراطي»!

*     *     *

تؤكد الإحصاءات الفلسطينية والإسرائيلية أنه مع نهاية العام الحالي 2020 يتوقع وصول عدد اليهود في فلسطين التاريخية إلى نحو 6.96 مليون يهودي، مقابل 7.2 مليون عربي. هذا، وتعتبر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة «الهجرة اليهودية المعاكسة» إشكاليةً وجوديةً بالنظر إلى كون الدولة الصهيونية «دولة هجرة واستيطان استعماريين»، ولطالما كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين أساس مخطط الحركة الصهيونية لتقوية الدولة العبرية ورفدها بالعلم.

ومع تغلغل التيار الديني اليهودي المتطرف وتحكمه في مسارات الحياة الإسرائيلية، تسقط اليوم مقولة الدولة النموذجية المتخيلة: «إسرائيل الواحة الديمقراطية في محيط عربي غير ديمقراطي»!

وتتطرق الصحف الإسرائيلية لكثير من القضايا التي تؤكد تراجع الاهتمام بإسرائيل يهودياً، أحدثُها ما بات يعرف مؤخراً بظاهرة المهاجرين الروس الذين يحصلون على جواز سفر إسرائيلي ويغادرون.

وهي ظاهرة جديدة تتمثل في وصول الكثيرين إلى «إسرائيل» كمهاجرين ممن يوصفون بمستحقي «قانون العودة»، الذي يسمح بهجرة اليهود من أنحاء العالم إلى «إسرائيل».

وبمجرد حصولهم على امتيازات تمنح لهذه الفئة، مثل جواز سفر إسرائيلي و«سلة استيعاب» تشمل إعفاءات ضريبية على كافة السلع، يغادرون بعد ذلك إلى موطنهم الأصلي، سواء في دول الاتحاد السوفييتي السابق (وخاصة روسيا) أو إلى دول أخرى، وغالباً ما يتخلون سريعاً عن العيش في «إسرائيل».

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية اليمينية نهاية نوفمبر الماضي، فإن «أوساط الناطقين بالروسية في إسرائيل يتحدثون عن تجارة كاملة، حيث يصل هؤلاء إلى إسرائيل لفترة قصيرة، وأحياناً تكون ليوم واحد، ومن دون مغادرة المطار، وبعد حصولهم على جواز السفر يصعدون إلى الطائرة ويغادرون».

وتؤكد الصحيفة: «طرأ تغيير كبير على هذه الظاهرة عقب سن قانون جوازات السفر في عام 2017. وبموجب هذا القانون، بإمكان المهاجرين الجدد الحصول على جواز سفر خلال ثلاثة أشهر، بدلا من الانتظار سنة كاملة وفقاً للقانون القديم».

وحسب معطيات وزارة الاستيعاب والهجرة الإسرائيلية، «هاجر إلى إسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة (59,563) شخصاً من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وحصل 86% منهم على الإعفاءات الضريبية والمنح المالية، و14% لم يستغلوا حقهم هذا.

ويعني ذلك أن قرابة (8500) لا يعيشون في إسرائيل». وقال مسؤول في «الوكالة اليهودية»: «هذه الظاهرة معروفة لدينا، وعدد الذين أرادوا الحصول على جواز سفر إسرائيل مع عدم البقاء فيها أعلى من المعطيات أعلاه.

أعتقد أن 25% ممن يهبطون هنا كمهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، هاجروا من أجل جواز السفر وبعد الحصول عليه غادروا البلاد مباشرة‏». وأضاف المسؤول:

«إن قسماً من هؤلاء الأشخاص يصلون ويمكثون عدة أسابيع، فيحصلون على جزء من الامتيازات والمنح المالية ثم يغادرون. وهم لا يظهرون في إحصائيات الـ14%».

وعلى صعيد متمم، ووفقاً لمعطيات نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية، بناءً على طلب من جمعية «حدوش» (حرية دينية ومساواة)، فإنه «ومنذ بداية عام 2012 وحتى نهاية أكتوبر 2019، وصل (179849) مهاجراً إلى إسرائيل، منهم (25375) فقط يهوداً. وفي المقابل، لا تعترف وزارة الداخلية الإسرائيلية، ولا الشريعة اليهودية كما تنص الحاخامية الرئيسية، بيهودية (154474) منهم، أي حوالي ستة أشخاص من بين كل سبعة».

وبالمقابل، تُقدم أعداد متزايدة من الإسرائيليين على تقديم طلبات للحصول على جواز السفر البرتغالي، بعدما أقرت البرتغال قانوناً مطلع عام 2015 يقضي «بإمكان اليهود من جميع أنحاء العالم الحصول على الجنسية البرتغالية، في إطار تصحيح الغبن التاريخي بطرد يهود إسبانيا والبرتغال، إثر سقوط الدولة العربية في الأندلس، في نهاية القرن الخامس عشر».

ويؤكد تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه «حتى نهاية أبريل الماضي، قدم 45,086 يهودياً من أنحاء العالم، بينهم 32,622 يهودياً إسرائيلياً (أي ما نسبته 72%)، طلبات من أجل الحصول على جواز السفر البرتغالي».

ووفق تقرير نشرته الحكومة البرتغالية، وقامت بتحليله شركة «باسبوتوغو» الإسرائيلية المتخصصة في استصدار جوازات سفر أوروبية:

فإن «عدد الإسرائيليين الذين يقدمون طلبات للحصول على جواز السفر البرتغالي تزايد بشكل كبير، عاماً بعد آخر، حيث تم في عام 2018 تقديم 13,872 طلباً من أنحاء العالم، بينها 10,953 طلباً من إسرائيل (79%)، وفي عام 2019 تم تقديم 18,604 طلبات من أنحاء العالم، بينها 15,500 طلب من إسرائيل (84%)».

ويقول المحامي «موطي كوهين»، من شركة «باسبوتوغو»، إنه من المتوقع في السنوات المقبلة أن ترتفع أعداد الطلبات، وأن تتضاعف عدة مرات أعداد الإسرائيليين حاملي الجنسية البرتغالية، وفقا للقانون الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2015.

أزمة الهجرة المعاكسة من أهم التحديات التي تواجه إسرائيل. وإن كانت الدولة الصهيونية قد لجأت حتى إلى استقدام اليهود الأفارقة للإسهام في معالجة هذه الأزمة، فإن من أبرز أسباب تعاظم خطر الهجرة المعاكسة تراجع شعور اليهود في البلدان الغربية بالتماهي مع الدولة العبرية، ناهيك عن الانتماء إليها في ظل تعاظم نفوذ التيار الديني المتطرف الطاغي على مختلف مناحي الحياة الإسرائيلية.

وقبل أيام، أظهرت بيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أنه «في الفترة من 1948 إلى 2017، غادر حوالي (732000) إسرائيلي إلى الخارج ولم يعودوا»، مع ملاحظة أن هذا العدد لا يشمل أولادهم الذين ولدوا في الخارج!

* د. أسعد عبد الرحمن كاتب وباحث فلسطيني

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية