أعلن حلف شمال الأطلسي «ناتو» عزمه متابعة التطورات على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي بشكل وثيق جدا، بناء على طلب تركيا.
وأدان الحلف بشدة الهجمات الإرهابية ضد تركيا، وعبر عن تعازيه للحكومة التركية وعائلات الضحايا في سروج وغيرها من الهجمات ضد الشرطة وضباط الجيش.
وجاء في بيان صحفي عقب اجتماع لـ«الناتو»، اليوم الثلاثاء، في بروكسل «إن مجلس سفراء ناتو ناقشوا في اجتماعهم اليوم، التهديدات ضد تركيا، بناء على طلبها، و ذلك في إطار مشاورات بموجب المادة 4 من معاهدة واشنطن، التي تنص على أن أعضاء الحلف يتشاورون كلما، شعر واحد منهم، بتهديد لسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي».
وأوضح البيان أن الإرهاب يشكل تهديدا مباشرا لأمن دول حلف شمال الأطلسي والاستقرار والرخاء الدولي.
واعتبر الحلف أن الإرهاب تهديد عالمي لا يعترف بالحدود أو الجنسية أو الدين، وأنه تحد يجب على المجتمع الدولي أن يتصدى له ويكافح جميع أشكاله ومظاهره، وأنه لا يمكن التسامح مع مرتكبيه أو تبريره، اعتبارا أن أمن التحالف غير قابل للتجزئة، مؤكدا تضامنه الكامل مع تركيا.
وتسعى تركيا إلى كسب دعم معنوي لحملتها ضد المسلحين في سوريا والعراق، فيما تهون أنقرة والحلف من فكرة طلب مساعدة عسكرية من الحلفاء.
وأكد الأمين العام للحلف «ينس شتولتنبرج» أن الحلف يتضامن بقوة مع تركيا في وجه ما سماها الأعمال الإرهابية وعدم الاستقرار على حدودها الجنوبية.
وقال «يشتولتنبرج» في بداية الاجتماع الذي تشارك فيه الدول الأعضاء الـ28 جميعا بناء على طلب من تركيا «إن الناتو يراقب التطورات عن كثب ويتضامن بقوة مع حليفته تركيا في وجه الأعمال الإرهابية الفظيعة على حدودها الجنوبية».
وأضاف أن هذا الاجتماع فرصة للتصدي لعدم الاستقرار على أبواب تركيا وعلى حدود الحلف، مؤكدا أن الإرهاب بكل أشكاله لا يمكن تبريره أو التسامح معه.
وطلبت تركيا إجراء مشاورات عاجلة مع شركائها في الحلف والبالغ عددهم 27 دولة في بروكسل بعد أن صعدت دورها في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بشن الغارات الجوية، كما استهدفت معسكرات لـ«حزب العمال الكردستاني» بالعراق مطلع الأسبوع الجاري.
وقال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» في مقابلة تلفزيونية أمس الإثنين إن من المهم أن يفهم الحلف نوايانا على نحو صحيح، لكن لن يتم السعي إلى الحصول على دعم أمني من الحلفاء إلا إذا احتاجت تركيا له.
ولا تسعى تركيا وراء البند الخامس الذي يلزم الحلفاء ببحث تقديم مساعدة عسكرية، ولجأت أنقرة إلى البند الرابع مرتين عام 2012 لطلب إجراء مشاورات مع حلفائها بشأن الصراع في سوريا خاصة بعد اشتباك جوي مع دمشق.
وقال أشخاص مطلعون على المناقشات إن تركيا لم تطلب خلال الاستعدادات لاجتماع اليوم أي دعم جوي أو بري من شركائها في الحلف.
وتحدث «ينس شتولتنبرج» الأمين العام للحلف مع «داود أوغلو» يوم الجمعة وقال إنه أثنى على عزم تركيا على التعامل مع «الدولة الإسلامية».
وقدمت الولايات المتحدة بعض التنازلات عن طريق التعهد بالعمل مع تركيا على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا للنازحين بسبب الحرب الأهلية مما سيخفف بعض ضغوط اللاجئين عن كاهل أنقرة.
ويقوم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بدور نشط في قتال مسلحي التنظيم في الوقت الحالي بعد سنوات من الغموض بشأن دعمه للمقاتلين في سوريا لكن تغير سياسته جاء مصحوبا بهجوم على جماعات كردية تحظى ببعض التعاطف في الغرب خاصة أوروبا.
وعبرت المفوضية الأوروبية أمس الإثنين عن دعمها لحق تركيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، فيما أكدت على الحاجة لبقاء عملية التسوية مع الشعب الكردي في مسارها.