المونيتور: المصالحة بين حماس والسعودية وصلت لطريق مسدود

الثلاثاء 28 يناير 2020 01:21 م

فشلت المصالحة الهادفة لإعادة إنعاش العلاقة بين السعودية و"حماس"، حيث فرضت المملكة شروطًا رفضتها الحركة.

وضع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" شرطًا قبل المصالحة مع "حماس"؛ يتمثل بإلزام الحركة بحل خلافاتها مع الولايات المتحدة، وهذا يعني أن على "حماس" أن تعترف بـ(إسرائيل) وبحقها في الوجود، وهو ما ترفضه "حماس".

مشكلة المعتقلين

ساد التوتر في علاقات السعودية مع "حماس" منذ أن طالب وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" في عام 2017 قطر بوقف دعمها لـ"حماس" وغيرها من الجماعات التي وصفها بالمتطرفة.

كما أدت الاعتقالات السعودية في العام الماضي لأعضاء من "حماس" ومتعاطفين معها إلى تفاقم الوضع، في أبريل/نيسان ومايو/أيار، اعتقلت السعودية أكثر من 60 فلسطينيًا وأردنيًا وسعوديًا بتهمة التعاطف مع "حماس" وجمع التبرعات للحركة، كما تضمنت الحملة السعودية تجميد أصول بعض المعتقلين والإشراف على المعاملات المالية.

وقال "محمود الزهار"، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، لموقع "بالتوداي" الإخباري يوم 13 يناير/كانون الثاني، إن مشكلة المتعاطفين مع "حماس" المعتقلين في السعودية لم تحل بعد.

كما قال مصدر فلسطيني مطلع على قضية المعتقلين في السعودية لـ"المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "مصر والكويت وتركيا ولبنان هم الوسطاء الرئيسيون الذين سعوا لاستعادة العلاقات بين السعودية وحماس. وقد أدت جهودهم المستمرة منذ مايو/أيار 2019 إلى إطلاق سراح بعض المعتقلين الأردنيين والسعوديين والفلسطينيين وترحيل فلسطينيين وأردنيين آخرين إلى الأردن".

وأضاف أن" قيادة حماس استثمرت في علاقاتها مع المسؤولين السعوديين لحل الأزمة، لأنها ترغب في تجنب قطيعة كاملة مع السعودية".

وصرح عضو المكتب السياسي لحركة حماس "صلاح البردويل"، لصحيفة "فلسطين" (مقرها غزة) في 13 يناير/كانون الثاني، أن السعودية أطلقت سراح بعض أعضاء "حماس" مؤخراً، لكنه لم يشر إلى عدد الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم أو جنسياتهم.

وأكد "البردويل" أن "حماس" تسعى لتعزيز العلاقات مع الرياض وأن علاقاتهما الثنائية ليست معادية ولا متناقضة.

ومع ذلك، نشرت صحيفة "مكة" السعودية في مايو/أيار قائمة تضم 40 شخصية إسلامية وصفتهم بالإرهابيين، وتضم القائمة مؤسس "حماس"، الشيخ "أحمد ياسين" (قتل على يد (إسرائيل) في 2004)، وكبار قادة "حماس" مثل "إسماعيل هنية" و"خالد مشعل" و"يحيى السنوار" و"محمد الضيف". (تمت إزالة المقال من الموقع الإلكتروني بعد ساعات قليلة من نشره).

وقال "حازم قاسم" المتحدث باسم "حماس" لـ "المونيتور" إن محاولة إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين "قضية إنسانية بحتة يجب فصلها عن الظروف السياسية".

وأضاف: "لقد تواصلنا مع بعض الأطراف العربية والدولية لإنهاء معاناتهم. لم تتلق حماس أي مطالب مرتبطة بالطريقة التي يجب أن تدار بها علاقاتها الخارجية".

محاولات إنعاش العلاقة

منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، بدأ "هنية" جولة تشمل مصر وقطر وتركيا وإيران وسلطنة عمان، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيزور السعودية وسط هذا التوتر.

حاولت "المونيتور" أن تعرف من "حماس" ما إذا كان "هنية" سيزور الرياض، ولكن دون جدوى، كانت آخر زيارة لـ"حماس" إلى السعودية في يوليو/تموز 2015، حيث استضاف العاهل السعودي "سلمان بن عبد العزيز آل سعود" رئيس المكتب السياسي آنذاك "خالد مشعل".

وقال "وسام عفيفه"، المدير العام لقناة "الأقصى"، لـ"المونيتور": "على الرغم من الأزمة بين حماس والسعودية، فإن حماس لم تقطع علاقاتها بالكامل مع الرياض، وقد طلبت في الأشهر الأخيرة زيارة الرياض لتوضيح أي سوء فهم، لكن لم يتم تلقي رد".

وأضاف: "حماس لم تفرض أي شروط مقابل إعادة العلاقات مع السعودية، وإنما تريد أن تظل بعيدة عن أي استقطاب إقليمي، ولا تريد أن تطلب السعودية قطع العلاقات مع طهران. لم تقطع السعودية علاقاتها مع حماس، وحتى عندما أعلنت الرياض قائمتها للإرهابيين في عام 2017، لم تُضف حماس إلى القائمة".

ومع ذلك، قال: "إن الشروط السعودية لاستعادة العلاقات مع حماس هي جزء من صفقة القرن الأمريكية، والتي لن توافق عليها حماس".

لم يُكشف عن تفاصيل الصفقة، لكن الولايات المتحدة قالت إنها يُفترض أن تحل العداوة الإسرائيلية الفلسطينية وتحلَّ السلام في الشرق الأوسط.

الملاذ الإيراني

يأتي الحديث عن المصالحة الفاشلة مع الرياض في ضوء التقارب بين "حماس" وإيران، والذي أبرزته زيارة "هنية" التاريخية والمثيرة للجدل إلى حد كبير في السادس من يناير/كانون الثاني إلى طهران لحضور جنازة قائد فيلق القدس الإيراني اللواء "قاسم سليماني"، الذي اغتيل في 3 يناير/كانون الثاني بضربة أمريكية في بغداد.

دفعت زيارة "هنية" صحيفة "عكاظ" السعودية إلى القول إن "حماس" أصبحت تابعة أو رهينة لإيران.

من ناحية أخرى، قالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية في مقال رأي في 12 يناير/كانون الثاني إن الزيارة تهدف إلى إرسال رسالة إلى السعودية تفيد بأن المقاومة الفلسطينية قوية ومدعومة من ايران.

وقال "حسام الدجاني"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة، لـ"المونيتور": "منذ أن تم تعيين بن سلمان وليًا للعهد في عام 2017، تغيرت التوجهات السعودية نحو حماس، التي لجأت إلى إيران للحصول على مزيد من الدعم العسكري والمالي".

وأضاف: "على الرغم من النزاع الحالي بين السعودية وحماس، فإن البيئة الإستراتيجية يمكن أن تساعدهم على استعادة العلاقات، وإن كان ذلك تدريجياً. هذا في ضوء العلامات التي تشير إلى المصالحة القطرية السعودية. قد يتطلب هذا أن تدير حماس علاقاتها مع السعودية بطريقة أكثر حكمة. ترتبط الشروط السعودية للتصالح مع حماس بمبادرة السلام العربية [لإنهاء العداوات العربية الإسرائيلية] المعلنة في عام 2002، والرغبة السعودية في أن توافق الحركة على تلك المبادرة".

وبالرغم من أن "حماس" تأمل في التصالح مع السعودية، فإن إحياء الحركة للعلاقات مع إيران قد يضر بعملية المصالحة، تدرك "حماس" تمامًا الاستقطاب الإيراني السعودي الحاد، ويمكن للسعوديين إبطاء جهود استعادة العلاقات.

وبالرغم أن "حماس" أوضحت أنها تتخذ قراراتها بصرف النظر عن النفوذ الأجنبي، فإنه إذا استمر التوتر مع الرياض؛ يمكن لإيران أن ينتهي بها المطاف لتصبح ذات التأثير الحصري على "حماس"، وهو أمر لا تريده الرياض.

المصدر | عدنان أبوعامر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

النفوذ الايراني محمد بن سلمان حركة حماس

حماس تكشف تفاصيل صادمة عن تعذيب معتقليها في السعودية