رسائل الحارس المنيع.. قطر تعزز قدراتها الأمنية قبل مونديال 2022

الثلاثاء 31 مارس 2020 04:56 م

على مدار 20 يوما، أجرت قطر، مناورات "الحارس المنيع" لعام 2020، بمشاركة واسعة من عدة دول عربية وإقليمية ودولية، إضافة إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وشارك في المناورات، التي اختتمت، قبل أيام، القوات الخاصة القطرية، ووزارة الداخلية، وقوة الأمن الداخلي "لخويا"، والحرس الأميري، إضافة إلى قوات عسكرية من الأردن وتركيا والمغرب وباكستان وعمان والولايات المتحدة وفرنسا ورواندا.

ووفق وزارة "الدفاع" القطرية، فإن مناورات "الحارس المنيع"، جرت في المناطق الداخلية بأنحاء البلاد كافة، منها ملعب استاد الجنوب المونديالي، ومطار حمد الدولي، وسكك الحديد القطرية "الريل".

  • مونديال 2022

وتستهدف المناورات، في المقام الأول، رفع قدرات قطر الأمنية قبل استضافتها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقرر إقامتها، عام 2022، خلال الفترة من 21 نوفمبر/تشرين الثاني، حتى 18 ديسمبر/كانون الأول.

وتضمنت مناورات"الحارس المنيع" تطبيق عدة سيناريوهات لتهيئة وتدريب القوات المشاركة للاستجابة لأي تهديد أمني عابر للحدود.

وتحاكي المناورات الرد على التهديدات الأمنية المختلفة، ضمن خطط الدوحة لتأمين المونديال، الذي يقام للمرة الأولى في التاريخ، في دولة خليجية وعربية.

وركزت مناورات "الحارس المنيع"، التي شهدت مشاركة وحدة عسكرية مصغرة من المقر الرئيسي لقاعدة (MACDILL) الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية، على تدريبات مكافحة الإرهاب، وتطبيق المهام والواجبات التي تتطلب الاستجابة للأزمات الإرهابية بالتعاون والتنسيق مع الدول المشاركة.

  • تعاون ثنائي

وخلال السنوات الأخيرة، تعمل قطر على تعزيز قدرات قواتها، وتقوية التعاون والتنسيق المشترك مع دول أخرى، على مستوى تبادل المعلومات والخبرات في المجالات العسكرية والأمنية.

وتنتهج الدوحة خططا طموحة، لرفع قدراتها الأمنية والاستخباراتية، ليس بهدف الاستعداد للمونديال فحسب، بل تماشيا مع التهديدات التي تواجه المنطقة، لا سيما الحصار الخليجي المفروض عليها منذ 5 يونيو/حزيران 2017.

وخلال 2018، أوفدت الحكومة القطرية 70 ضابطا إلى روسيا، تم توزيعهم على عدة مدن؛ لاكتساب الخبرة في تأمين الملاعب والفرق والجماهير، خلال المونديال الماضي.

كذلك سعت قطر، بتنسيق مع دول عربية وغربية، لبحث تأمين الحدث الدولي لوجيستيا وبشريا، من خلال إبرام اتفاقات أمنية، والاستعانة بقوات من تلك الدول، وتبادل الخبرات لتنظيم نسخة مونديالية مشرفة للمنطقة العربية.

ومن المقرر أن تستقبل الأراضي القطرية 32 منتخبا من جميع أرجاء العالم، وأكثر من 1.5 مليون مشجع على مدار 28 يوما.

  • الشغب والطوارئ

وتمنح "الحارس المنيع" الدوحة، خيارات عدة للتعامل مع الأزمات والتهديدات المتوقعة المرتبطة بتجمعات المشجعين من جنسيات مختلفة، وإمكانية نشوب مشكلات أمنية بسبب التعصب الكروي.

إضافة إلى تلك المناورات، وعلى خط مواز، دفعت الشرطة القطرية، بعدد من عناصرها لتلقي تدريبات متنوعة في مدرسة الدرك للقوات الخاصة (الكوماندوز)، بولاية إزمير التركية.

وقدم مدربون وخبراء أتراك، تدريبات مختلفة لكوادر قطرية في مجال السيطرة على أحداث الشغب وتأمين الفعاليات الرياضية، وتوفير السلامة والأمن، وكيفية مواجهة حالات العنف، وإدارة الحشود، والإخلاء أثناء الطوارئ.

ويتيح البروتوكول المشترك بين البلدين، التعاون في تدابير مكافحة الجريمة خلال الأحداث الكبرى، وتدابير مكافحة الإرهاب، والمشاركة في البعثات الميدانية ذات الصلة باستضافة الأحداث الضخمة.

  • دعم أوروبي أمريكي

وتواصل قطر، تعزيز خبراتها وإمكاناتها، عبر الاستفادة من مدارس مختلفة، لها تاريخ في تنظيم الحدث العالمي، بهدف مواجهة أي تهديدات محتملة.

وفي العام 2019، وقعت قطر وفرنسا، اتفاقية أمنية تهدف إلى "بناء شراكة استراتيجية للتحضير لكأس العالم 2022، وإدارة أمن الحدث الرياضي البارز"، بحسب بيان رسمي.

كذلك توفر الاتفاقية الموقعة مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، استقدام خبراء أمنيين من جميع أرجاء العالم، وتقديم الدعم والاستشارة لقطر في مجال الاستشارات الأمنية، والممارسات الأمنية الخاصة بالملاعب والمنشآت.

وسينفذ سلاح الجو البريطاني طلعات مشتركة مع نظيره القطري، خلال نهائيات كأس العالم، بموجب الاتفاق الموقع في أبريل/نيسان 2018، في إطار تأمين المونديال من أي هجمات إرهابية.

وتقدم الولايات المتحدة دعما للدوحة، ضمن اتفاق تعاون ثنائي أمني يشمل بشكل خاص مجال الأمن السيبراني.

  • فوائد أخرى

وتسعى قطر، لتأهيل وتدريب نحو 20 ألف شخص إلى إجراءات أمن وسلامة الملاعب استعداداً للبطولة الكبرى، تلبية لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

ووفقا للاتحاد، فإن المخاطر التي قد تواجه الدولة المستضيفة لكأس العالم، تمثل في التوترات السياسية، أو العداوة التاريخية بين المنتخبات والجماهير، ومدى القدرة على السيطرة على الحشود، والكوارث الطبيعية، والتهديدات الإرهابية.

ومع تزايد خطر التنظيمات الإرهابية حول العالم، تبرز الحاجة الملحة لرفع مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية لمنع أي اختراق أمني للمونديال، أو تسلل أي خطر عبر الحدود، أو من خلال تدفقات الجماهير، التي قد تضم عناصر مخربة.

ولا يمكن تجاهل قرب قطر من مناطق النزاع والتوتر، في العراق، وإيران، واليمن، وأفغانستان، ما قد يجعل الحدث العالمي هدفا لتظيمات مسلحة مثل "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، أو للذئاب المنفردة.

وتوفر تدريبات "الحارس المنيع"، التي تجرى سنويا، بمشاركة أمريكية أوروبية، غطاء أمنيا دوليا لقطر، لتسهيل الاستجابة لأي تهديد أمني، مع الأخذ في الاعتبار أن قطر لا تمتلك القوة الشرطية اللازمة لتأمين جميع الفعاليات بمفردها، بمعنى أنه سيتعين عليها الاستفادة من خدمات بعض حلفائها.

وتزداد مخاطر تأمين المونديال العالمي، مع استمرار الأزمة الخليجية للعام الثالث على التوالي، ووجود توتر سياسي بين الدوحة وعواصم خليجية أبرزها الرياض وأبوظبي، ما يزيد من العبء الملقى على كاهل الدوحة. 

من هنا تتعاظم أهمية أهداف ونتائج "الحارس المنيع"، في رفع قدرات قطر على مجابهة أية تهديد، مع منحها غطاء دوليا، يوفر لها شراكات عسكرية واستراتيجية، وعلاقات أمنية واستخباراتية، وثقلا إقليميا ودوليا حول العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية