استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخيط الرفيع بين «المؤامرة» و«الخرافة»

الجمعة 3 أبريل 2020 11:09 ص

الخيط الرفيع بين «المؤامرة» و«الخرافة»

إدارة ترامب تلقت مبكراً تقارير استخبارية تتحدث عن انتشار كورونا وآثاره المدمرة على حياة البشر والاقتصاد والأسواق.

ترامب المعتمد على «حدسه» ولا يقرأ لم يُعر التقارير أهمية بل «حلّ» وحدة محاربة الأوبئة بمجلس الأمن القومي و«سرّح» كادرها.

ينشط «العقل الخرافي» في «تأصيل» مصادر الداء وأسبابه والتذكير بـ«متنبئين» تناولوا الفيروس قبل سنين عديدة ولم يصغي إليهم أحد.

*     *     *

عقلية «المؤامرة»، كما «العقل الخرافي»، لا يتوقفان عن البحث عن كل ما هو غريب ونادر من النصوص، وتأويلها وفقاً للهوى والمزاج، حتى وإن استلزم الأمر، ليّ عنق الكلمات والحقائق والوقائع والتاريخ.

ثمة علاقة وطيدة بين العقليتين، وما بينهما ليس سوى خط رفيع فقط، والمؤسف أنهما ينتعشان في أزمنة الحرب والكوارث، تماماً مثلما يحصل اليوم، في زمن الجائحة!

إذ ينشط «العقل الخرافي» في «التأصيل» لمصادر الداء وأسبابه، والتذكير بكوكبة من «المتنبئين» الذين تناولوا الفيروس قبل سنين عديدة، من دون أن يصغي إليهم أحد من أبناء جيلهم.

هذه الأيام، يجري استحضار فيلم «Contagion»، المُنتج عام 2011، للمخرج ستيفن سودربرج، والذي يتنبأ بجائحة كورونا، بعد أن تحدث عن وباء انطلق من هونغ كونغ الصحية، وأودى بحياة 26 مليونا من البشر. وفي ظني، أن لا المخرج، ولا المنتج، خطر ببال أيٍ منهما، ما ذهب إليه العرّافون والمنجمون في أزمنة كورونا.

الشيء ذاته، ينطبق على رواية «عيون الظلام»، للكاتب دين كونتز، الصادرة في العام 1981، التي تناول مؤلفها حكاية الفيروس «ووهان – 400»، حيث صارت الحبكة الروائية، نبوءة تخفي وراءها مؤامرة، والمتآمرون في أزمتنا معروفون: الولايات المتحدة، وهم في قفص الاتهام حتى بعد أن تحولت بلادهم إلى مسرح كبير لعبث الفيروس وضرباته المميتة.

وصلني على «واتس آب»، فيديو قصير، لمقابلة يجريها إعلامي- رياضي عراقي مع لاعب أو حكم أو خبير آخر، لا أعرف، لكن اللافت في المقابلة جواب الخبير على سؤال الإعلامي بخصوص أولمبياد طوكيو، قبل أشهر من ظهور الفيروس.

حيث قال الخبير، إن الأولمبياد لن تجري في موعدها، ما عُدّ نبوءة تستبطن مؤامرة أيضاً، من دون أن يكلف مروجو الفيديو أنفسهم عناء السؤال عن موقع وأهمية هذا الخبير، وقدرته على سبر أغوار المؤامرات أو التوطئة لها.

تأسف حقيقة حين ترى سيلاً جارفاً من الانتقادات الموجهة لكبريات أجهزة الاستخبارات العالمية، لعجزها عن التنبؤ بالوباء.

وتأسف أكثر، حين ترى كتاباً مرموقين، في صحف عربية كبرى، ينضمون إلى هذه الجوقة، مع أن صحفاً عالمية كبرى، نشرت تحقيقات استقصائية رصينة، تؤكد أن التحذير من «الأوبئة» على هذه الشاكلة قديم نسبياً.

وأن إدارة الرئيس ترامب تلقت مبكراً، تقارير استخبارية تتحدث عن انتشار كورونا، وآثاره المدمرة على حياة البشر والاقتصاد والأسواق في الولايات المتحدة.

لكن الرئيس المعتمد على «حدسه»، والذي يفاخر بأنه لا يقرأ، لم يُعر هذه التقارير أية أهمية، وهو الذي سبق وأن «حلّ» وحدة محاربة الأوبئة في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض و«سرّح» كادرها.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية