28 عاما على طرد العرب من جزر الإمارات الثلاث

الخميس 23 أبريل 2020 10:59 ص

28 عاما مرت على قيام إيران بطرد جميع العرب من جزيرة "أبو موسى"، وترحيلهم إلى إمارة الشارقة الإماراتية في 22 أبريل/نيسان 1992.

خطوة كانت آنذاك واحدة من سلسلة تحركات إيرانية لإحكان سيطرتها على جزر "طنب الكبرى" و"طنب الصغرى" و"أبو موسى" في أزمة بدات تفاصيلها عام 1968.

ففي ذلك العام، منح البريطانيون لإيران الجزر الثلاث قبل انسحابهم من الإمارات. 

ودفع موقع الجزر الاستراتيجي، وغناها بالمعادن، إيران إلى السيطرة عليها عام 1971، قبل أن تنال الإمارات استقلالها عن بريطانيا بيومين فقط.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت الجزر الثلاث محل نزاع بين الإمارات وإيران، ويدّعي كل طرف بأحقية السيادة عليها.

ورغم صغر مساحة الجزر الثلاث، إلا أنها ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة جدا للبلدين؛ إذ تشرف على مضيق هرمز الذي يمر عبره يوميا حوالي 40% من الإنتاج العالمي من النفط.

ومن يسيطر على هذه الجزر يتحكم بحركة الملاحة البحرية في الخليج.

كما تتميز هذه الجزر بسواحلها العميقة؛ حيث تُستخدم كملجأ للغواصات، وهي غنية بالثروات الطبيعية مثل البترول وأوكسيد الحديد الأحمر وكبريتات الحديد والكبريت.

  • أبو موسى

تقع الجزيرة جنوب الخليج على بعد 94 كم من مضيق هرمز، وتبلغ مساحتها 12.8 كيلو مترا مربعا.

وفي سبتمبر/أيلول 1971، وقّع حاكم الشارقة "خالد القاسمي" على مذكرة تفاهم مع إيران برعاية بريطانيا، تنص على "تقاسم السيادة على جزيرة أبو موسى (الجزء الشمالي لإيران والجزء الجنوبي للشارقة) واقتسام عوائد نفطها"، دون أن يعترف كل طرف بسيادة الطرف الآخر عليها.

وفي مارس/آذار 1992، خيرت إيران والمقيمين من غير مواطني الإمارات بين حمل الهوية الإيرانية أو مغادرة الجزيرة نهائيا، قبل أن تقوم في 22 أبريل/نيسان من ذات العام بطرد كل العرب من الجزيرة، وترحيلهم إلى إمارة الشارقة الإماراتية.

وفي ذلك العام، نصبت إيران في الجزيرة صواريخ مضادة للسفن، وأقامت فيها قاعدة للحرس الثوري الإيراني، كما أقامت قاعدة بحرية فيها، ومطارا يربطها بمدينة بندر عباس الإيرانية.

وفي عام 2012، أقامت إيران محافظة جديدة سمتها "خليج فارس"، وجعلت من جزيرة أبو موسى مركزا لها.

  • جزيرتا طنب

أما طنب الكبرى، فتبلغ مساحتها ما يقرب 9 كيلومترات مربعة، وتقع شرقي الخليج العربي قرب مضيق هرمز، وتبعد حوالي 30 كيلومترا عن إمارة رأس الخيمة في الإمارات.

وكانت تتبع لإمارة رأس الخيمة قبل تأسيس الإمارات، وهي غنية بالثروة السمكية.

أما طنب الصغرى، فتتميز بتربتها الرملية والصخرية، ولا تتوفر فيها المياه الصالحة للشرب.

وتبعد الجزيرة حوالي 12.8 كيلومترا عن جزيرة طنب الكبرى غربا، ومساحتها 2 كيلو متر مربع فقط.

  • أزمة قديمة

يشار إلى أنه في عام 1819، شملت معاهدة الحماية بين حكام الخليج وبريطانيا الجزر الثلاث.

وكانت إيران حينها قوة إقليمية كبرى، وحاولت فرض سيطرتها على تلك الجزر عدة مرات في أعوام 1904 و1923 و1963، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.

وعندما أعلنت بريطانبا انسحابها من الجزر عام 1968، كانت الفرصة مواتية لإيران لفرض سيطرتها عليها، وأصبحت جزيرة أبو موسى تابعة لإيران.

واسم الجزيرة في الخرائط القديمة كان "بوماوف" أي "أرض المياه" بالفارسية.

ورغم الخلاف حول الجزر، إلا أن لغة المصالح الاقتصادية فرضت نفسها بين الغريمين؛ إذ تعد الإمارات الشريك التجاري الثاني لإيران دوليا، والأول عربيا وإسلاميا.

واستطاعت إيران الاستفادة من طبيعة الإمارات كمنطقة ترانزيت لتجاوز الحصار الخانق عليها، خلال فترة ما قبل الاتفاق النووي، ووجهت استثمارات إلى دبي بلغت 37 مليار دولار عام 2007.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزر الإماراتية الثلاث الجزر الإماراتية الجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى طنب الصغرى أبو موسى العلاقات الإماراتية الإيرانية

الإمارات تطالب إيران بإعادة جزرها المحتلة بالخليج طواعية

وثائق: صفقات سرية وراء ترك بريطانيا الخليج وسيطرة إيران على الجزر الإماراتية