استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الغضب اللبناني ساطع

الأحد 3 مايو 2020 07:14 ص

بكمامات أو بدونها، غير آبهين بما في الجو الملبد من «كورونات»، خرج اللبنانيون واللبنانيات إلى الشوارع، ثانية، في بيروت وطرابلس ومدن ومناطق أخرى.

مشهد يذكرنا بما كان عليه لبنان قبل أسابيع قليلة، لكن بجرعة أشد وأمرّ من الغضب والقهر هذه المرة؛ لأن الأمور ازدادت سوءاً وتوحشاً.

أتى «كورونا» كالهدية الثمينة غير المتوقعة لأساطين المال والفساد في لبنان وغير لبنان، فما عجزوا عنه خلال شهور بإعادة الناس إلى بيوتها ووقف الاحتجاجات، طوعاً أو قسراً، حققه لهم «كورونا»، حيث عاد الناس مكرهين إلى البيوت، دون أن يتحقق ما خرجوا إلى الشوارع من أجله.

لم يطل المكوث في البيوت طويلاً بالنسبة للبنانيين. لم يعد الموت من «كورونا» يخيفهم، فالموت من الجوع والقهر أكثر إيلاماً ومذلّة.

من بوسعه ألا يرى مقادير الغضب على أفواه وفي عيون أولئك الشبان والشابات الذين عادوا إلى الشوارع ثانية، محتجين على موجة الغلاء غير المسبوق بعد تسجيل الليرة اللبنانية مزيداً من الهبوط أمام الدولار، غير آبهين لا بهراوات ولا رصاص قوى الأمن التي أودت بحياة شاب في الشمال، فضلاً عن عدد من الجرحى.

هو المشهد المتكرر في شوارع مدننا. ما من قوة بوسعها إيقاف الغضب حين يبلغ درجة الغليان، فينفجر حشوداً من الشبان الذين يرون المستقبل مسدوداً في وجوههم، وهم الحالمون بغدٍ آخر.

يتعلمون فيه ويعملون وينعمون بالحياة الحرة الكريمة، في بلدان تمتلك لولا الفساد وسوء الإدارة كل مقومات تحقيق ذلك، لكنها لا تفعل؛ لأن همّ النخبة الفاسدة الحاكمة هو تأمين مصالحها والعيش الرغيد لها ولمن هم في محيطها الضيق المنتفع.

في لحظة الغضب هذه، تعود ماكينة «شيطنة» الاحتجاجات إلى سابق دورانها، وبأسرع ما يمكن من الوتائر. ويكثر الهرج والمرج من مشغلي الماكينة عن الفوضى العارمة التي سيدخل فيها البلد، وعن الانهيار التام، وشلل الحياة الاقتصادية.

لكن خطوة حقيقية جادة واحدة في اتجاه الحل لا تُتخذ؛ لأن هذا الحل هو في أن تتنازل نخبة الفساد عن استئثارها بالسلطة والمال، لا في تدوير وجوه رؤساء الحكومات أو الوزراء الذين لا يحلون ولا يعقدون. مجرد دمى على كراسٍ، تدار من خارج قاعات الاجتماعات.

هي نفسها اللحظة التي قرأنا عنها كثيراً، عندما تصل الناس إلى حال من عدم القدرة على العيش بالطريقة نفسها.

أما نخبة الحكم والفساد، فإنها تكابر وتصر على أنها ستواصل العيش بالطريقة التي اعتادتها غير آبهة بالغضب الساطع في الشوارع.

- د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية