«اندبندنت»: إيران تسعى لدور رسمي ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا

الأربعاء 19 أغسطس 2015 08:08 ص

قالت صحيفة «اندبندنت» إن إيران تسعى بشكل حثيث، حاليا، إلى أن يكون لها دور رسمي ضمن التحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، بينما تلعب بالفعل هذا الدور في العراق، لكن بشكل غير رسمي.

الصحيفة البريطانية أوضحت في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، أن إيران تمارس ضغوطا على الدول السنية المجاورة ليسمحوا لها بمساعدة التحالف الدولي الذي يواجه «الدولة الإسلامية» في العراق.

وأضافت أن «الإيرانيين يحاولون – في تحول بالغ الدلالة في سياستهم الخارجية – الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يواجه التنظيم في سوريا؛ وهو ما قد يمثل تحولا كبيرا في مسار الحرب الأهلية في هذا البلد العربي».

ولفتت إلى أن وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف» ناقش خلال زيارته إلى موسكو، خلال الأسبوع الحالي، انضمام إيران إلى التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية».

كما قام «ظريف» بزيارات إلى لبنان والكويت وقطر، في الفترة الأخيرة، بحثت الأمر ذاته.

كذلك، قام نائب وزير الخارجية الإيراني، «حسين أمير عبد اللهيان» بزيارة إلى السعودية؛ لبحث موضوع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وعقب لقاء مع نظيره الإيراني، مؤخرا، أكد وزير الخارجية القطري، «خالد العطية»، على وجود حاجة لإجراء «حوار جاد مع الإيرانيين» حول المخاوف الأمنية المتبادلة.

ويقول الإيرانيون إن إنهاء الصراع في اليمن، هو الأمر الأهم بالنسبة لهم حاليا.

لكن الانضمام إلى تحالف موسع ضد «الدولة الإسلامية» أصبح هدف عام بالنسبة لطهران، وفق «اندبندنت».

وتقوم إيران بدور في محاربة التنظيم في العراق بشكل من التنسيق – الذي يفرضه الأمر الواقع - مع واشنطن.

فبينما يشن الأمريكيون الغارات الجوية، تقوم جماعات مسلحة شيعية، تدعمها إيران، بخوض الحرب على الأرض.

وتكرر أمريكا مقولة إنها تدعم الجماعات الشيعية المعروفة باسم «قوات الحشد الشعبي» تحت قيادة بغداد. إلا أن هذه الجملة لم تعد بنفس الوضوح منذ معركة تكريت.

وتصر الدولتان على أنه ليس ثمة تخطيط عسكري مشترك بينهما.

والآن تريد إيران توسيع دورها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر التواجد بشكل رسمي في التحالف الدولي ضد التنظيم.

وفي هذه الصدد نقلت الصحيفة البريطانية عن دبلوماسي إيراني، لم تسمه، قوله: «ليس هناك حدود في الوقت الحالي بين سوريا والعراق، وقيادة تنظيم الدولة الإسلامية موجود في سوريا، وبالتالي فليس من الصحيح قصر الحملة على العراق. وهذا هو السبب الذي تحاول بريطانيا من أجله الانضمام إلى الولايات المتحدة في توسيع نطاق الضربات من العراق إلى سوريا. إيران بوسعها هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية».

معارضون ومؤيدون

إلا أن الصحيفة تعتقد أن الوجود الإيراني في سوريا سيكون أمرا شديد الصعوبة.

إذ أن الجماعات المسلحة، التي تقاتل حزب الله المدعوم من طهران، تعارض بشدة الوجود الإيراني على الأراضي السورية.

كما أن الإسرائيليين، الذين عارضوا الاتفاق النووي مع إيران، لن يقبلوا بوجود إيراني عبر حدودهم، وسيضغطون على واشنطن للحيلولة دون حدوث ذلك.

في المقابل، هناك أصوات تبدو مؤيدة لهذا الدور الإيراني في سوريا.

إذ قال وزير الخارجية الروسي، «سيرغى لافروف»، الشهر الماضي، إن توقيع الاتفاق النووي «أزال العقبة - المصطنعة إلى حد كبير – في سبيل تكوين تحالف أكبر لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية».

أيضا، رأت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، «فدريكا موغريني»، أن الاتفاق مع إيران «يفتح الطريق لمزيد من الثقة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

أما مصر التي تباعدت بهدوء عن قيادة قوات برية تابعة لجامعة الدول العربية في اليمن، وتواجه تزايدا في عمليات العنف التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء (شمال شرق)، فهي تسعى إلى إيجاد نوع من الشراكة الاستراتيجية الأمنية مع إيران، وتحاول أن تتوسط بين طهران والرياض طبقا لما يقوله «محمد حسنين هيكل»، الكاتب المصري المعروف.

وتنهي صحيفة «اندبندنت» تقريرها بعبارة لدبلوماسي إيراني، لم تسمه، قال فيها إن «الوقت قد حان لننحي جانبا خلافات الماضي ونواجه العدو المشترك. لقد توصلنا إلى اتفاقية حول الملف النووي البالغ التعقيد، فلماذا لا يمكننا التوصل إلى اتفاق بشأن محاربة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية؟».

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا العراق الدولة الإسلامية التحالف الدولي

إيران النووية ... ما الذي تغيّر؟

هل الصراع هو الخيار الوحيد مع إيران؟

بعد الاتفاق النووي .. إيران تريد سوريا

طهران تؤكد مساعي قطرية عمانية لعقد محادثات إيرانية خليجية

العرب وإيران والحوار المطلوب

مشروع استند إلى قواعد هشة من البداية

ضباب الديبلوماسية في سوريا

محددات السياسة الإسلامية للدول الكبرى