استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حرب باردة بين أميركا والصين

الثلاثاء 19 مايو 2020 11:46 م

حرب باردة بين أميركا والصين

الصين منافس لأميركا أكثر قوة بكثير مما كان عليه الاتحاد السوفييتي.

خاضت أميركا مغامرات عسكرية كارثية جعلت جيل الأميركيين الحالي يفقد قناعاته المبدئية التي هزمت السوفييت!

*     *     *

بعدما تعرض الرئيس دونالد ترامب لانتقادات بشأن تعامله مع أزمة وباء «كورونا»، تحركت إدارته وحزبه الجمهوري لتحميل الصين مسؤولية وفاة أكثر من من 80 ألف أمريكي.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن «هناك قدراً كبيراً من الأدلة» على أن الفيروس بدأ انتشاره من مختبر في مدينة ووهان الصينية.

وقال ترامب في إشارة إلى انتشار الوباء على نطاق واسع في أمريكا: «هذا أسوأ من بيرل هاربور. هذا أسوأ من المركز التجاري العالمي. لم نتعرض يوماً أبداً لهجوم من هذا النوع... وقد كان من الممكن وقف انتشاره في الصين. كان يجب وقف انتشاره عند مصدره بالذات».

وذهب مسؤولو الحملة الانتخابية لترامب إلى حد إطلاق لقب «بايدن بكين» على السياسي الأمريكي جو بايدن، المرجح أن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة ضد ترامب أواخر هذا العام، وذلك بسبب سجل علاقاته الجيدة مع الصين.

ولكن ما هي الحقيقة التاريخية؟

في ما يتعلق بالصين، ترامب هو أول رئيس أمريكي واقعي منذ عقود. ولكن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي تبنى مواقف معادية للصين، بينما كانت تزداد تقدماً وقوة وتتفوق على بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا واليابان، لتصبح القوة العالمية الثانية في القرن الحادي والعشرين.

كما أخذ كلا الحزبين يندد بالفائض الصيني في ميزان التجارة مع الولايات المتحدة، الذي ارتفع الآن إلى نحو 500 مليار دولار في السنة.

والصورة المنتشرة عن الصين في أمريكا اليوم هي صورة صين جبارة وخبيثة.

ولكن ماذا يجب أن نفعل الآن ؟. هل نتعايش مع قوة صاعدة وتوسعية؟ أم يجب أن نخوض ضدها حرباً باردة على مدى عقود مثل تلك التي انتصرنا فيها على الاتحاد السوفيتي؟

في الحقيقة، الولايات المتحدة انتصرت في الحرب الباردة بسبب أفضليات لم نعد نمتلكها بمواجهة الصين في العام 2020. فمنذ العام 1949 وحتى العام 1989، تمكن حلف الأطلسي المدعوم بانتشار 300 ألف جندي أمريكي في أوروبا من «احتواء» الاتحاد السوفييتي. وفي الوقت ذاته، فازت أمريكا في المعركة من أجل كسب القلوب والعقول عبر العالم.

علاوة على ذلك، الهويات القومية المتعددة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي بقيت حية دائماً.

ولكن صين اليوم لا تعاني مثل تلك المشكلات. فخلافاً للاتحاد السوفييتي، الصين لديها كثافة سكانية تبلغ أربعة أضعاف سكان الولايات المتحدة. وبينما عجز الاتحاد السوفييتي عن منافسة الولايات المتحدة اقتصادياً وتكنولوجياً، فإن الصين هي اليوم منافس فعال.

علاوة على ذلك، إذا بدأنا حرباً باردة ثانية ضد الصين، فلن نبدأ من مركز القوة الذي تمتعنا به في مواجهة الاتحاد السوفييتي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث لم تكن الولايات المتحدة قد تعرضت لأية أضرار مادية في تلك الحرب، خلافاً للاتحاد السوفييتي الذي خرج من الحرب مدمراً.

وبينما كان الاتحاد السوفييتي يضم 15 قومية عرقية متنافسة، فإن قومية - أو شعب - الهان تعد اليوم مليار نسمة من بين سكان الصين ال 1.4 مليار.

وهل لدى الصين نقاط ضعف؟ الصين مرهوبة من قبل جيرانها وتفتقد ثقتهم، وهي تسيطر على أراض هندية استولت عليها منذ حرب البلدين في أوائل الستينات.

وهي تعلن سيادتها على كل بحر الصين الجنوبي، الذي تنازعها في السيادة عليه فيتنام، وماليزيا، وسنغافورة، وإندونيسيا، والفلبين وتايوان.

وحتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديه أسباب للارتياب بتعاظم قوة الصين.

وفي الواقع، الصين منافس لأمريكا أكثر قوة بكثير مما كان عليه الاتحاد السوفييتي.

كما أن أمريكا اليوم لم تعد أمريكا رونالد ريغان في الثمانينات، باقتصادها الحيوي وحيوية إيديولوجيتها الديمقراطية.

* باتريك بيوكانن سياسي وكاتب أمريكي عَمِل في ثلاث إدارات أمريكية. 

المصدر | موقع «ذا أمريكان كونسرفاتيف»

  كلمات مفتاحية