استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تحتمل أمريكا والعالم ولاية ثانية لترامب؟

الاثنين 8 يونيو 2020 06:36 ص

  • المعضلة الحقيقية هي في نمط الهوية الذي تعبّر عنه شخصية ترامب وسياساته.
  • اختار ترامب صبّ الزيت على النار كما وصفه العديد من الجمهوريين عدا خصومه من ديمقراطيين وسواهم.
  • حظوظ ترامب الانتخابية تأثرت سلبًا لكنها قائمة لاعتماده على قاعدة صلبة تتماهى مع تعصّباته ولا تقبل مغادرته المشهد.
  • يعتمد المرشح الديمقراطي "القوة الناعمة" محاولاً الاستفادة من أخطاء منافسه لكن تلك الأخطاء هي التي تعزّز شعبية ترامب.

*     *     *

لم يخطئ دونالد ترامب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأمريكي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل الغاضبة.

ودون التوقّف عند الجريمة في حدّ ذاتها، ليكون واضحاً بعدم التمييز بين اللونين، وحاسماً بعدم التساهل مع شرطي يفترض أنه ممثل للقانون، لكنه بالغ في استخدام سلطته. والأهم أن الموقف المنطقي المتوقّع من الرئيس أن يلتزم خطاب تهدئة، وتوحيد مختلف فئات الشعب.

غير أن ترامب اختار صبّ الزيت على النار، كما وصفه العديد من جمهوريي حزبه، عدا خصومه من ديمقراطيين وسواهم.

مشاهد التظاهرات الصاخبة وما رافقها من أعمال عنف وتخريب ونهب غزت العالم واستوقفته بل أخافته، فأمريكا مركز النظام الدولي، وكل ما يحدث فيها ينعكس على خارجها، أيّاً تكن درجة التأثر به من حلفاء وأصدقاء وأعداء، حتى لو بدا هؤلاء جميعاً موزّعين بين الاستنكار (الدول الغربية)، والشماتة (الصين وإيران)، واللامبالاة (روسيا)!

ليس هيّناً أن تستعيد أمريكا مناخات الصراع العنصري، بعدما أوحت بأنها عالجته وتجاوزته بوسائل شتّى بينها القوانين. لكن مَن تابع مسيرة ترامب من حملته الانتخابية إلى دخوله البيت الأبيض لم يُفاجأ، ومَن حلّل استجابته لأحداث شارلوتسفيل عام 2017 لم ينسَ محاباته مجموعات متطرفة من البيض دخلت في مواجهة مع السود.

لا يكفي لتفسير ذلك القول إن الناخبين الأفرو- أمريكيين لم يصوّتوا لترامب، أو إنه لا يعوّل عليهم لإعادة انتخابه، فالمعضلة الحقيقية هي في نمط الهوية الذي تعبّر عنه شخصيته وسياساته.

فغداة انتخابه عام 2016 ذهب مفكرون ومحلّلون بأنه سيقود أمريكا إلى انقسام حاد في أفضل الأحوال، وإلى حرب أهلية في أسوأها.

في الأحداث الأخيرة كانت ظواهر الانقسام جليّة في تفجّر المشكلة الاجتماعية على خلفية "العنصرية المؤسساتية" (وفقاً لتعبير جو بايدن)، وكادت عناصر الحرب الأهلية تتجمّع بعدما وصف ترامب المحتجّين بـ"الفوضويين والسارقين وقطّاع الطرق".

وراح يحرّض حكام الولايات والحرس الوطني على التعامل معهم بالقوّة، وصولاً إلى التلويح بإنزال الجيش ليعيد الهدوء إلى الشارع، غير أن قادة الأمن لم يستمعوا إليه فيما أحبط البنتاغون دعواته.

وفي الأثناء خرج إلى العلن، للمرّة الثانية، حديثٌ عن "ميليشيات" مسلحة من أنصار ترامب مستعدة لمواجهة المتظاهرين. وبات محلّلون يستندون إلى وجود مثل هذه الميليشيات لتوقّع معركة انتخابات رئاسية "شرسة" للغاية.

كان من الطبيعي والمنطقي أن تُستعاد صورٌ لفلسطينيين قتلهم إسرائيليون وسوريين قتلهم أسديّون بالطريقة التي قُتل بها فلويد، بل بأبشع منها، ولذلك أشار بعض الإعلام الأمريكي إلى أن ترامب يتصرّف على غرار المستبدّين. والمسألة الأكثر إقلاقاً الآن تُطرح في السؤال: هل تحتمل أمريكا "والعالم" أربع سنين ترامبية أخرى؟

كان هذا الرئيس بشّر بـ"أمريكا عظيمة مجدّداً"، فإذا به يكاد يحطمها، لولا أنها أعظم منه. ومع أنه أخفق في إدارة أزمة تفشي الوباء الكوروني، وليس مرجّحاً أن ينهض بالاقتصاد في غضون الشهور المقبلة، فإن حظوظه الانتخابية تأثرت سلباً، إلا أنها لا تزال كبيرة، نظراً إلى اعتماده على قاعدة صلبة (40%) متماهية مع أهدافه وتعصّباته ولا تقبل بسهولة مغادرته المشهد.

وهذا يتناقض جذريّاً مع "القوة الناعمة" التي يعتمدها المرشح الديمقراطي، محاولاً الاستفادة من أخطاء منافسه، لكن تلك الأخطاء هي التي تعزّز شعبية ترامب.

  • عبدالوهاب بدرخان - كاتب صحفي لبناني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية