استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

(إسرائيل) ومخاطر الضم

الجمعة 12 يونيو 2020 06:31 ص

(إسرائيل) ومخاطر الضم  

ستكتسب حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عالميا زخماً أكبر.

التطبيع مع الدول العربية سيتوقف إذا ضمت أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية.

يستبعد أن تدين دول أوروبا (إسرائيل) أو تتخذ إجراءات لمعاقبتها إذا ضمت أراضي فلسطينية.

ضم غور الأردن لإسرائيل يعني حصار الفلسطينيين بالضفة الغربية وإخضاعهم لنظام فصل عنصري وهو ما لا يتقبله المجتمع الدولي.

*     *     *

أصدرت المحكمة العليا «الإسرائيلية» حكماً يقضي بأن بنيامين نتنياهو، مؤهل لتولي منصب رئيس الوزراء، على الرغم من أنه يواجه اتهامات قضائية بالفساد.

جاء الحكم في أعقاب اتفاق نتنياهو مع بنيامين (بيني) جانتس، زعيم ائتلاف «أزرق أبيض»، للتناوب على تولي منصب رئيس الوزراء كل 18 شهراً.

والبند الأول في برنامج عمل نتنياهو، هو ضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها مساحات كبيرة في وادي الأردن.

وقد لخص البروفيسور في الجامعة العبرية إيلي بوده اعتقاد حزب الليكود بزعامة نتنياهو بأنه يستطيع تنفيذ إجراءات الضم هذه، إذا بدأ تنفيذها، في وقت مبكر على النحو التالي:

أولاً: أنظار دول العالم تتركز حالياً على أزمة وباء «كورونا»، ولهذا فالعالم لن يركز كثيراً على النزاع بين «إسرائيل» والفلسطينيين.

ثانياً: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم الإجراءات التي يتخذها حلفاء أمريكا، وهو لن يبالي بعدم وجود إجماع دولي (حيث إن الاتحاد الأوروبي والصين حذرا نتنياهو من مغبة الضم).

ثالثاً: العالم العربي يركز على مشكلات داخلية، وهو منشغل أساساً اليوم بالتعامل مع وباء «كورونا».

وتفكير حزب الليكود هذا واقعي، في حين تبدو حسابات نتنياهو أيضاً واقعية، ما يعني أن رئيس الوزراء الحالي لن يواجه عقبات جدية.

وفي الوقت الراهن، يبدو من المستبعد أن تتخذ الدول العربية إجراءات قاسية ضد «إسرائيل» في حال نفذت عملية ضم أراضٍ فلسطينية. وتركيا أيضاً لن تتخذ على الأرجح أي إجراءات مضادة، حيث إن تجارتها مع «إسرائيل»، بما فيها صفقات أسلحة، تزدهر رغم موقف الرئيس رجب طيب أردوغان المؤيد للفلسطينيين.

وفي ما يتعلق بإيران، فإن اقتصادها يعاني أزمات نتيجة للعقوبات الأمريكية ولوباء «كورونا».

أما أوروبا، فليست لديها الإرادة أو الوسائل للانشغال في الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، خصوصاً أنها تخشى اتهامها بمعاداة السامية نتيجة لتاريخ طويل من اضطهاد اليهود. وهذا يعني أنه من المستبعد أن تدين الدول الأوروبية «إسرائيل» أو تتخذ إجراءات عملية لمعاقبتها، في حال ضمت أراضي فلسطينية.

لكن رغم كل ذلك، سيتسبب ضم أراضٍ فلسطينية في أضرار لـ«إسرائيل»:

1. تأمل «إسرائيل» توسيع عملية تطبيع علاقاتها مع العالم العربي، ولكن مثل هذا التطبيع سيتوقف إذا ضمت أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية.

2. في حال ضمت «إسرائيل» وادي الأردن، فسيعني ذلك أنها ستحاصر كلياً الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث إنه لن تكون لديهم عندئذ حدود مع الأردن، وهذا سيعني حتماً إخضاع هؤلاء الفلسطينيين لنظام فصل عنصري، وهو ما لن يتقبله المجتمع الدولي.

3. ضم أراضٍ فلسطينية سيزيد حتماً الضغوط الدولية على «إسرائيل»؛ ذلك أن مثل هذا الضم سيجعل من المستحيل عملياً تطبيق حل الدولتين.

4. حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات وهي حركة عالمية ستكتسب زخماً أكبر.

وقد استحدث نتنياهو منصباً وزارياً من أجل محاربة هذه الحركة العالمية، وذهب إلى حد محاولة دفع الولايات المتحدة إلى إلغاء التعديل الأول للدستور الأمريكي (الذي يحظر صياغة أي قوانين تعيق الحرية الدينية، أو حرية التعبير وحرية الصحافة، أو حق التجمع السلمي).

كل ذلك يعني أن ضم أراضٍ فلسطينية لن يكون عملية سهلة بالنسبة ل«إسرائيل»؛ بل على العكس، سيتسبب لها في مشاكل كبرى على الصعيد الدولي، إضافة إلى أنها ستتحول إلى دولة فصل عنصري بشكل كامل، وكل ذلك سيتسبب لها في أضرار سياسية واقتصادية وإعلامية.

* د. خوان كول أكاديمي ومؤرخ أمريكي يحرر موقع «إنفورمد كومنت».

المصدر | إنفومد كومنت

  كلمات مفتاحية