استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الكراهية الرقمية

الاثنين 15 يونيو 2020 11:11 ص

الكراهية الرقمية

سياسات عنصرية ضد الأقليات والمهاجرين تجد تجلياتها في البنية التشريعية والإدارية للكثير من المجتمعات.

ما لا يقل خطورة عن الكذب والتضليل خطابات الكراهية المنطلقة من مشاعر وسياسات عنصرية وطائفية ومذهبية.

ليس ترامب وحده من ينشر معلومات مضللة، على «تويتر»، بمعايير إدارة المنصة ولا الوحيد الذي تحمل تغريداته رسائل مغرضة.

*     *     *

تتوالى الإجراءات التي تتخذها بعض منصات التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر»، بحجب أو إلغاء حسابات يشتبه في ارتباطها بمحاور أو أجندات ترى المنصة أنها تروج لخطابات مُوجهة، أو تنشر معلومات خاطئة ومغرضة.

والمؤكد أن خطوة «تويتر» بإرفاق بعض تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإشعارات تشير إلى أنها تتضمن معلومات كاذبة، نالت صيتاً فاق بكثير كافة الإجراءات المماثلة التي اتخذتها المنصة بحق حسابات أخرى عليها.

يعود الأمر بالطبع إلى كون ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وليس مجرد شخص يملك حساباً على المنصة، وبالتالي فإن أهمية ما ينشره على هذا الحساب من تغريدات ليست آتية من أهمية شخصه، إنما من أهمية المنصب الذي يتبوأه.

ليس ترامب وحده من ينشر معلومات مضللة، على «تويتر»، حسب المعايير المعتمدة لدى إدارة المنصة، ولا الوحيد الذي تحمل تغريداته رسائل مغرضة، سواء كان الأمر على «تويتر» نفسه، أو على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

لا يقف الأمر عند حدود الكاذب أو المضلل من المعلومات، فما لا يقل خطورة عنها، إن لم تكن تفوقها، خطابات الكراهية على كافة أنواعها، المنطلقة من مشاعر وسياسات عنصرية وطائفية ومذهبية، ومن خطابات مشبعة بمثل هذه المشاعر.

ومع أن الكثير منها يأتي مغلفاً بعبارات قد لا تكون مباشرة، أو أنه مصوغ داخل «خطابات» يسعى واضعوها لافتعال صفة الرصانة عليها، فإنها تساهم بدورها في تأجيج مشاعر الكراهية.

ما أثارته طريقة القتل الهمجي للمواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، طرحت بحدة واتساع غير مسبوقين، مسألة التمييز والاضطهاد الذي يتعرض له أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة وفي دول أوروبية وفي مناطق مختلفة من العالم.

بل وسلطت الضوء على مجمل السياسات العنصرية ضد الأقليات العرقية والدينية والقومية واللغوية وما إليها، وكذلك ضد المهاجرين في القارات والبلدان كافة.

هذه السياسات تجد تجلياتها في البنية التشريعية والإدارية للكثير من المجتمعات، وفي ممارسات الأمر الواقع التي وإن لم ينص عليها القانون لكنها أصبحت بمثابة أعراف وتقاليد متبعة!

ويجري تعزيز هذه السياسات بخطابات كراهية للآخر وإثارة الريبة فيه والخوف منه، وفي هذا فإن وسائل التواصل تحولت إلى حوامل لما بات يدعى ب «الكراهية الرقمية».

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية