استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما المشترك بين «الجامعة العربية» و«مؤتمر الأحزاب»؟

الخميس 18 يونيو 2020 07:20 ص

ما المشترك بين «الجامعة العربية» و«مؤتمر الأحزاب»؟

لماذا نشهد اليوم هرولة البعض للتطبيع مع إسرائيل بالضد من قرارات الإجماع والجامعة؟

ما من «جسم» سياسي في عالمنا العربي يشبه جامعة الدولة العربية أكثر من المؤتمر العام للأحزاب العربية!

«الجامعة العربية» و«مؤتمر الأحزاب» يتقاسمان انعدام الفاعلية والتأثير وكلاهما يكتفيان بإصدار بيانات الموسمية وبانتقائية شديدة.

*     *     *

قيل في الجامعة العربية أنها جامعة دول، وليست جامعة شعوب، أي أنها تمثل الأنظمة والحكومات العربية وليس «الجماهير العريضة» للأمة وشعوبها...

والأصل، أن الأحزاب العربية المنضوية في إطار مؤتمرها العام، تمثل شعوب الأمة بتطلعاتها وأشواقها. والمفارقة أن ثمة مشتركات كثيرة بين «الجسمين»، حتى وإن ظن البعض أنهما متعارضين ومتصارعين.

بل الحقيقة أنه ما من «جسم» سياسي في عالمنا العربي، يشبه جامعة الدولة العربية، أكثر من المؤتمر العام للأحزاب العربية. كلا «الجسمين»، الرسمي والشعبي، يتقاسمان انعدام الفاعلية والتأثير، كلاهما يكتفيان بإصدار البيانات الموسمية، وبانتقائية شديدة، وهي جهات متبدّلة عموماً، يتفاوت تأثيرها بتباين أوزانها بين حين إلى آخر.

كلاهماً أيضاً، استمرأ الجلوس على مقاعد النظّارة والمتفرجين، وحين تحين لحظة النزول إلى الملعب، توقعوا صدور بيان عرمرمي، لا يكتفي بالشجب والإدانة، أو الثناء والمديح، بل ويتهدد ويتوعد، يرغي ويزبد، وكأن الطامة الكبرى ستقع الآن أو بعد قليل.

القوى الفاعلة في النظام الرسمي العربي، تمارس أدوارها خارج منظومة الجامعة و«العمل العربي المشترك»، وأحياناً، حتى لا نقول غالباً، بالضد منه ومن توجهاته وقراراته، بدلالة ما نشهده اليوم من هرولة البعض للتطبيع مع إسرائيل بالضد من قرارات الإجماع والجامعة.

أما القوى الفاعلة في النظام الحزبي العربي، فتتحرك خارج منظومة «المؤتمر العام»، فهي تضيف من تشاء وقتما تشاء إلى «محور الممانعة والمقاومة»، وتميز بين إسلام وإسلاميين، وتتوزع بغير أنصاف بين جناحي المؤتمر: الإسلامي والقومي، ومنذ أن صارت سوريا «مسألة» لم يعد ثمة من جامع يجمع بين القوميين والإسلاميين، فقد تمايز القوم، وكل فريق اتجه صوب مرجعيته.

مؤتمر أحزاب، ومؤتمر قومي، ومؤتمر قومي إسلامي، وسلسلة لا تنتهي من الأطر والائتلافات، المفرغة من أي مضمون، يكتفي المشاركون فيها بترديد «النشيد المعروف» حول فلسطين وحتمية تحريرها وسوريا وضرورة دعمها، والمقاومة وضرورة تصعيدها، قبل أن يتوجه الجمع إلى حفل العشاء التكريمي الذي يوفر منصة للحديث لمن لم يسعفه الوقت وجدول الأعمال، من تفريغ «حمولته الخطابية» فوق رؤوس المستمعين وعلى مسامعهم.

شيء شبيه يحدث في جامعة الدول العربية، خطابات مملة، مقروءة سلفاً، يبعث إلقاؤها بلسان عربي، غير مبين، وبأصوات خفيضة ومرتجفة في العادة، يبعث على السأم والنعاس.

بل إن كثيرين من المتحلقين حول موائد الاجتماعات الفاخرة، ينتابهم النعاس، وتأخذهم سنة من نوم، ولطالما ضُبطوا متلبسين بهذه الفعلة من قبل عدسات المصورين...ينتهي الجمع، بمآدب جماعية وصور تذكارية ومراسم وداع تليق بالمُستقبل والمُودع.

إن كانت الجامعة العربية تنهض شاهداً على تآكل النظام (اقرأ اللانظام) العربي الرسمي، فإن مؤتمر الأحزاب، والمؤتمرات المتناسلة عنه وإلى جواره وبموازاته، تنهض شاهدةً على «موات» الحركة الشعبية العربية... لم تُتبِع الجامعة يوماً قولها بالفعل، ولم يُتبع مؤتمر الأحزاب بياناته الصاخبة، بمسيرة حاشدة أو بمظاهرة أشد صخباً.

وكما تحولت الجامعة إلى «جهاز بيروقراطي» يسهم في توفير بعض فرص العمل لبعض الدبلوماسيين العرب ممن بلغوا سن التقاعد أو غير المرغوب بهم أو «المؤلّفة جيوبهم»، فإن مؤتمر الأحزاب والمؤتمرات التي نمت على جذعه، باتت وسيلة «المتقاعدين» من المناضلين العرب لقضاء أوقات مريحة وممتعة، محمّلة بالإحساس الزائف بالجدوى!

فهذا عضو في الأمانة العامة، وذاك في لجنة المتابعة، وقد ترى أحدهم عضوا في عشر لجان ومؤتمرات، لا وقت لديه لغير التنقل من اجتماع لآخر، ومن عاصمة إلى أخرى، وغالبا من عواصم الممانعة، وأحياناً لا بد من إسطنبول وإن طال السفر.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية