دليل الإسرائيليين إلى الخداع والتضليل وإخفاء الحقائق

السبت 2 أغسطس 2014 06:08 ص

المستقبل العربي (إندبندنت)، 28\7\2014

التقرير التالي يكشف قواعد الكذب عند الناطقين الإسرائيليين، والذي يعلمهم كيف يخفون الحقائق:

كشف الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن عن أن هناك دليلا سريا يحتوي على إرشادات للمتحدثين الرسميين الإسرائيليين لمساعدتهم على إخفاء الحقائق بلباقة وذكاء أمام الرأي العام الأميركي والأوروبي على وجه الخصوص.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية  أن هذا الدليل كتبه الباحث الأميركي المتخصص في استطلاعات الرأي فرانك لونتز. 

وفي الوقت الذي أكد فيه كوكبيرن أن هناك بونا شاسعا بين ما يؤمن به المسؤولون والسياسيون الإسرائيليون وبين ما يقولونه في وسائل الإعلام في ما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي، فقد حاول تفسير ذلك قائلا إن إرشادات لونتز تسلط الضوء على هذا الأمر.

واعتبر الكاتب أن "اللباقة والسلاسة والهدوء" التي يتحدث بها المتحدثون الرسميون الإسرائيليون تعود إلى الإرشادات التي كتبها لونتز.

ليس للنشر

وقال إنه ولأهمية هذا الدليل فقد كُتب على كل صفحة من صفحاته الـ112 (ليس للتوزيع ولا للنشر)، وأشار إلى أنه من السهولة معرفة السبب وراء ذلك.

وأضاف أن تقرير لونتز قد تم تسريبه فور صدوره تقريبا إلى موقع "نيوزويك أونلاين"، مضيفا أنه من الواجب قراءته من قبل الجميع خاصة الصحفيين المهتمين بأي جانب من جوانب السياسة الإسرائيلية نظرا إلى إرشاداته المكتوبة للمتحدثين الرسميين الإسرائيليين على شكل "افعل ولا تفعل، أو: قل ولا تقل".

وأوصى الكاتب أي صحفي يرغب في طرح أسئلة أو إجراء مقابلة مع متحدث إسرائيلي رسمي ألا يفعل ذلك قبل قراءة دليل لونتز.

وأورد كوكبيرن أن الدليل ثري بالنصائح بشأن الكيفية التي يجب على المتحدثين الإسرائيليين صياغة إجاباتهم بها.

"دليل لونتز:"إن قضية حق العودة من القضايا الصعبة بالنسبة للإسرائيليين لأن معظم ما يقولونه يشبه ما كان يقوله مؤيدو "الفصل بين البيض والسود في أميركا في الخمسينيات""

أهمية الأمثلة

وتضمن المقال كثيرا من الأمثلة على الإرشادات الواردة في دليل لونتز، وهذه الأمثلة في حد ذاتها من الأهمية بمكان لأنها توضح مكامن الضعف والحساسية في ما يهم إسرائيل من قضايا.  

ومن هذه الأمثلة أن دراسة لونتز تقول "إن الأميركيين موافقون على أن لإسرائيل الحق في التمتع بحدود قابلة للدفاع عنها، لكن المتحدث الإسرائيلي سيدلي بحديث يضر بمصلحة بلاده إذا حاول تحديد أو تعريف هذه الحدود بدقة. لا تتحدث عن الحدود بعبارات مثل حدود ما قبل أو ما بعد 1967، لأن ذلك من شأنه أن يذكّر الأميركيين بالتاريخ العسكري لإسرائيل، وسيكون ذلك ضارا بها خاصة عند اليساريين الأميركيين، وعلى سبيل المثال فإن تأييد حق إسرائيل في التمتع بحدود قابلة للدفاع عنها ينخفض في استطلاعات الرأي العام بأميركا من 89% إلى 60% عندما تتحدث عنه بعبارات ما قبل أو ما بعد 1967".

وتقول الإرشادات أيضا للمتحدث الرسمي بشأن قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين "إن قضية حق العودة من القضايا الصعبة بالنسبة للإسرائيليين لأن معظم ما يقولونه يشبه ما كان يقوله مؤيدو "الفصل بين البيض والسود في أميركا في الخمسينيات" وما كان يقوله مؤيدو "سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في الثمانينيات"، الحقيقة أن الأميركيين لا يرغبون ولا يؤمنون ولا يقبلون مفهوم الفصل لأنه يتعارض مع مبدأ المساواة لديهم".

مطلب وليس حقا

ينصح الدليل المتحدثين الإسرائيليين بأن يصفوا حق العودة بـ"المطلب" لأن الأميركيين لا يحبون الناس الذين يطالبون "ومن ثم قل: الفلسطينيون غير راضين بدولتهم ويطالبون بأراضٍ داخل إسرائيل".

وتتضمن الاقتراحات الأخرى في الدليل والمتعلقة بشأن العودة أن يقول المتحدث إن حق العودة ربما يصبح جزءا من تسوية نهائية في المستقبل.

وقال الكاتب إن دليل لونتز كُتب بعد "عملية الرصاص المصبوب" في ديسمبر/كانون الأول 2008-يناير/كانون الثاني، وهناك فصل كامل عن "عزل حماس التي تدعمها إيران لأنها عائق في سبيل السلام"، لكن ولسوء حظ المتحدثين الإسرائيليين فإن علاقات حماس وإيران لم تعد جيدة بسبب الحرب السورية وليس لحماس اتصالات بإيران إلا في الأيام القليلة الأخيرة بسبب الغزو الإسرائيلي.

كذلك تركز النصائح على اللهجة والنبرة وطريقة العرض التي يقدم بها الموقف الإسرائيلي. تقول النصائح "من الأهمية بمكان إظهار التعاطف مع الفلسطينيين، الناس لا يهتمون بما لديك من معلومات إلا بعد أن تظهر مدى اهتمامك بما تتحدث عنه، تعاطف مع كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي".

سبب التباكي

وقال كوكبيرن إن النصيحة الأخيرة تفسر سبب التباكي الذي يبديه المتحدثون الإسرائيليون عندما يتكلمون عن معاناة الفلسطينيين الذين تقصفهم الصواريخ والقنابل الإسرائيلية".

وحذر كاتب الدليل بشدة الإسرائيليين -سياسيين كانوا أو متحدثين رسميين- وبالخط العريض من محاولة تبرير القتل العمد للنساء والأطفال الأبرياء، وعليهم أن يقفوا بشدة ضد من يتهم إسرائيل بذلك.

وعلق كاتب المقال بأن المتحدثين الإسرائيليين عانوا كثيرا في تطبيق هذه النصيحة عندما قتل 16 فلسطينيا في أحد مآوي الأمم المتحدة بغزة الخميس الماضي.

وهناك قائمة من الكلمات والعبارات التي يجب استخدامها وتلك التي يجب عدم استخدامها. ومن أهم هذه العبارات "الوسيلة الفضلى والوحيدة للتوصل لسلام دائم هي تحقيق الاحترام المتبادل". يجب التشديد كثيرا وفي كل وقت على رغبة إسرائيل في السلام مع الفلسطينيين، لأن ذلك ما يريده أغلب الأميركيين.

  كلمات مفتاحية