استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«كورونا» يسخر من الساخرين

الأحد 12 يوليو 2020 10:15 ص

«كورونا» يسخر من الساخرين

تعامل البعض مع الوباء بخفة وحتى من أقرّوا بخطورته أوشكوا أن يقولوا لمواطنيهم: «ليمت من يمت، ويعش من بوسعه النجاة من الوباء»

*     *     *

بعض رؤساء الدول، الكبيرة خاصة، حسبوا أن الحرب مع «كورونا» أشبه بحرب عابرة، تشنها دولة كبيرة مقتدرة عسكرياً واقتصادياً على دولة صغيرة، فتبدو كنزهة سريعة تستغرق أياماً، وإن طالت بضعة أسابيع، يخرج بعدها رئيس الدولة القوية على الشاشات معلناً بتباهٍ واعتداد انتهاء المعارك بهزيمة الدولة «المارقة» التي عليها شنّ الحرب.

بعضهم سخر من الوباء، واعتبره مزحة، وفيما كانت منظمة الصحة العالمية والدوائر الطبية والعلمية والغالبية الساحقة من قادة الدول يدعون الناس إلى اليقظة والحذر من الفيروس الفتّاك، ويحثونهم على اتخاذ ما يلزم من تدابير.

كان هذا البعض يتعامل مع الموضوع بمنتهى الخفة، وحتى من أقرّوا بخطورته أوشكوا أن يقولوا لمواطنيهم: «ليمت من يمت، ويعش من بوسعه النجاة من الوباء فيما لو أصابه»، على نحو ما صرّح به رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في الأسابيع الأولى لتفشي الفيروس في بلاده، داعياً مواطنيه لتهيئة أنفسهم لفقدان الآلاف من أحبتهم، وهو يُسوّق استراتيجية «مناعة القطيع».

لكن «كورونا» سخر من الساخرين منه، وليس المقصود هنا فقط بسطاء الناس الذين لا مراكز قيادية لهم في الحكومات، وكثير منهم قليل حيلة في مواجهة الوباء بسبب ظروف الفقر وتردي الخدمات الصحية، وإنما تحديداً كبار القوم الساخرين، فأصبح جونسون من أوائل الزعماء في العالم الذين أصابهم الفيروس وأدخله غرفة العناية القصوى، وألبسه جهاز التنفس.

مؤخراً اختار «كورونا» ساخراً كبيراً آخر منه، هو رئيس البرازيل جير بولسونارو، لينال منه، فلم يجد ما يقوله لمواطنيه بعدها سوى: «الجميع كان يعلم أن الفيروس سيصل إلى جزء كبير من السكان عاجلاً أم آجلاً، وقد أصابني».

أراد «كورونا» أن يُعرّف بولسونارو أنه ليس مجرد «زكام بسيط»، كما كان قد وصفه عند بدء الجائحة، وأنه ما من أحد في حصانة من الإصابة به حتى لو كان رئيس دولة أو حكومة، فلقّنه الدرس الواجب، لكي يكف عن خفته واستهتاره بخطورة الفيروس، بعد أن لم يحمله على الاتعاظ موت أكثر من 65 ألف شخص من مواطنيه.

في نهاية مارس آذار قلل الرئيس البرازيلي في خطاب متلفز بكل اعتداد من الإصابة المحتملة: «بالنظر إلى ماضيّ الرياضي، لن أقلق إذا أصبت بالفيروس. لن أشعر بشيء. في أسوأ الأحوال، سيكون الأمر أشبه بإنفلونزا صغيرة، زكام صغير»، لكنه، وفيما يشبه الصحوة، عاد فقال بعد أن تأكدت إصابته: «نعلم أن الفيروس قاتل لأولئك الذين يبلغون عمراً معيناً، مثلي، حيث بلغت أكثر من 65 عاماً».

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية