استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن شقيقات ثلاث

الجمعة 24 يوليو 2020 01:43 م

الشقيقات الثلاث

الفتيات الثلاث اضطررن لمغادرة بلادهن ومدينتهن وبيتهن الذي أصبح ركاماً بعد قليل من فرار العائلة منه.

ثلاث شقيقات سوريات فررن مع عائلتهن من مدينة إدلب في سوريا إلى ألمانيا، هرباً من جحيم الحرب قبل خمس سنوات.

المرجح ألا تعود الفتيات الثلاث إلى وطنهن بعد إنهاء دراستهن حتى لو تعافى هذا الوطن رغبة في ردّ الجميل لألمانيا التي احتضنتهن.

أمور محزنة في أوطاننا العربية المنكوبة حملت شباناً وشابات بمقتبل العمر يتقدون حيوية وتمتلئ نفوسهم وعقولهم بالآمال الكبار على الرحيل منها.

*     *     *

ثلاث شقيقات سوريات فررن مع عائلتهن من مدينة إدلب في سوريا إلى ألمانيا، هرباً من جحيم الحرب قبل خمس سنوات. بعد رحلة طويلة، أخطر ما فيها عبور البحر نحو أوروبا على قارب مطاطي من تلك التي باتت تعرف بـ«قوارب الموت»، لكثرة أعداد من غرقوا وهم يبحرون عليها، استقرّ الحال بالشقيقات الثلاث وعائلتهن في ألمانيا.

لم تضع الشقيقات الثلاث الوقت، صممن على مواصلة تعليمهن باللغة التي لم يكنّ يعرفن منها كلمة. درسن الألمانية بمثابرة ودأب، وسط شكوك كثيرة في قدرتهن على اجتياز التحدي.

هناك من نصحهن بالانخراط في التدريب المهني، كونه الطريق الأسهل لاكتساب ما هو ضروري من اللغة لتدبر أمور حياتهن في ألمانيا، لكنهن آلين على أنفسهن أن يتعلمن اللغة كما يجب، ويجلسن جنباً إلى جنب مع التلاميذ الألمان على نفس مقاعد الدرس.

حسب موقع «مهاجر برس» الذي أورد حكاية الشقيقات الثلاث، فإنهن اجتزن التحدي بمعدلات عالية، وأنهين الدراسة الثانوية في مدينة كولون، وهاهن اليوم يقفن أمام الاختيار الأصعب الذي يواجهه من هم في أعمارهن، حيث يتعين عليهن اختيار التخصص الذي سيواصلن الدراسة فيه في الجامعة التي يتهيأن لدخولها.

هذا التفصيل هو أكثر ما يستوقفنا، فالفتيات الثلاث اللاتي اضطررن لمغادرة بلادهن ومدينتهن وبيتهن، الذي أصبح ركاماً بعد قليل من فرار العائلة منه، حملن معهن سوريا إلى ألمانيا، ليس فقط بما أظهرن من مثابرة ودأب في التعلم، وإنما أيضاً بالتخصصات التي فكرن في اختيارها لدراسة المستقبل، حيث كان الوطن الذي بعد عنهن هو المحفز والملهم.

لنتعرف على ما فكرت فيه الشقيقات الثلاث: واحدة اختارت دراسة العلوم السياسية والتركيز على الشرق الأوسط، لفهم ما يحدث في وطنها ومعرفة أسباب الصراعات هناك.

الثانية اختارت دراسة علم الاجتماع والتركيز على التعايش بين ثقافات مختلفة: «من خلال تجربتي كلاجئة أريد العمل في مجال يجمع الناس من ثقافات مختلفة ومساعدتهم على فهم الاختلاف بين الثقافات».

أما الثالثة فتريد دراسة الهندسة المعمارية، «لبناء المنازل بدلاً من إزالة الحطام».

المرجح ألا تعود الفتيات الثلاث إلى وطنهن بعد إنهائهن دراستهن، حتى لو تعافى هذا الوطن، فهن عبرن عن رغبتهن في ردّ الجميل لألمانيا التي احتضنتهن.

لكن ما قلنه يحمل على التفكير الجدي في أمور محزنة كثيرة في أوطاننا العربية المنكوبة، التي حملت شباناً وشابات في مقتبل العمر يتقدون حيوية، وتمتلئ نفوسهم وعقولهم بالآمال الكبار على الرحيل منها، لأنها لم تتسع لأحلامهم.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية