جدد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور «أنور قرقاش» هجومه على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، متهما إياهم بـ«الانتهازية ونشر الشائعات والأكاذيب والمال الفاسد»، مؤكدا أنهم لم يشاركوا في تحرير مدينة عدن من الحوثيين.
وفي تغريدات على حسابه الرسمي عبر «تويتر»، قال «قرقاش»: «تيار الإخوان انهار أمام الحشد الحوثي ولم يقف أمام التمرد، ولم يشارك في تحرير عدن والجنوب، الإخوان حزب انتهازي يسعى لدخول المشهد قرب النهاية».
«قرقاش» اتهم الإخوان بالانتهازية قائلا: «الانتهازية سمة الإخوان في الربيع العربي سرقوا تحرك الشباب وإحباطه، وتحكموا وتسلطوا وهمشوا حتى سقطوا». بحسب قوله.
واعتبر الإخوان جزء من المشكلة في اليمن قائلا «وفي اليمن الإخوان جزء من المشكلة، ومنذ البداية، ولم يلعبوا دورا في تحرير عدن، وتفننوا في الهوامش والمنافي في نشر الإشاعات والأكاذيب»، مضيفا «وتحالف الإخوان مع السلطة أحيانا ومع الغالب دائماً انتهازية ميزتهم، فلا أمان لهم في اليمن أو أي قطر أخر، و الأدلة على ذلك مجلدات، وكثيرا ما ارتبط حزب الإخوان بالمال الفاسد وفي العديد من الأقطار، ومنها مصر واليمن، مقوضا دورهم كمعارضة تسعى إلى الإصلاح والتطوير».
وفي تغريدة أخرى، قال: «ونرى دورهم الإنتهازي الحالي في اليمن، كمن يتحين فرصة الإنقضاض، وغني عن البيان أن الدولة الجديدة الواعدة لا يمكن أن يكون طريقها بوابتهم»، لافتا إلى أنه «لا يمكن أن يمثل الإخوان مستقبل اليمن، الغوغاء و المال الفاسد والولاءات الملتبسة تجعلهم جزءا من المشكلة لا الحل».
وواصل «قرقاش» هجومه على الإخوان مؤكدا أن «سياستهم في كل مشهد سياسي تعتمد على الإقصاء والإستئثار والتعالي والحسابات الخاطئة، إليكم مصر وسوريا وليبيا واليمن نماذج للحزب الإنتهازي».
وكان «قرقاش» قد هاجم الإخوان مؤخرا زاعما أن «سياسة الإخوان ضد الإمارات ملخصها كل يوم إشاعة كاذبة»، مضيفا أنه «لا يمكن أن يتخلص الإخوان من ارتباطهم بالفكر التكفيري والذي أسس له سيد قطب».
وأضاف حينها: «دع الإخوان يكرهون ويكذبون ويشيعون، ودع الإمارات تخطط وتعمل وتنجز، ولعل امتحان اليمن خير شاهد بين من يضحي بنفسه ويحرّر، ومن يفتري و يزور». بحسب قوله.
وليست هذه المرة الأولي التي تهاجم فيها الإمارات جماعة الإخوان وحزب الإصلاح، حيث كشفت صحيفة «الخليج» الإماراتية المقربة من الشيخ «خليفة بن زايد» حاكم أبوظبي، قبل أيام، عن مخاوف دولة الإمارات العربية المتحدة من سيطرة جماعة «الإخوان المسلمين» متمثلة في «حزب الإصلاح» اليمني على الحكم بعد إنقاذ اليمن من مليشيات الانقلاب «الحوثي» والرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».
وأشارت إلى سعي الجماعة لاستثمار الانتصار في اليمن لمصلحتها، خصوصا أنها موجودة على الأرض وتمتلك قدرات وإمكانات مؤثرة وحواضن شعبية وامتدادات إقليمية وعربية، وخطوط تنسيق مع مختلف المجموعات الإرهابية على امتداد الساحة العربية. (طالع المزيد)
يذكر أن مصدر يمني قد كشف مؤخرا أن الإمارات ربما تكون عرقلت تقديم الدعم اللازم للمقاومة بسبب أن مقاتلي حركة الإصلاح التابعة لجماعة الإخوان المسلمين هم الذين يتقدمون على الأرض حاليا.
وأكد المصدر أن التقدم الذي تم تحقيقه في تعز دون غطاء جوي من قوات التحالف يمثل تطورا استراتيجيا، ومؤشرا بالغ الأهمية على احتمالات أن يكون الحسم في اليمن قاب قوسين أو أدنى، إلا أن هذه التطورات تزيد من حدة القلق لدى الإمارات «بسبب أنها تفضل بقاء الحوثيين وسقوط اليمن في أيدي الإيرانيين على أن ينتصر مقاتلو الإخوان المسلمين»، على حد تعبيره.
وكانت جريدة «القدس العربي» الصادرة في لندن نقلت عن مصدر يمني أيضا قوله إن «خلافات سعودية إماراتية هي التي تؤخر تحرير تعز من الحوثيين»، مشيرة إلى أن «الإمارات ترفض تقديم الدعم لقوات المقاومة الشعبية التي يقودها حمود المخلافي، وهو أحد رموز حركة الإصلاح في اليمن».
ورغم إنكار «قرقاش» دور «الإصلاح» في تحرير عدن، إلا أن نائب الرئيس اليمني «خالد بحاح»، كان قد التقي قبل أيام بوفد من قيادة التجمع اليمني للإصلاح، برئاسة رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ «محمد بن عبد الله اليدومي»، وأشاد «بحاح» بدور حزب الإصلاح المؤثر على الساحة اليمنية، معتبراً الحزب مكون سياسي يتصدر المشهد السياسي ويعتبر أحد الأذرعة السياسية الرئيسة في البلاد.