استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أقبل العيد

الجمعة 31 يوليو 2020 02:45 م

أقبل العيد

يغشانا أسى وحزن حين يأتي العيد ولسنا مهيّئين للفرح به كما حالنا هذه السنة في عيد الفطر الماضي وعيد الأضحى المبارك الذي يحلّ علينا اليوم.

*     *     *

في العيد نستعيد الأغنيات والقصائد التي كان موضوعاً لها. وتراثنا الشعري والغنائي زاخر بذلك. وحسبنا هنا تذّكر أغنية السيدة أم كلثوم «يا ليلة العيد»، و«عصرية العيد» لعوض الدوخي، فضلاً عن بضع أغان للسيدة فيروز، لعل أجملها تلك التي كتب سعيد عقل كلماتها:

«غنيت مكة أهلها الصيدا *** والعيد يملأ اضلعي عيدا».

وقبيل هذا العيد، راج على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في البحرين، هاشتاج «أقبل العيد»، التي غناها الفنان البحريني سلمان زيمان الذي غادرنا قبل أيام، كأن لسان حال محبيه وعشاق فنه يقول: لماذا غبت عنا ونحن نتهيأ لاستقبال العيد الذي اعتدنا سماع أغنيتك فيه؟

و«أقبل العيد» واحدة من أجمل الأغاني اليمنية، الحضرمية بخاصة، التي أعاد سلمان زيمان تقديمها، مضفياً إليها الكثير من روحه، وهي من ألحان الفنان كرامة مرسال، وكتب كلماتها الشاعر غالب باعكابة، ويقول مطلعها:

«أقبل العيد حبيبي وشدا الطير وكبّر

وتهادو الروض من فرحتنا الكبرى وأزهر

فتعالي لي بثوب العيد ذلك الحلو المشجر

واحضني القلب المُعنّى فيك يا حلمي المعطر».

لا يأتي العيد دائماً ونحن في الأمزجة التي تتيح لنا أن نستقبله بما يليق به من أفراح وبهجة. وكما هو تراثنا الغنائي والشعري حافل بمناخات فرحة العيد، فإنه يتضمن نصوصاً تعبر عن مشاعر الأسى والحزن حين يأتي العيد ولسنا مهيّئين للفرح به كما ينبغي، كما هو حالنا هذه السنة، سواء في عيد الفطر السعيد الذي مضى، وعيد الأضحى المبارك الذي يحلّ علينا اليوم.

ليست قصيدة الشاعر اليمني باعكابة عن العيد التي لحنها كرامة مرسال وغناها مغنون بارزون، بينهم زيمان، هي الوحيدة التي يبدأ مطلعها بعبارة: «أقبل العيد». هناك قصيدة أخرى كتبها الشاعر اللبناني - المهجري إيليا أبوماضي (1989- 1957)، ولكنها كانت في مناخ آخر غير مناخ باعكابه، يبلغ مفتتحها حدّ التشاؤم:

«أَقبَلَ العيدُ وَلَكِن لَيسَ في الناسِ المَسَرة

لا أَرى إِلّا وُجوهاً كالِحاتٍ مُكفَهِرَّة

كَالرَكايا لَم تَدَع فيها يَدُ الماتِحِ قَطرَة»

لكن الشاعر كمن يستدرك ما أشاعته أبياته الأولى من أسى، فيقول في الختام:

«إِنَّ مَن يَبكي لَهُ حَولٌ عَلى الضَحِكِ وَقُدرَة

فَتَهَلَّل وَتَرَنَّم فَالفَتى العبِسُ صَخرَة

إِنَّهُ العيدُ وَإِنَّ العيدَ مِثلُ العُرسِ مَرَّة».

لا يصحّ أن ننهي الحديث من دون إشارة المتنبي العظيم إلى العيد في هجائيته لكافور: «عيد بأية حال عدت يا عيد *** بما مضى؟ أم لأمر فيك تجديد».

لم يعد كافور يعنينا. يعنينا شعر المتنبي الذي عبر الزمان.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية