استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عام هجري جديد وعبقرية عمر (رض)

السبت 22 أغسطس 2020 06:14 م

عام هجري جديد وعبقرية عمر

الهجرة كانت فاصلا بين مرحلتين من الدعوة: مرحلة الضعف ومرحلة القوة والتمكين والقوة والدولة.

الإسلام يدور حول الفكرة ويحذر من تقديس الأشخاص حتى لو كان ذلك الشخص سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.

الحنكة والعبقرية تتجلى باختيار الهجرة وليس مناسبة أخرى عظيمة كمولده صلى الله عليه وسلم أو غزوة بدر التي سماها القرآن يوم الفرقان أو فتح مكة.

*     *     *

نودع عامًا هجريًّا ونستقبل آخر، وفي هذه المناسبة لا نستذكر فقط هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل نستذكر أننا أمة لها تاريخ واحد وتقويم واحد ومصير واحد.

نستذكر كذلك عظيما من عظماء هذه الأمة حباه الله عقلا استراتيجيا قل نظيره في هذا العالم، وحباه الله قدرة عجيبة على استشراف المستقبل.

لم يشأ الفاروق عمر أن يربط الأمة وتاريخها بأي أمة أخرى، فكان خياره الفذ بعد المشورة وقع على هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتكون بداية التأريخ الإسلامي.

والحنكة والعبقرية هنا تتجلى باختيار الهجرة وليس أي مناسبة أخرى عظيمة كميلاده صلى الله عليه وسلم أو غزوة بدر التي سماها القرآن يوم الفرقان، أو فتح مكة مثلًا.

إن تفضيل الهجرة على ميلاده صلى الله عليه وسلم يدل دلالة واضحة على عمق تفكير الفاروق؛ فالإسلام يدور حول الفكرة، ويحذر كثيرا من تقديس الأشخاص حتى لو كان ذلك الشخص سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كانت هذه من وصاياه حين قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم".

والفاروق يدرك أن النار من مستصغر الشرر، وأن الانحراف يبدأ من نقطة صغيرة جدا.

الهجرة كانت فاصلا بين مرحلتين من مراحل الدعوة؛ مرحلة الضعف ومرحلة القوة والتمكين والقوة والدولة. صحيح أن فتح مكة كان فتحا عظيما، وآذن بدخول الإسلام الجزيرة وفتح آفاق الدعوة إلى ما بعدها، حيث أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسله إلى ملوك العالم آنذاك يدعوهم فيها إلى الإسلام، إلا أن نواة كل هذا كانت الهجرة ولولاها لما كان هناك فتح أصلا.

ناهيك أن الرسول دخل المدينة مهاجرا بدعوة من أهلها الذين كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر، فدخل قلوبهم قبل أن يدخل مدينتهم، عكس أهل مكة الذي ناصبوه العداء وأبعدوه عن بلده ولم يسلموها له إلا عنوة.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية