استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لا تتشاءموا كثيرًا

الجمعة 28 أغسطس 2020 03:37 م

لا تتشاءموا كثيرًا

ماذا يقول الأردنيون بعد 25 عاما على توقيع اتفاقية "السلام" مع إسرائيل؟

ماذا رأوا مما بشرت به صحف الأردن آنذاك؟ أين المستقبل المشرق؟ وأين هو الازدهار؟ وأين وأين وأين؟

أين هي مصر الآن بعد أكثر من أربعين عاما من معاهدة "السلام" المشؤومة مع إسرائيل؟ وأين هم المصريون؟

نخب طفيلية لا وظيفى لها سوى التصفيق للحاكم أيًّا كان.. موجودة بكل زمان ومكان غثاء كغثاء السيل ولن تستطيع طمس حقائق ستظهر ولو بعد حين.

*     *     *

خلال بحثي عن الخطاب الرسمي لتبرير توقيع اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني استوقفتني تغطية صحيفة "الرأي" لما سمي باحتفالية توقيع الاتفاقية.

لقد جاء في افتتاحية الصحيفة صبيحة توقيع الاتفاقية أنه "دائمًا ما تشرق الشمس، لكن شمس هذا اليوم أجمل"!!

مضيفة: "ذلك لأنها حملت للأردن والأردنيين فجرًا جديدًا مضمخًا بالطمأنينة وحافزًا على البذل والعطاء لإعلاء صرح الوطن النموذج وإضافة فصول جديدة لملحمة الإنجاز والبناء في شتى المجالات والميادين"!!

ثم تتابع: "إنه فجر أردني جديد إذن، يحمل للإنسان الأردني كل بشائر الحلم في مستقبل مشرق، تبقى الهامات فيه مرفوعة كما كانت مثلما يكون هذا الإنسان النواة الطيبة للإنسان العربي الحر على كامل الخارطة العربية"!!

أما صحيفة الدستور فقالت في افتتاحيتها: "نعم ستشرق نهاية اليوم شمس جديدة طال انتظارها منذ عشرات السنين، وستفتح بوابات كانت موصدة أمام حلم السلام والأمن والاستقرار، وتنداح من على الطريق كل تلك المصاعب والعقبات التي حالت دون تمكن شعبنا من إطلاق كامل طاقاته في البناء والتقدم ومن مواصلة مسيرته المكللة بكل ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز"!!

وتضيف: "وفي ذلك كله، فإننا نسجل لجلالة الملك الحسين ونعيد إلى مقامه السامي الفضل في ما تحقق، ونرد إليه هدية السلام الثمينة بما هو أحسن منها من وفاء واعتزاز وإخلاص لهذه القيادة التي نذرت نفسها لكل ما فيه صالح الأردن وصالح الأمة وصالح الأجيال المقبلة"!!

احتوى عدد صحيفة الرأي يوم 26/10/1994 على 41 مقالا وتقريرا كلها تمجد وتمدح وتشيد، إلى جانب أربع صفحات تأييد وتجديد ولاء للملك الراحل الحسين بن طلال وولي عهده الأمير الحسن بن طلال. إلى جانب قصائد ومشاركات القراء التي صبت كلها في ذات الاتجاه. وحملت إحدى إعلانات الولاء والتأييد للملك الحسين عنوانًا يقول: "لو لم يكن السلام لله، لكان أنت"!!

ترى ماذا يقول الأردنيون اليوم بعد 25 عاما على توقيع تلك الاتفاقية؟ وماذا رأوا مما بشرت به الصحف آنذاك؟ وأين هو المستقبل المشرق؟ وأين هو الازدهار؟ وأين وأين وأين؟

أجزم أن الرئيس المصري أنور السادات لقي ذات الترحيب والتمجيد من ذات النخبة الطفيلية، التي لا ترى وظيفتها في هذه الدنيا سوى التصفيق للحاكم أيا كان، حين أقدم على فعلته بزيارة الكنيست الصهيوني في قلب القدس المحتلة.

وأجزم أن قصائد شعر دبجت تشيد ببطولته وجرأته وشجاعته حين أقدم على فعلته بتوقيع معاهدة كامب ديفيد مع العدو الصهيوني ومزق الأمة العربية!!

فأين هي مصر الآن بعد أكثر من أربعين عاما من المعاهدة المشؤومة؟ وأين هم المصريون؟

النخب الطفيلية التي لا ترى وظيفتها في هذه الدنيا سوى التصفيق للحاكم أيًّا كان، موجودة في كل زمان ومكان، وهي غثاء كغثاء السيل، ولن تستطيع طمس الحقيقة التي ستظهر ولو بعد حين.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية